الأقباط متحدون | الهمجية تسود
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٤٣ | الثلاثاء ٧ يونيو ٢٠١١ | ٣٠ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الهمجية تسود

الثلاثاء ٧ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : حلم اسكندر

ميدان التحرير " رمز الحرية والتحدي والصمود " الميدان الذي أصبح محط أنظار كل أقطار العالم بعد نجاح الثوار المصريين الأحرار في إسقاط نظام الرئيس السابق مبارك بعد فترة حكم سلطوي دامت لمدة 30 عاماً وكان يخطط لتوريث السلطة لابنه من بعده !!
المؤسف أن هذا الميدان" رمز البطولة والشجاعة والشهامة والمحبة والوحدة " صار يشهد أعمال عنف وبلطجة وتحرش وأعمال لا أخلاقية يندي لها جبين الإنسانية !!

وما حدث يوم الجمعة الماضي 3 يونيو 2011 التي أطلق عليها " جمعة العمل والإنتاج والتعاون مع الشرطة " شئ فظيع ومؤسف ومخجل ومقزز ، ارتكبه بلطجية جبناء ليس لديهم أية صفة من صفات المصريين الشرفاء فهم يفتقدون لكل معاني الشرف والنخوة والرجولة والشهامة و الجدعنة ، هم وصمة عار في جبين الإنسانية ، اخشي أن أطلق عليهم حيوانات مفترسة خشية إغضاب الحيوانات مني !! لأن الحيوانات ارقي من تلك الكائنات الحقيرة.
فالإنسان وهو تاج خليقة الله يستطيع بالجهاد الروحي والاقتراب من الله والعمل بوصاياه أن يسمو ويرتقي ويصبح في مكانة تفوق الملائكة ! لماذا؟
لأن طبيعة الملائكة طبيعة نورانية وهم أرواح وبالتالي ليس لديهم الميل إلي الخطية والشهوات، أما الإنسان فهو مخلوق من تراب ولذلك فهو دائماً " يحن لأصله " أي النظر إلي التراب والأرضيات والدونيات ، لديه ميول ورغبات وهو ضعيف أمام الميول والرغبات الجسدية والإنسانية !! ولكن عندما يقترب إلي الله ويترك الفرصة لعمل الروح القدس وعمل النعمة الإلهية داخله فهو يسمو ويرتقي ويصبح في مكانه ارقي من الملائكة !!!

«تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ.
كورنثوس الثانية 12 : 9

في ذلك اليوم قام البلطجية بالاعتداء بطريقة وحشية وهمجية وغير أدميه علي ماريان عبده معدة البرامج والمذيعة بقناة CTV وفريق عمل القناة وهذا شئ غير مبرر علي الإطلاق !! وملخص القصة كالتالي : ذهبت المذيعة وفريق العمل لتغطية أحداث هذا اليوم ونظراً لحالة الزحام الشديد وتدافع الكثيرين نحو الميكروفون للحديث بشكل فوضوي وغير منظم فقد رأي المخرج وفريق العمل " فركشة " البرنامج ومغادرة المكان ، إلا أن البلطجية صاحوا قائلين " اطلعوا بره اطلعوا بره !! "
ومنهم من أشاع أن المذيعة ماريان عبده " يهودية من أصل الماني " !!!! شوفوا ازاي جابوا أصلها وفصلها في لحظة !! فشر C I A وهي اختصار( Central Intelligence Agency ) وكالة المخابرات المركزية الأمريكية!! ولا ال KGB (جهاز المخابرات السوفيتية) !!
وطالما المذيعة يهودية الديانة والمانية الأصل فهي متهمة بالصهيونية والنازية والعمالة والخيانة والتجسس وغيرها من التهم المعلبة !!! وبالتالي وجب سحلها وذبحها وقتلها !! فتباروا في الهجوم عليها بضربها علي وجهها أو شد شعرها !!!

ولنفترض جدلاً إنها كانت كذلك أي يهودية من أصل الماني كما أشاع البلطجية والرعاع والغوغاء " علي خلاف الواقع " فهي مصرية مسيحية ، ألا يوجد مسلك قانوني وهو إبلاغ الجهات المختصة لتوقيفها " القبض عليها " ومحاكمتها ومن ثم تتولي النيابة التحقيق معها ومن بعدها المحكمة محاكمتها وبالتالي إصدار حكمها العادل ضدها ؟ أم أن البلطجة والصوت العالي وشريعة الغاب والبقاء للاقوي أصبحت موضة العصر ؟

لما لا وقد أصبح البلطجية أبطال واقوي من الحكومة وفوق القانون " أقولها بكل أسف وأنا اشعر بالحزن والآسي والمرارة والحسرة علي بلادي " ولمن لا يعلم : هل تم القبض علي البلطجية الذين قاموا بهدم كنيسة صول ؟ هل تم القبض علي البلطجية الذين احرقوا كنيسة إمبابة ؟ هل وهل ............. وهل ؟ والإجابة لا !!! إذن ما المانع في أن يحترف ضعاف النفوس من العاطلين والمجرمين مهنة البلطجة وهي بالقطع مهنة مربحة وسهلة وفي متناول الجميع وكل ما عليك هو حمل السلاح وفرض سيطرتك ونفوذك علي الشرفاء المسالمين الطيبين ، كما أن الإفلات من العقاب مؤكد ولا سيما إذا كان المجني عليهم أقباط !!
ووسط هذا المشهد الحالك الظلام لا ننسي أن نوجه التحية للشرفاء من المتواجدين بالميدان الذين حاوطوها وصنعوا بأنفسهم كردوناً من حولها لحمايتها من البلطجية ولأمين الشرطة الشجاع الذي حملها في محاولة منه لإبعادها عن البلطجية ولنقيب الشرطة الوطني المخلص والمحترم النقيب احمد سامي الذي أطلق النار في الهواء لتفريق المعتدين !! " أكثر من 500 فرد من البلطجية حاولوا الاعتداء عليها وعلي فريق العمل " !!!

كلمة أخيرة: متى يعود الأمن والأمان والانضباط إلي الشارع المصري ؟ هل نأمل ذلك في الغد القريب ؟ أم أن ذلك حلم بعيد المنال؟ أرجو أن تكون المليونية القادمة تحت شعار " الشعب يريد عودة التقاليد " نعم ما أحوجنا اليوم لعودة العادات والتقاليد والقيم النبيلة والأخلاق السامية والتي غابت وبدأت في الانقراض والزوال من مجتمعنا الشرقي والتي كنا نفخر ونتباهي بها يوماً ما .... مصرنا الحبيبة حماك الله من كل شر وشبه شر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :