الأقباط متحدون - حول «لنبحث عن المستفيد»
  • ٠٢:٣٤
  • الخميس , ٣ مايو ٢٠١٨
English version

حول «لنبحث عن المستفيد»

مقالات مختارة | بقلم :نيوتن

٢٦: ١٢ م +02:00 EET

الخميس ٣ مايو ٢٠١٨

نيوتن
نيوتن

 (عزيزى نيوتن..

 
من ضمن ال��فكار المنتشرة والمترسبة من الخمسينيات التى لا تتعرض للتفكير النقدى السليم. فكرة أن الدول الكبرى تؤجج الصراعات لتستطيع بيع السلاح.
 
أعتقد أن لكم خبرة اقتصادية كبيرة لتقوم بتقييم مدى صدق هذه الفكرة بالأرقام.
 
صناعة السلاح الأمريكية تبيع بحوالى ٢١٠ مليارات دولار سنويا. من هم أهم الزبائن؟
 
فى الواقع أن الزبون الأساسى هو الجيش الأمريكى. الذى يستحوذ على قرابة ٨٥% من المبيعات. بينما المبيعات الخارجية للسلاح حوالى ٣٣ مليار دولار فقط. وهو رقم بسيط لو قارناه بما تصدره أمريكا عموما.
 
لو نظرنا إلى مبيعات الشركات الكبرى الأمريكية مثل آبل وجوجل ومايكروسوفت أو حتى الأصغر. مثل فايزر وبروكتر آند جامبل سنكتشف أن المبيعات الخارجية لأى شركة، عادة ما تكون أضعافا مضاعفة لمبيعات السلاح الأمريكى الخارجية. وهذه المنتجات المدنية هى السبب الرئيسى لموقع أمريكا القيادى فى اقتصاد العالم وقوة الدولار.. إلخ.
 
فمن الناحية الاقتصادية؛ من الأفضل لدولة كبرى أن يعم السلام حتى تستطيع بيع منتجاتها التى تماثل أضعاف مضاعفة مبيعات السلاح.
 
السلاح الحقيقى فى عالم اليوم ومجال الحروب القادمة هو الهندسة الوراثية والميكروتشيب والبرمجيات والذكاء الاصطناعى. من يسيطر على هذه المجالات سوف يسيطر على العالم. لذلك هذه النوعية من التكنولوجيا هى مجال الصراع بين أمريكا والصين (وليس بيع السلاح التقليدى).
 
يبقى السؤال: إذاً، ألا يوجد بُعد سياسى وأحيانا مصلحة وربما مؤامرة فى بيع السلاح خاصة للعالم الثالث؟
 
الإجابة هى: فى بعض الأحيان «نعم» ولكن السلاح وبيعه ليس «سبباً» بل «نتيجة» للصراعات السياسية والمذهبية. التى تجتاح بلادا كثيرة كالشرق الأوسط أو شبه جزيرة كوريا. منذ قرون وتوجد صراعات مريرة قبل ميلاد صناعة السلاح الحديثة فى القرن العشرين.
 
الخلاصة أن الصراعات موجودة أصلا. وتجار السلاح يستفيدون منها (وإن لم يخترعوها).
 
الدول الكبرى باقتصادياتها الهائلة لا تمثل مبيعات السلاح، الجزء الرئيسى فى ناتجها القومى.
 
هانى نجيب)
 
نيوتن: إذا كانت معلوماتى تحوم حول الحقيقة. قد تكون معلوماتك أقرب إلى الدقة. لذلك علىّ نشرها.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع