مضاجعة الروبوت صوفيا

يخطئ الذين يتصورون أننا لا نساهم بأى دور بالنسبة لمنجزات العلم الحديث. صحيح أن الغرب هو الذى يسهر ويتعب وينفق ويجتهد حتى يرسل سفينة فضاء إلى المريخ، لكن دورنا نحن يأتى بعد ذلك عندما يقوم عم الشيخ بإطلاق تصريح يقول فيه إن كل الذى وجدوه على المريخ مذكور فى القرآن! كذلك يجتهد العلماء فى أوروبا وأمريكا واليابان ويقضون السنين فى المعامل والمختبرات بأمل اكتشاف عقار شافٍ من مرض عضال، حتى إذا ظهر العقار وبدأ يحقق نجاحاً يظهر عم الشيخ قائلاً إن هذا العقار ليس جديداً والمسلمون لديهم معادلاته من زمان وتركيبته مذكورة أيضاً فى القرآن. هذا هو إسهامنا فى الحضارة الحديثة.. أنْ نسفّه كل اختراع بزعم أنه ليس جديداً وأننا نعرفه من 1400 سنة!!..

ليس هذا فقط لكننا نقوم بدور آخر لا يقل عظمة عن السابق، فعندما قام العلماء بصناعة الروبوت صوفيا بغرض مساعدة العجزة وكبار السن وبغرض أن يقوم عن الإنسان بأعباء توفر له الوقت والجهد وتضمن الحصول على نتائج طيبة فى القيام بشغل البيت والمساعدة فى العمليات الجراحية الدقيقة وتقديم العون للأطفال والرضع فى الحضانات والملاجئ.. عندما فعل الغرب هذا فإن إسهامنا تجلّى فى أمر أذهل العالم كله لأن أحد الشيوخ عندما نظر إلى صوفيا فإن الشىء الوحيد الذى شغل تفكيره هو: هل يا ترى يمكن مضاجعتها أم لا؟ وهل تؤثم هذه المضاجعة أم تكون حلالا؟.. والحمد لله لأن فضيلته قد أفتى بأن ممارسة الجنس مع الروبوت صوفيا ليس زنا، وبهذا فقد أراح جموع المواطنين الذين يأملون فى شراء الروبوت لمطارحته الهوى والغرام!.. الهوس بالجنس هو المسيطر على عقول رجال الدين عندنا، لا شىء سوى إفراغ الشهوة يملك عليهم ليلهم ونهارهم، حتى إنهم لا ينشغلون بالنسبة لأى اختراع جديد إلا بإثبات أنه موجود فى القرآن أولاً وبتحديد ما إذا كان يمكن مضاجعته

ثانياً.. الكون كله بالنسبة لهم ينقسم إلى فسطاطين.. ليس فسطاط أهل الكفر وفسطاط أهل الإيمان كما قد يتبادر إلى الذهن وإنما التقسيمة هى: ما يمكن مضاجعته وإفراغ الشهوة فيه، وما لا يمكن مضاجعته.. قل هذا عن البشر بنسائهم ورجالهم وأطفالهم، قله عن الحيوانات والطيور بألوانها وأنواعها المختلفة.. قله عن الروبوت أو عن عرائس البنات وألعابهم.. بل إن هناك من أرسل يسأل الشيخ عن حكم مضاجعة المكنسة الكهربائية فى نهار رمضان. إن الخلل العقلى والسلوكى ليس مقصوراً على أمة دون أمة، لكن مضاجعة الحيوانات إذا وُجدت بصورة نادرة فى الغرب فإنها مرض يحتاج للمساعدة الطبية، لكن عند خير أمة أخرجت للناس فإن مضاجعة الحمار والبطة والدجاجة هى سلوك شائع بين قطاعات عديدة وتدور حوله أسئلتهم التى يوجهونها لعم الشيخ، وعم الشيخ نفسه لا يتردد فى الإجابة عن مثل هذه الأسئلة لأنه هو ذاته ابن نفس البيئة ورأسه مثلهم مملوء بأفكار عن الجنس المجنون الذى يمثل سعادة فى الدنيا ومكافأة فى الآخرة.

الحمد لله الذى سخّر لنا الخواجة ليخترع لنا روبوت أنثى يمكن مضاجعته مع عدم تعارض هذا مع دخول الجنة!
نقلا عن المصري اليوم