الأقباط متحدون | الأقباط الموقف والمأساة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٢٧ | الثلاثاء ٧ يونيو ٢٠١١ | ٣٠ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأقباط الموقف والمأساة

الثلاثاء ٧ يونيو ٢٠١١ - ٣٧: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل
(2) أًصل اللغة القبطية

اللغة هي الأداة التي يعبر بها الإنســـان عن أفكــاره ومشاعره، ولا يحدث أن يرتقى شعب، وتتنوع الأعمال فيه، دون أن تكون له لغــة غنيـــة تيسر له التعبير عن مختــلف نواحي الحياة، واللـــغة كائن حي ينمو ويتـغير ويتطور تبعا لظروف المكان والزمان، وما يصاحب ذلك من تغير الإنسان واختلاط الثقافات.

واللــغة القبـــطية من نتاج تطور اللغة المصرية القديمــة، التي مــرت بمجموعة من المراحل التي كان منها، اللغة المصرية القديمة وهى لغــة الأسر من الأولى حتى الثامنة، واللغة المـــصرية المتوسطة وهى لغة الآداب من الأسرة التاسعة إلى الأسرة الثامنة عشر، واللغة المصرية الحديثة وهى لغة الشـــــعب من الأسـرة الثامنة عشــر إلى الرابعة والـعشرين، واللــغة الديموطيقية وهى المستــــخدمة في الكتب والوثائــق إلى كتبت منذ الأســـــرة الخامسة والـعشرين إلى آخر عصر الرومان، أما اللغــــــــة القبــطية فــهي اللغة المصرية القديمة في صورتها الأخيرة من مراحل تطورها.

وظلت اللغة المصرية القديمة فى مراحلها المختــلفة لغـــة الكتابة والتخاطب فى مصر حتى قيـــام دولة البطـــالمة، فأصــبحت اليونانية لغــة البلاد الرسمـــــــية،
وبمضي الزمن تعلمها المـــصري، دون الالتزام بإتقان قواعدها، لأنها السبيل لتولى الوظائف والتقـــــرب للسلطة الحاكمة.
وادي تراجع استخدام اللغة الديموطيقية فى مصر، لدرجة وصـلت إلى استخدام حروف اللغة اليونانية عند تدوينها، إلى انتشار اللـغة اليونانية.
وفى إثناء تلك المرحلة مابين استخدام اللغة اليونانية والديمــــوطيقية، نبعت فـكرة وضع الأبجدية القبطية لتنظيــم هذه اللغة المصرية الدراجة لرفعها إلى مصاف اللغات الأدبية، وادي ذلك إلى أن ظهرت اللغة القبطية بآدابها، منذ القرن الثالث الميلادي.
وقد مرت كتابة اللغة القبطية بعدة مراحل على مر العصور، فاستـــــخدم الخط الهيروغليفى، وهو الذي اكسبها صفة القدسية، أما الخط الهيراطيقى فأخـــذ عن اللغة اليونانية وهو خاص بالكهنة، أما الخـــــط القبطي فجـــاء نتيجة محــاولات فردية من المصريين لتدوين لغتـــهم بحروف يونانية، أو ربما محاولة للتخـلص من الأشكــــال والرموز الفرعـونية بتحويلها إلى حروف يونانية، ولكنه تعبر عن لغتهم مع احتفاظها بنفس المعنى، وهذا ما أكــــده مخطوط الأدلة الربطية في ألفاظ اللغة القبطية.
واللغــة القبطـية تضم العديد من اللهجات منها للهجات رئيسة مثل اللغة القبطية البحرية(مصر السفلى)أي لغـــة الأراضي المجاورة للبحر، أو ربما نسبة إلى مديرية البحيرة، وهى اللهجة الأولى التي وصلت إلى درجة اللـــغـة الأدبيـــة، وكان ذلك في الإسكندرية، واللغة الصعيدية نسبة إلى الصــعيد، والفيــــومية وهى التي انتشرت فى إقلـــــيم الفـــــيوم، والأخمـــــيمية، أما للهـــجات الفرعية فمنها المنفية، والأسيوطية، والبشمورية.

على أية حال،أشارت برددية "هايدلبرج" رقم(414) إلى مفردات اللغة القبطية والتى يرجع تاريخها إلى منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، كما وجدت كتابات باللغة القبطية فى العصر الرومانى، وهى المعروفة باسم"القبطية القديمة"( Old Coptic).

ومنذ القرون الأولى الميلادية، بدأت عدة محاولات للكتابة اللغة القبطية، ونذكر على سبيل المثال الوثائق المعروفة باسم "النصوص القبطية القديمة"، إلا ان الفضل الأول يرجع إلى البابا " ديمتريوس الأول" البطريرك رقم (12)(188-230م) في تثبيت الأبجدية القبطية في الوضع الذي تعرف به حاليا.
و تأثرت اللغة القبــطية باللغة العربية بعد الفتح(الغزو) العربي لمصر في سنة 641م، وزاد من ذلك صدور قرار من الخليفة "عبد الملك بن مرون بن الحكم" (65هــ/86هـ/685-705م) بتعريب الدواوين، وواصل خلفاءه القضاء على اللغات الأجنبية ومنها اللغة القبطية، التى بدأت شيئا فشيئا يقل استخدامها بين عامة الناس، وقصر استعمالها على العبادة داخل الكنائس فقط، ومع هذا استمر أهل الصعيد في التحدث بها خصوصا في بعض الجهات،نذكر منها، نقادة وقوص واخميم، وبالرغم من ذلك تأثرت اللغة العربية باللغة القبطية، والدليل على ذلك هناك بعض المفردات القبطية لا تزال تستخدم فى اللغة العربية، ونذكر هنا على سبيل المثال بعض الكلمات منها مدمس(فول مدس)، زيطا (الوحل)، البعبع (العفريت)،شوم(بستان)، لمبة (مصباح)، فوطة (منشفة)...آلخ.
وفى منتصف القرن التاسع عشر قام البابا كيرلس الرابع البطريرك رقم (110) (1854 – 1861 م) والمعروف بـ (أبو الأصلاح) بالحفاظ على اللغة القبطية، لتعلمها قراءة وكتابة، عن طريق توفير شتى نواحى العملية التعليمية، من مدرسين ومعلمين(معلم الكنيسة) ومؤسسات( مدارس وكنائس)، بل أكثر من ذلك ادخل بعض التغييرات على نطق الحروف القبطية حتى تتماشئ مع النطق اليوناني للحروف، و هذا ما تسبب في تغيير نطق اغلب الكلمات القبطية،وإدى إلى ظهور حروف لم تكن موجودة من قبل مثل حرف الثاء، و اختفاء حروف كانت موجودة من قبل مثل حرف الدال ( حرف الدلتا ينطق دال في اسماء الاعلام فقط).

و أطلق على طريقة النطق الجديدة اللفظ الحديث و طريقة النطق الاصلية اللفظ القديم وتم تدريس اللفظ الحديث في الاكليريكية و مع مرور الوقت اختفئ تقريبا اللفظ الاصلي (القديم)،ولا يزال اللفظ الحديث هو المستخدم في الكنائس كلغة العبادة حتى الان.
على أية حال،يرجع الفضل في حفظ اللغة القبطية على مر العصور التاريخية وحتى يومنا هذا إلى الأوامر المشددة التى كان يصدرها من وقت لآخر بعض بطاركة الاقباط، بوجوب التمسك باللغة القبطية واستعمالها في معاملاتنا وكنائسنا.

ومنذ عهد قداسة البابا شنودة الثالث(1971م) البطريرك رقم (117) أطال الله عمره، وبدأت نهضة كبرى للعودة باللغة القبطية الى مكانتها الطبيعية، فهى تستخدم الآن بقوة في التسبحة والالحان والكثير من صلوات القداس الالهى، كما أنشأت فصول دراسية في الكنائس والمعاهد القبطية لتعليم الكبار والصغار لغة الكنيسة القبطية.
ولعل السؤال الذى يطرح نفسه الآن هل نحتاج اليوم إليها للتواصل وفــك طلاسم تراثنا القبطي(المصرى)، لكي نتلمس صورة المجتمع القبطي منذ القرن الأول الميلادى وحتى يومنا هذا ؟ أم نترك تراثنا حبيس الأديرة والكنائس و أسير رجال الدين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :