هذه الأدوية الشائعة تضاعف خطر الإصابة بسرطان المعدة
صحة | أنا أصدق العلم
الخميس ٢٦ ابريل ٢٠١٨
إليك ما تحتاج معرفته.
أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أن صنفًا من الأدوية المُستخدمة عادةً لعلاج الجزر المِعَدي وحرقة المعدة ارتبطت بمخاطر أكبر من مضاعفة خطر الإصابة بسرطان المعدة.
تُستخدم مُثبِطات مضخة البروتون (PPIs) لتثبيط إنتاج الحمض في المعدة وهي من بين أكثر الأدوية التي تُباع على نطاق واسع في العالم، ولكن دراسة جديدة تكشف أن الاستخدام طويل الأمد للدواء يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان المعدة بنحو 250 بالمئة.
ترتبط المخاطر ببكتيريا تسمى “بكتريا الملوية البوابية” Helicobacter pylori ، والتي يحملها أكثر من نصف سكان العالم – وغالباً ما تكون غير ضارة، ولكن تُربط هذه الجرثومة لدى نسبة صغيرة من الناس بالإصابة بسرطان المعدة.
وجد البحث السابق أن الأشخاص الذين يعانون من عدوى بكتيريا الملوية البوابية (Hylicylactic pylori) والذين يتناولون مُثبطات مضخة البروتون PPIs لديهم فرصة أكبر في تطوير مقدمة لسرطان المعدة تُسمى التهاب المعدة الضموري.
بينما كانت آلية ذلك غير واضحة، فقد اعتبِر منذ فترة طويلة أن القضاء على العدوى قبل تناول مُثبطات مضخة البروتون PPIs – والتي ارتبطت بتأثيرات سلبية مختلفة – قد تقلل من فرص الإصابة بالسرطان.
ولكن أحدث بحثٍ يُظهر أنه قد لا يكون الأمر كذلك.
قال الباحث ايان وونغ Ian Wong من جامعة لندن. :”إن مثبطات مضخة البروتون (PPIs) هي علاج مهم لعدوى الملوية البوابية ولها سجلات سلامة جيدة للاستخدام على المدى القصير”.
“ومع ذلك، يجب تجنب الاستخدام غير الضروري على المدى الطويل”.
حلل ونغ وزملاؤه الباحثون قاعدة بيانات صحية لسكان هونغ كونغ وحددوا 63،397 من البالغين الذين عُولجوا بمزيج من العلاج الثلاثي لقتل عدوى الملوية البوابية – باستخدام مُثبطات مضخة البروتون PPIs واثنين من المضادات الحيوية.
وبمجرد القضاء على العدوى تم مُراقبة هذه المواد لمدة 7.5 سنة وسطياً، حيث استمر 2771 منهم في تناول أدويةمُثبطات مضخة البروتون PPIs (بمعدل ما يقرب ثلاث سنوات) ، في حين استخدم 21،729 آخرين دواءً بديلًا وهو مضادات الهيستامين H2 (حاصرات الهيستامين)
ومن أصل 63،397 شخصًا ممن خضعوا للعلاج الثلاثي أولًا، وصل 153 شخصًا إلى الإصابة بسرطان المعدة – لكن المرضى الذين تناولوا مُثبطات مضخة البروتون PPIs كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بمقدار 2.44 مرة، بينما لم يُظهر أولئك الذين اعتمدوا على مضادات الهيستامين H2أي خطرٍ كبير.
أكثر من ذلك، إن التكرار المتزايد لاستخدام مُثبطات مضخة البروتون PPIs والمعالجة طويلة الأمد بالدواء يزيد احتمالية الاصابة بالسرطان بشكلٍ أكبر.
ارتبط الاستخدام اليومي لمُثبطات مضخة البروتون PPIsبزيادة مخاطر السرطان بمقدار 4.55 مرة عن المعدل الأساسي (الحد الأدنى)، وارتفع الخطر بمقدار 8 أضعاف إذا تم أخذ الأدوية لأكثر من ثلاث سنوات.
اعترف الباحثون بأن هذه ليست سوى دراسة رصدية (قائمة على الملاحظة)، لذلك لا يمكننا أن نفترض من البيانات أن مثبطات مضخة البروتون PPIs هي السبب هنا – ولكن مع ذلك فإنها نتيجة مثيرة للقلق تُبين أن هناك أكثر مما أدركه العلماء سابقًا. قال ريتشارد فيريرو باحث عدوى الجهاز الهضمي من معهد هدسون للبحوث الطبية(Hudson Institute of Medical Research) في أستراليا، والذي لم يشارك في الدراسة.
ومن المثير للاهتمام أن الباحثين لم يعثروا على أي ارتباط بين خطر الإصابة بسرطان المعدة والعلاج طويل الأمد بأدوية مضادات التثبيط الأخرى، مما يشير إلى أن تثبيط الحمض ليس العامل الوحيد.
للعمل آثار سريرية مهمة مثل مُثبطات مضخة البروتون PPIs التي تحتل مركز ضمن أكثر عشر أدوية غير محدودة الملكية (generic ) مبيعاً في الولايات المتحدة وعادةً ماتُوصف لعلاج حرقة المعدة”.
بالطبع، بقدر أهمية الخطر المتزايد، يجب علينا أن نضع في اعتبارنا أن عامل الخطر الكلي لا يزال منخفضًا.
وفقاً للدراسة كان استخدام مُثبطات مضخة البروتون PPIsعلى المدى الطويل مرتبطًا بحوالي أربع حالات إضافية من سرطان المعدة لكل 10،000 شخص سنويًا، الأمر الذي يستحق الاهتمام به وأخذه بعين الاعتبار.
سيتطلب الأمر مزيدًا من البحث حول التأثيرات طويلة الأمد لأدوية مُثبطات مضخة البروتون PPIs وذلك لفهمٍ أفضل لسبب ظهور هذه العلاقة، ولكن في الوقت نفسه يضيف ذلك دليلًا آخر يشير إلى أن مُثبطات مضخة البروتون PPIs قد تكون مثيرةً للمشاكل للمرضى الذين يستخدمونها خارج نطاق المدى القصير.
قال ستيفن إيفانس عالم الصيدلة الوبائية من كلية لندن للصحة والطب المداري والذي لم يكن جزءًا من البحث: لقد وجدتْ العديد من الدراسات الرصدية تأثيرات سلبية مرتبطة بمواد مُثبطات مضخة البروتون
“إن التفسير الأكثر قبولاً لمجموع الأدلة على ذلك هو أن أولئك الذين يُوصف لهم مُثبطات مضخة البروتون PPIs،وخاصة أولئك الذين يستمرون عليها على المدى الطويل، يميلون إلى أن يكونوا أكثر عرضةً للمرض بطرقٍ مختلفةٍ عن أولئك الذين لا يُوصف لهم.”