الأقباط متحدون - «هيومان رايتس» تنوب عن «داعش»
  • ٢٣:٠٣
  • الخميس , ٢٦ ابريل ٢٠١٨
English version

«هيومان رايتس» تنوب عن «داعش»

مقالات مختارة | سحر الجعارة

٣٣: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ٢٦ ابريل ٢٠١٨

سحر الجعارة
سحر الجعارة

في كل مرة نتكلم عن تقارير منظمة «هيومان رايتس ووتش»، سوف نبدأ من الحديث عن الجيل الخامس من الحروب أو ما يسمى «الجيل الرابع المتقدم»، والذى يتم خلاله احتلال عقلك، ومن ثم ستتولى أنت تسليم «أرضك» للمحتل.. سوف تدخل مرغما معركة وانت أشبه بالأعمى لا تعرف عدوك من حليفك.. وتنفذ «مؤامرة» تمت كتابتها في أرض بعيدة، لتحارب بالإنابة لحساب رجل جالس في «جهة ما» قد تكون استخباراتية أو عسكرية.. لتنفذ مشهد «الانتحار الجماعى»!.

وبينما كانت حروب الجيل الرابع تعتمد على «اللا عنف»، واختارت منهج الهدم من الداخل، جاءت حروب الجيل الخامس من الحروب لتستخدم العنف المسلح عبر مجموعات «عقائدية مسلحة» وعصابات التهريب المنظم والتنظيمات الصغيرة المدربة صاحبة الأدوار الممنهجة، حيث يستخدم فيها من تم تجنيدهم بالتكنولوجيا المتقدمة.. والسبل الحديثة لحشد الدعم المعنوي والشعبي.. إنها أقرب إلى «حرب العصابات»، التي تستهدف مهاجمة مدنيين والهجمات انتحارية لاستنزاف وإرهاق الجيوش وإرغامها على الانسحاب من معركتها الأساسية!.

هكذا يمكن أن نفهم لماذا تحاول «هيومان رايتس ووتش» إثارة الوقيعة بين شعب سيناء والقوات المسلحة، بشائعات مغرضة ففي عام 2015 ادعت أن الجيش المصري يهدم منازل البدو في سيناء ويشرد مئات الأسر.. وطالبت بتدخل «قوات دولية» في سيناء لأن هذا هو الغرض من تشويه علاقة الشعب بجيشه .. ثم ادعت أن الجيش المصري يترك أهالي سيناء، «خصوصاً المسيحيين»، فريسة سهلة للإرهابيين وعلى المجتمع الدولي أن يتدخل.. وهنا تبدأ لعبة خلق «العنف المجتمعى» القائم على أسس عقائدية!.

وشككت المنظمة التي أصبح دورها مشبوها في قدرات الجيش المصرى، حتى جاءت «المواجهة الشاملة 2018» وبدا للجميع أن خطة القضاء على العناصر الإرهابية في شمال ووسط سيناء، وبعض المناطق الأخرى، بدا أن المواجهة بدأت تحقق نجاحات غير مسبوقة.. وهنا جاء التقرير الأخير لهيومان رايتس ووتش ليدعى وجود «أزمة إنسانية» تلوح في الأفق في شمال سيناء، مع استمرار الجيش المصري في «فرض قيود صارمة على حركة الأشخاص والسلع»، واستنكر العميد أركان حرب، «تامر الرفاعي»، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الأخير، مؤكدا أنه جاء مغايرًا للحقيقة تمامًا، ومعتمدا على مصادر غير موثقة، في سرده للتفاصيل عن العمليات في سيناء.

وأوضح المتحدث، أن القوات المسلحة توفر جميع السلع الأساسية وتتعامل مع أي طوارئ قد تستجد، فيما تقوم القوات المسلحة بالتنسيق بصورة مستمرة مع جميع الوزارات المعنية لتوفير الاحتياجات الإدارية والطبية للمواطنين بمناطق العمليات.. وأكد في بيان له أن (القوات المسلحة تقوم أيضًا بتأمين وصول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية الطازجة، ومنتجات الألبان للأهالي، فضلا عن توزيع الحصص الغذائية على الأهالي بمناطق العمليات، مشيرًا إلى أنه تم فتح العديد من منافذ الخدمة الوطنية لتوفير أي منتجات غذائية أخرى).

وهكذا تتضح أغراض «هيومان رايتس ووتش» وأولها محاولة تشويه صورة قواتنا المسلحة، ،إشاعه روح اليأس والإحباط بين الشعب الذي يقف خلف جيشه، وشق وحدة الصف الشعبى في سيناء» بتحريض مباشر لأهالى سيناء ضد القوات المسلحة.. والمستفيد الوحيد من تقرير مسمم كهذا هو تنظيم «داعش» الذي تمنحه المنظمة الحقوقية «هدنة» لالتقاط الأنفاس ظنا منها أن خطة «المواجهة الشاملة» قد تتأثر بمزاعمها الكاذبة!.

كما أن استخدام العبارات الفخمة البليغة من منظمات كهذه قد تستدعى تدخلا دوليا، عندما تقول :«أزمة إنسانية تلوح في الأفق».. وهو ما يعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لمصر.. وعرقلة لحرب شاملة ضد الإرهاب تخوضها مصر نيابة عن العالم.

لن تتوقف المنظمات الحقوقية المشبوهة عن أداء دور «العميل المخلص» لمن أسقطوا الدول العربية تباعا بنظام الحرب بالوكالة بعدما زرعوا فيها «التنظيمات الإرهابية».. ولم يتم تغيير آليات حرب الجيل الخامس الآن على الأقل.. لكن المهم أن الجبهة الداخلية لمصر أكثر صلابة مما يظنون.. والإيعاز للمجتمع الدولة بتوقيت «التدخل» أو محاولة استدعائه لن ترهبنا.. وسوف يظل الجيش المصرى يقلقهم ويزعجهم.. لكنه لن يسقط أبدا.. ولن تسقط مصر.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع