الأقباط متحدون - تستر على الفساد
  • ٠٩:٠٢
  • الخميس , ٣ مايو ٢٠١٨
English version

تستر على الفساد

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٣: ٠٦ م +02:00 EET

الخميس ٣ مايو ٢٠١٨

محمد صلاح
محمد صلاح

د. مينا ملاك عازر
إن كنت قد فرحت بما كشفه المطر في الأسبوع السابق من فساد وما سارعت إليه الرقابة الإدارية من تتبعه، هذا غير ما سبق لي الإشارة إليه من أن من فوجئوا بالفساد الذي كشفه المطر ومن انزعجوا لتضرر مدن الأغنياء ومتابعتها إعلامياً ومن مشوا وراء الرقابة الإدارية في ما ذهبت إليه وكان ذلك بناء على انتظار منهم لإشارة بما سيقولونه في هذه الفضيحة الإنسانية التي كشفتها نعمة ربانية وهي المطر، أقول إن كنت قد فرحت بما جرى لكنني أحزن وأشعر بالخزي والعار لما جرى في مسألة النجم محمد صلاح، ولك أن تعلم القصة صديقي القارئ بتفصيلها لتعلم إن كنت محق أم لا ولماذا؟

بدأت القصة بما ادعاه اتحاد الكرة أن لمنتخبنا طائرة وهذا غير صحيح، هو فقط تخصيص طائرة يعني اتحاد الكرة لم يشتري طائرة خاصة لمنتخبنا، المهم أن الطائرة عليها صور لاعبي المنتخب، وهنا تبدأ أولى بوادر الاستغلال الإنساني والاستعباد واستغلال الضعف الإنساني، فوضعوا صورة محمد صلاح كدعاية   برعاية راعي المنتخب، شركة الدولة المشغل الجديد في سوق الاتصالات الذي لم يكفي بما سبق له من استغلال إجباري لإمكانات الشركات الثلاثة السابقة ، لتوفر أكبر قدر ممكن من المكاسب، ولم تكتفي من سن القوانين والتشريعات لرفع سعر كروت شحن الثلاث شركات الآخرين في مقابل أن تبقى هي على نفس الأسعار السابقة لتحافظ على هامش من التنافس لا تستحقه، بل جارت على منافستها المتعاقدة مع محمد صلاح، وأخذت صورة اللاعب المصري ليدعو لها دون التعاقد معه، ودون النظر لأنه سيدفع شرط جزائي جراء جريمتها التي شاركها فيها طبعاً اتحاد الكرة الذي قدم لها لاعبي المنتخب المصري وهم نجوم على طبق من ألماس، وهنا غضب اللاعب فتجاهله الجميع، فلجأ اللاعب للخطوات الطبيعية وصعد وكيله الأمر وضغط، وهم يعلقون آمالهم على كرم صلاح وطيبة قلبه وتغاضيه، ومصريته و وطنيته وكلام من البليلة التي اعتدنا استعباد الشعب بها، ليتحمل سخافات الحكومة مثلاً، وحماقات البعض من رفع الأسعار، واستغلالهم وطحنهم تحت سنابك خيل الفاشلين الذين يستسهلون بأخذ القروض، لكن صلاح رفض هذا كله ومشى في إجراءاته للنهاية، وانكشف المستور، فصدرت الأوامر للم الموضوع، وقد كان، ولكن بعد أن دعم الشعب صلاح، وهنا تكمن أول مشكلة أن الشعب الذي دعم صلاح لم ولا يستطيع تدعيم نفسه أمام نفس الأفعال الاستغلالية التي يعاني منها من الحكومة المستغلة، والتي تبيعهم كما باعوا صلاح، فإن كان اتحاد الكرة باع صلاح للشركة الراعية له، فالحكومة أيضاً تبيع الشعب والأرض للتجار والدائنين والمانحين.

وأما المشكلة الثانية والأخيرة المحزنة أن مع لم الموضوع بهذه الطريقة المسفة والمؤسفة بتعليمات من الدولة أيضاً برعاية وزير الشباب، لم يتم التحقيق في الأمر ولم يحاسب من وافق من اتحاد الكرة على هذه الجريمة في حق صلاح، وباقي زملائه الذين بالمناسبة غاضبين وليس لهم من يدعمهم كالحضري والسعيد والنني، ولم يتم التحقيق مع شركة الدولة التي استباحت نجومية صلاح في أن تأخذها بغير حق لها وتتاجر وتدعو لنفسها بها وبدون مقابل، وهذا ببساطة يا شعب مصر ويا حكومة مصر التي تدعي محاربة الفساد لا أستطيع تسميته إلا أنه تستر على فساد.

المختصر المفيد الأسوأ من الفساد المشاركة في التستر على الفساد.