بقلم دكتور رؤوف هندي
لا تستغرق فى أوقات ألمك بكل قلبك وتفكيرك حتى لا تتحول لأحزان تسكن فؤادك وتسيطر على إحساسك.
ولا تستسلم للحظات تعبك وإرهاقك من ضغوط الحياة حتى لا تتحول لأوقاتٍ طويلةٍ من المعاناة. وإن سئمت من قبح الحاضر فعِش خيالا يسعدك وكن قريبا بقدر رالإمكان من الإنسان الذي يجعلك سعيدا وكُن أكثر قربا من الإنسان الذي لايكون سعيدا إلا بك
لا تعيش أوقات ألمك بكل ما فيك حتى لا تبدد طاقتك وتنطبع حالةً من الشجن والإحساس بالمرار على تفاصيل حياتك. نعم الحياة حلوة ! ولكن ألمها أيضا كبير ولهذا فنحن دوما في احتياج إلى أن نمنح أنفسنا الراحة والطمانينة بواسطة الخيال ويقول شكسبير: الوجوه المبتسمة لاتعني اختفاء الاحزان بل تعني أن أصحابها قادرون على التعامل معها وعندما تكون الحياة فوق طاقتنا على الاحتمال مخطيءٌ من يعتقد أن العلاج في تغيير الظروف المحيطة بنا بينما الحل يكمن في تغيير سلوكنا وقبل أن تتهم نفسك بأنك مصابٌ بالاكتئاب تأكد أولا أنك لم تكٌن محاطا بالأغبياء والكارهين ! ليتنا نتعلم كيف نرى الامل من بين شقوق وزوايا ! ليتنا نتعلم كيف نصارع حزنا ونقاوم ألما.. وتفاءل دوما لتزول غيوم الأسى فتشرق شمس السعادة فالمتفائل إنسان يرى ضوءً غير موجود والمتشائم يرى صوءً ولايصدق . إشحن كارت التفاؤل وانظر للحياة بأمل ! أبحثْ عن البسمة في قلب المحنة وفتّش عن موجة الفرح ولو في بحر الاحزان! إغمضْ عينيك واحلم وتحرر من قُبح الحاضر واطرق أبواب الكون الجميل ! حتى ولو كان حُلما ستسمع فيه اجراس الامل تقرع !
في إحيانٍ كثيرة نحتاج لتجاهل ألألم لكى نعيش ونستمر وأوقات نحتاج أن نمر عليه بسرعةٍ لكيلا نندمج فيه.
نحتاج أن نحنو على قلوبنا وأن نطبطب برفقٍ على أرواحنا لكيلا تستسلم لإحساس الألم والمعاناة حتى لا تنقضى أوقاتنا فى الحسرة والحزن والأسى على أشياء هى حتماً إلى زوالٍ لكن ما سيبقى فينا ويسكننا منها هو إحساسنا بها. واجعل أحلامك متعددة وآمالك متجددة ولاتجعل رحلة العُمر يقودها قاطرة قطار واحد لربما يخرج هذا القطار عن القضبان ! أليست أيامنا هي أعمارنا . وخَـلّي مساحة قلبك اد الكون واعشق كل إسم وكل لون.
فالأيام تنقضى ومعها يزول الألم لكن أوجاع الروح التى نكررها على أنفسنا ونستغرق فيها بعمقٍ تبقى معنا فى رحلة حياتنا لتفسد علينا أوقاتنا وتبدد سعادتنا. ولاتبحث عن السعادة في الآخرين وإلا ستجد نفسك وحيدا وحزينا! إبحث عن السعادة داخل نفسك وستشعر بها ولو كنت وحيدا وأولى خطواتها أن تكون متصالحا مع ذاتك ونفسك وان تحب البشر والكون الفسيح وسترى كل شيء جميل وفي رأيي ان السعادة مهارة من المهارات ويقول جبران خليل جبران: من لم يصنع السعادة لنفسه لن يصنعها له الآخرون.
اضحك .. افرح.. ابحث عن لحظات البهجة وسيترجم العقل رسالتك وسيصدقها إحساسك لتتحول لطاقةٍ إيجابية فى حياتك فتجد نفسك مرحاً مقبلاً على الحياة مفعماً بالحيوية حتى ينقضى وقت وجعك وتأخذ آلامك حجمها الطبيعى، ويبقى لك من تجربتك إحساس الثقة ونشوتها لأنك تجاوزت أوجاعك وتغلبت عليها . إجعل قلبك عامرا بالحُب والتسامح والامل والسلام لتهبَّ عليك نسائم الراحة والثقة والاطمئنان واعلم انه في حياة كل منا لحظات يمكن أعتبارها اختبارات بالمعنى الحقيقي للكلمة. اختبار لمكانتك وقدرتك وقوتك ! إما أن تنجح في الاختبار وتؤكد ذاتك أو تفشل فيه وتتعرى إنسانيا لتكتشف أنك كيان هش ضعيف ولكن الامل والطموح والحُلم دوما يسبق لحظة الانكسار ويقفز فوقها ويقول جبران خليل جبران: انت إنسان . أنت أعظم الأرقام في معادلة الوجود وأنت لست بعاجز لأنك لست نصف إنسان .. أنت وجِدتً كي تعيش الحياة بسعادة وثقة وليس كي تعيش نصف حياة.