أسقف ألمانيا: غادر مصر طبيبًا بـ 38 جنيه.. شقيقته فقدت أطرافها وانتقل إلى ألمانيا؟ وكيف اشتروا الدير بمارك واحد؟
أماني موسى
الاثنين ٢٣ ابريل ٢٠١٨
كتبت – أماني موسى
ألتقت كاميرا برنامج "ضيف وحكاية" على قناة DW، مع الأنبا دميان أسقف ألمانيا، في دير السيدة العذراء وأبي سيفين للأقباط بمدينة هوكستر.
أوضح أسقف ورئيس الدير أنهم يستخدمون اللغة العربية والقبطية والألمانية للصلاة، وأكد على أن اللغة القبطية هي لغة القداس وهي اللغة الأصلية للأقباط حول العالم وهي تراث أبائنا وأجدادنا يجب الحفاظ عليه، ولازال البعض يتكلمون اللغة القبطية إلى اليوم باعتبارها جزء من هويتنا.
وأضاف، أنهم يصلون بالعربية أيضًا على اعتبار أنها اللغة التي يتحدثها معظم المصريين، لافتًا إلى أن الجيل الجديد بألمانيا الآن والدول الغربية يتقنون لغة البلد أكثر من العربية ولذا يستخدمونها أيضًا بالصلوات.
وأوضح أننا لازلنا نستخدم العديد من الكلمات القبطية في حديثنا الدارج إلى الآن، مثل كلمة فلافل، وكلمة ترابيزة وغيرها العديد من الكلمات.
وأكد الأنبا دميان على أن الكنيسة القبطية بالمهجر تقوم بكامل دورها تجاه أبناءها ومساعدتهم في الغربة والاهتمام بهم، وكذا ألا يفقدوا روحانياتهم وهويتهم، وأيضًا نبني جسر تعاون بين مصر وألمانيا.
كيف يقضي الأنبا دميان يومه؟
أوضح الأنبا دميان أن يومه يبدأ من الصباح الباكر، بالبدء في الصلاة في القلاية الخاصة به، ثم صلاة باكر مع الرهبان، أو عمل قداس إلهي، ثم يبدأ الشغل وجزء منه عقلي، من مراسلات ولقاءات وآخر يعتمد على العضلات، وهذا الجزء يكون أثناء التعمير والتوسع، وأنه يشارك العمال بيديه.
السير وحيدًا في الغابة
وأضاف، أنه في وقت الفراغ يقرأ بالكتاب المقدس، أو يقرأ كتب روحية، أو يتمشى في الغابة، مشيرًا إلى أن السير وحيدًا بالغابة يغسل نفسه وروحه وأنه يتحدث إلى الله وكأنه وحده ويشعر بعدها بسلام وغسيل للنفس.
رمزي ميخائيل طبيب أشعة.. الرهبنة أعطت لحياته معنى وملأتها سعادة
أوضح أن اسمه العلماني كان رمزي ميخائيل، وكان يعمل طبيب أشعة وكان نائب رئيس قسم في مشفى ألماني، لكن شعورًا بعدم الراحة الداخلية دفعه عام 1992 إلى التوجه إلى دير قبطي في صحراء مصر لكي يصبح راهبًا. أصبح فخري الآن الأنبا داميان أسقف الكنيسة القبطية في ألمانيا وهو يرى أن الرهبنة أعطت لحياته معنى وملأتها سعادة.
قصة شقيقته التي فقدت أطرافها وكيف انتقل إلى ألمانيا؟
روى الأنبا دميان أن شقيقته فقدت ساقيها في حادث، وعانت من الأطراف الصناعية، ووجدها مرة تبكي بألم من هذه الأطراف، وكتب خطاب إلى مسؤول يطالب بعلاج شقيقته على نفقة الدولة وتركيب أطراف حديثة لها بألمانيا.
كان عقده كطبيب في مصر بـ 38 جنيه ونص
وبالفعل قد تم، وجاء إلى ألمانيا مع شقيقته عام 1980، وذات يوم وجد يافطة مكتوب عليها "مستشفى الجيش الأمريكي"، فذهب وسأل عن إمكانية أن يعمل معهم كمتطوع، وحين قابل المدير وهو من أصل سوري، قال له أنا ممكن أشغلك بعقد بـ 5500 مارك، في حين أن عقده كطبيب امتياز في مصر آنذاك كان 38 جنيه ونص.
كيف اشترت الكنيسة القبطية بألمانيا الدير بمارك واحد؟
أوضح الأنبا دميان أن أحد المقاطعات قامت بعمل إعلان بالتلفزيون الألماني، قالت فيه أن لديها مبنى قديم عمره 300 سنة في حالة سيئة جدًا، ويريدون من يقوم بتعميره وإصلاحه حسب تعليمات هيئة الآثار الألمانية، وذلك مقابل مارك واحد.
وبعد ثلاث سنوات وافقوا منح الدير للكنيسة، وأكد رئيس الدير أن كل الشبابيك كانت مقفلة وكان يستخدم لذبح المواشي، والمبنى لا يوجد به مياه أو كهرباء أو غاز أو تسخين أو أي شيء.
ربع قرن لتعمير الدير والألمان ينظرون للصعايدة على أنهم الخبراء الأجانب
وهنا اعتمد على الصعايدة للتعمير وبالفعل تم البدء في تعمير الدير لمدة 25 عام، ولازال التعمير جاري.
مشيرًا إلى أن الألمان ينظرون إلى الصعايدة الذين قاموا بالتعمير بإجلال واحترام على اعتبار أنهم الخبراء الأجانب.
لماذا اختار الرهبنة رغم نجاحه العلمي والمهني الكبير
قال الأنبا دميان أن توجه للرهبنة بعد وفاة والده وتأكده من فكرة زوال الحياة وأنها بكل مجدها غير باقية، مشيرًا إلى أن والده توفي في سن الـ 12 وبعد وقت تزوجت شقيقاته وكانت أحداهن بألمانيا، وهنا كان أمام خيارين إما أن يتزوج وينشأ أسرة ويفتح عيادة ويستقر بألمانيا، أو أنه يكمل في الطريق الذي اختاره وهو الرهبنة.