بولا وجيه
قداسة البابا المعظم / الأنبا تواضروس الثاني
سلام ومحبة ربنا والهنا يسوع المسيح لقداستكم
اليوم يا سيدنا الحبيب نكمل قرابة عام، دون أب وراعي من الكنيسة ليرعى شئون حياتنا الروحية ويهتم بعلاقتنا بالسيد المسيح له كل المجد في دولة روسيا الاتحادية.
ربما في بلادنا المصرية، كنا نتكاسل أحياناً أو نتهاون في حياتنا وقربنا من الكنيسة، ولكن حين ابتعدنا أدركنا بعد غيبة وغفوة كم كنا نمتلك نعمة في أيدينا، ولم نكن ندرك قيمتها، ولكن صرنا ندركها الآن وصارت قلوبنا متمزقة على كل لحظة كنا فيها في بعد عن حضن الكنيسة وحضن الله.
قبل عام، كان يعيش معنا في روسيا، جناب الراهب القس توماس أفا مينا، وكان يرعى شئوننا ويتفقدنا بصفة شبه يومية ولو من خلال الهاتف، وكان يتنقل بين الحين والحين إلى المدن، كي يتفقد الشباب والناس ويصلي صلاة القداس والتي صرنا محرومين من روعتها بطقوسنا القبطية الرسولية والتي تسلمناها عبر الأجيال.
ربما يا سيدنا الحبيب، تكون الكنائس الروسية ارثوذكسية مثلنا ولكن طقوسنا ليست مثلهم، وصلواتنا ليست مثلهم، فكنيسة مرقس الرسول هي الكنيسة الأولى والكنيسة الأم في العالم، وفي كل طقوسها تمتلك ترتيب رائع للصلوات والاواشي وكل شيء.
اشتاقت قلوبنا قداستك لراعي يرعانا، لا نقول أن يجب عودة الأب توماس أفا مينا بعينه، ولكن على الأقل أن نشعر أن الكنيسة التي نرنم بها منذ صغرنا "كنيستي كنيستي كنيستي هي بيتي... هي أمي" تشعر بنا، فهل الأم تنسى أولادها!
حتى وأن نست الأم أبناءها، فرجائنا في المسيح وصورته المتجسدة في قداستكم يا أبانا الغالي، أن تحن على أبناءك ولا تزيد من أتعابهم وتجعل هناك من يهتم بشئونهم بالنيابة عنك.
ففي مدينتي التي أقيم فيها الكثير من الطلبة والشباب المسيحي، ربما فوق المئة والخمسين قبطياً وتلك مجرد مدينة واحدة، واحيط علم قداستكم أن روسيا بها ما يزيد عن مئة وخمسين مدينة، فلو تخيلنا أن كل مدينة بها عدد يشبه هذا وهذا المتوسط يصبح لدينا عدداً لا يستهان به، ويستحق فعلاً إهتمام قداستكم.
ورجاء اعتبار كلماتي هذه عتاب من الأبن لأبيه الذي يحبه.