باقي علي الـ 100 .. 24 إن أذن !!!
نبيل المقدس
الخميس ٣ مايو ٢٠١٨
بقلم : نبيل المقدس
عنوانا كتبته وانا في حالة من الفرحة والسرور .. لكن بعد ما كتبته , إندهشت من نفسي , وقلت فعلا الإنسان طماع .. لكن صدقوني لم اقصد أن يطيل الله في عمري حتي أصل إلي الـ 100 سنه ... بل كل ما اتمناه أن يعطيني الرب باقي حياتي ربع حياتي التي منحها لي طيلة الـ 76 سنة الماضية .
كانت لي فلسفة في حياتي لم اعلم حتي الأن مصدرها أو ممن توارثتها .. لكن استطيع أن اقول أن الأستاذ " ذكي " كان شيخا واحدي مسيؤلي نشاط الطلبة في فترة " الفسحة " في مدرسة الأمريكان بأسيوط .. افتكر له حكمة جميلة يقول فيها طالما بعد ما تستيقظ في الصباح تجد نفسك تري وتسمع وتتحرك , اشكر الله اولا ثم اترك المخدع فورا إلي عملك. وهذا ما انا اطبقه حتي الأن .. فبعد مشوار من العمل المضني كرجل صاحب مصنع ها انذا امارس عملي لكنه في التجارة .. صحيح لم اكسب منه الكثير لكن يكفيني يومي كاملا . فقد اخذت الأية الموجودة في الصلاة الربانية " خبزنا كفافنا " شعارا لي في حياتي .. كنت لا اجري وراء المال .. بل اعمل ما يكفيني يومي .. علي الأقل أذهب إلي مخدعي بعد عمل طويل مرتاح الفكر .. غير منزعج أن يطرق علي باب شقتي رجل سخيف يطالبني بشيك او يفكرني بشيك عليّ أن اقوم بسداده بعد يومين .
حتي عربياتي .. كنت لا اندفع في شراء عربة حديثة حتي ولو بالتقسيط المريح .. بدلت عربياتي وعربية زوجتي الله يرحمها وعربيات اولادي وهم في الجامعة بدون تقسيط ... اما شقق الأبناء فقد إشتريتهم بالتقسيط لكن كنت اضع باقي الأقساط في البنك لكي لا اتحمل كيفية دفعهم عند ميعاد تسديد ما عليّ من شيكات .
قمت بإنشاء شركة انا وصديق لي " الله يرحمه " كانت متخصصة في تصنيع جميع انواع هواءيات التليفزيون .. كانت المشكلة المستمرة بيني وبين شريكي هو شراء الخامات بالتقسيط .. كنت ارفض تماما هذا المبدأ .. ولذلك وبدون فخر نجح المشروع وكانت بركات الرب موجودة مستمرة.
اما فلسفتي في الحياة العملية والتي هي ربما كونت الكثير من المشاكل انا وصديقي , ومع ابني حاليا .. هو ضمان نجاح امر ما معروضا لنا .. فكنت اري انه لو وجدت 1 % احتمال خسارة كنت اوقف الصفقة تماما ... طبعا سوف يكون هذا المبدأ غير مرضي لكثير من القراء.
إجتزت اربع عصور لأربع حكام .. كل عصر له مساويء ومحاسنه .. لكن كنت انحاز لكل الحكام ... كانت هناك ميزة في عهود هؤلاء الحكام هو عدم التدخل في حياتك طالما انك تعمل من اجل مصر ... وانا اري ان الحكام السابقون كانوا علي حق لأنه كانت امامهم عدوا واحد هو الإخوان المسلمون ... مصر مشكلتها هؤلاء الجماعة التي لا تعرف معني الإنسانية .. كذلك مصر خلال هذه العصور الأربعة كان يوجد عدو اخطر بكثير من الإخوان ألا وهم السلفيون ..
كلمة في اذن كل شاب ... اترك ما يدور حولك وضع امامك هدفا واحدا في حياتك ... ركز علي خلق العمل .. هذا العصر فرصة ان نري رجال أعماجدد. ضع كل حبك للوطن ولو هناك اخطاء في الحاكم حاول ان تصلحه في المكان الذي فيه نفوذك عليه .
اخيرا احب اقول لأولادي الشباب والشابات منتهزا وصول عمري الـ 76 يوم 5 – 5 أن مستقبلك لا يتوقف علي ريس او حاكم .. فجيلي اجناز اصعب العصور من فقر وغلاء وحروب مباشرة ومكافحة فتن ... لكن استطيع ان اقول انني فزت بالحياة وتغلبت علي كل المشاكل بالرغم من كثرها .
اترك الدنيا لأصحابها ونرفع صلاة لرب المجد أن يعلمنا أن الطريقة الوحيدة لإيجاد الحياة هي خسارتها ... خسارتها في ما هو خارج نطاق ذواتنا .. علمنا يارب ذلك الدرس الأعظم وهو ان نخسر ذواتنا كأفراد وكأمة في سبيل ملكوتك .. عند ذلك فقط نجد حياتنا قد اكتملت . امين