الأقباط متحدون - إلى وزيرة الثقافة أتحدث
  • ١١:٢٤
  • الجمعة , ٤ مايو ٢٠١٨
English version

إلى وزيرة الثقافة أتحدث

جاكلين جرجس

مساحة رأي

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الجمعة ٤ مايو ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية

چاكلين جرجس
أعتقد أن الاستقبال الطيب لخبر تعيين وزارة الثقافة الجديدة ليس انحيازًا من جانب بنات جنسها ، وليس تقليلًا من دور وزير سابق للثقافة ، و ليس لنوعية نشاط فني وتنويري كانت تديره ، إنما الأهم أننا أمام نموذج لصناعة النجاح .. موظف عام تمتلك رؤية للتطوير والإنجاز قابلة للتطبيق على أرض الواقع تجاوز الحصول على الدرجات الأكاديمية رغم عظم قدرها في التأسيس للتوجه العلمي في مجال التعامل مع التخصص وإجادته إلى حد التفوق والتميز ..

لاشك أن العمل الثقافي في مصر يواجه تحديات هائلة وعلى صعيد أخر تتصاعد الأماني والأحلام أن يأتي في المرحلة القادمة مستجيباً لمتطلبات التعامل مع تبعات حالة من حالات الغزو الثقافي المستهدف بنيان التركيبة القيمية والنفسية والاجتماعية للشخصية المصرية بغلظة وغباوة تعامل غير مسبوقة في تعاملات كل غزاة واتتهم أحلام السيطرة على الشخصية المصرية وتغيير أصول تركيبتها الطيبة الأبية المعتزة بحضارة الأجداد ، والسبب في خطورة هذا الغزو تعامل جماعة الغزو عبر التسلل إلى خلايا الجسد المصري من بوابات الدين وتعاليمه المقدسة التي كان من السهل فتحها حيث القلوب تهفو لنداء الأديان ورسالاتها بشكل عام ، وبشكل خاص لطبيعة الشخصية الانبساطية المصرية استثمارًا لحالة تراجع معرفي بصحيح العقائد من مصادرها الأصيلة ، فإذا أضفنا ضغط الاحتياجات المادية و حدة التفاوت الطبقي بعد اختفاء الطبقة الوسطى وحالة العناء من غياب العدالة الاجتماعية ..

لقد أدرك الغزاة الجدد المدخل اللين السهل الاجتياز ومكدبوش خبر عبر حملات الترهيب والترغيب ورفع الشعارات ذات التوليفة الاجتماعية والروحية واللعب على مناطق ضعف وسلبيات أداء الأنظمة المتعاقبة ..

ونجح الغزاة الجدد في تغيير الثقافة السمعية والبصرية ... نجحوا في تغيير شكل ملابسنا وما نقوله في التحيات وعبر التليفونات وعند ركوب المصاعد والحافلات ..

فرضوا رموزهم السلبية لاعتلاء منابر الإعلام والدخول في سجالات فرض أشكال التدين الجديدة أو بالأصح التديين الشكلي المظهري ..

وعليه كانت حالة الرفض الشعبي الهائلة لتلك الثقافات الوافدة وحركات التديين السياسية الغازية ، وإقدام رموز التنوير الفني والثقافي باستخدام إبداعاتهم للتعبير عن رفضهم ، فغنى على الحجار " انتم شعب واحنا شعب "  ونظم الشاعر الجميل " جمال بخيت قصيدته  " دين أبوكم اسمه إيه ؟! " ..

ولتكن البداية وزيرتنا بنسف تماثيل الميادين البشعة التي تم نشرها في الفترة الأخيرة ، ومعكم بديلها عبر مسابقات كبرى أو اختيار فنانين كبار أو تكليف كليات الفنون بأن تتناول مشاريع التخرج منحوتات وجداريات مصرية وطنية عظيمة ..

تفضلي بقيادة قوافل ثقافية تجوب القرى والنجوع في كل أرجاء المحروسة .. عرفيهم إن عندنا أوبرا ومسرح منوعات وسيرك ومعارض فنون تشكيلية .. مدي أيادى الوزارة للتعاون مع النقابات الفنية .. سطري بروتوكلات تعاون مع كل أجهزة الإعلام ... يعني أيه قنوات وإذاعات وصحف ثقافية ولا تعلم عن نشاط الوزارة ؟

رجعي مزازيك الفرحة والبهجة للشوارع .. أجري قاعات لعرض الفنون التشكيلية في القرى والمراكز دي حضارتنا حضارة نحت ورسوم ومعمار دكتورتنا الرائعة ..

إنزلي بعروض مسرحية وموسيقية لجامعاتنا المصرية واعملي مسابقات لاكتشاف المواهب ، ونافسي وزارة الشباب ودعي لها شباب الرياضة وعليكم شباب الإبداعات الثقافية والفنية ...

كافحي وناضلي أن تكون الجمعيات الأهلية المعنية بالفنون الثقافية والفنية تابعة لوزارتكم فنيا .. لتكون أحد أدوات الوزارة الفاعلة في نشر ثقافات جديدة بآليات جديدة ..

مبروك معالي الوزيرة ، ونأمل معكي أن تعود مباهج الإبداع وحلاوة التنوير وعبقرية شعب نفض الغبار وثار ثورة وراها ثورة على طواغيت الامان الكاذب وأمراء سفك الدماء بدعوى التدين بجهل واتجار بالأديان ..


  

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد