الأقباط متحدون - أنا معك فى هذه المعركة..
  • ١٨:٠٢
  • السبت , ٢٨ ابريل ٢٠١٨
English version

أنا معك فى هذه المعركة..

مقالات مختارة | وسيم السيسي

٥١: ١٢ م +02:00 EET

السبت ٢٨ ابريل ٢٠١٨

وسيم السيسي
وسيم السيسي

فى مقالتى السابقة كتبت عن تمثال بارتولدى الذى يصور جان فرانسوا شامبليون، واضعاً قدمه على رأس أحد ملوك مصر القديمة، وكيف أصدرت السفارة المصرية كتالوج «مصر فى باريس»، وكيف أن الدكتورة كاميليا صبحى «ملحقنا الثقافى» لم تجد إلا جزمة شامبليون على رأس أحد ملوكنا حتى تضعها عنواناً لهذا الاحتفالية.. إلخ. وصلتنى رسالة رقيقة من الدكتورة كاميليا صبحى أستاذة اللغة الفرنسية بكلية الألسن، تقول: لقد كانت هذه الاحتفالية سنة 1998، وكنت أنا ملحقة ثقافية فى السفارة المصرية فى باريس سنة 2005، فما ذنبى فيما يدعيه الفنان المسرحى هشام جاد؟. أود فقط أن أصحح هذه المعلومة التى دأب على تناقلها السيد هشام جاد، ولا أدرى سبب إصراره عليها.

أرسل لى الفنان هشام جاد فيديو جديدا، وفيه تحتفل الـ «ليسيه دى جرونوبل» بوضع تمثال صورة طبق الأصل من تمثال بارتولدى الموجود فى الـ:كولج دى فرانس! ويعلق هشام قائلاً: تأملوا أيها المصريون! تأمل يا دكتور جابر عصفور، تأمل يا دكتور ممدوح يا دماطى، تأمل يا سفيرنا فى فرنسا، هذا هو الرد: على حضارتنا التى علمت العالم، وعلى مشاعرنا وقدرنا عندهم، هذا هو التمثال الذى احتلفوا به فى 22 سبتمبر 2014. انتهى كلام الفنان هشام جاد، أما أنا فلم أر تحدياً يشبه هذا التحدى، ولم أر وقاحة تشبه هذه الوقاحة، كما لم أر بروداً ولا مبالاة من المسؤولين عن هذا الأمر مثل هذا البرود أو مثل هذه اللامبالاة! إلا واحدة، إنها الوزيرة إيناس عبدالدايم، قرأت مقالتى، قالت لى: أريد أن ألم بأطراف الموضوع، اتفقنا على لقاء قريب لدراسة هذا الموضوع واتخاذ الخطوات اللازمة له.

فى طريقى للإسكندرية بدعوة كريمة من المهندس عبدالفتاح رجب، كان الفيديو الأخير: ليسيه دى جرونوبل، وتمثال شامبليون وحذاؤه المقلد من تمثال بارتولدى الأصلى، يحرقان دمى نحن فى عالم شيمته التجبر! ولا ينفع معهم خطاب من هذا أو ذلك!

والشر إن تلقه باللين ضقت به رذرعا وإن تلقه بالشر ينحسم!. قلت لنفسى: هذا الشر سوف ألقاه بالحزم، بنفس الكأس التى نشرب منها، وسوف يحسون مرارتها، ومهانتها.

اتصلت بصديقى الأستاذ الدكتور محمد زينهم الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية بجامعة القاهرة، قلت له: دمى يحترق، قصصت عليه الموضوع، لديكم فى الكلية قسم للنحت والتماثيل، أريد تمثالاً لشامبليون وهو يصفع بارتولدى على وجهه قائلاً له: كيف تصورنى بهذا الشكل يا غبى، وأنا القائل: يتداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة!

أو تمثالاً لشامبليون وهو يعتذر لتوماس يونج البريطانى، ويوحنا الشفتشى المصرى ويقول: لقد أخذت جهودكما فى كشف رموز الكتابة الهيروغليفية ولم أذكركما!.

أو تمثالاً لنابليون بونابرت وهو سجين فى زنزانة بريطانية يرفرف عليها علم بريطانيا، فى جزيرة سانت هيلانة بعد هزيمته فى موقعه واترلو.

أو تمثالاً لهتلر وهو يصول ويجول فى باريس بعد هزيمته الساحقة لفرنسا 1940، وكيف رفع علم النازية فوق باريس!.

كل هذه التماثيل تمثل تاريخاً حقيقيا، وليس تاريخاً مزيفاً كاذباً وقحاً، مات نابليون مهزوماً وترك تحتمس الثالث لنا خططه العسكرية التى استعان بها الورد اللنبى فى الحرب العالمية الأولى، كما استعان بها جنرال مونتجمرى فى الحرب العالمية الثانية!. صحيح ما يقال:

إن العدو وإن تقادم عهده فالحقد باق فى الصدور مقيم.

قال الدكتور زينهم: أنا معك فى هذه المعركة.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع