فرج فودة هل نعتذر عن قتلنا لك.. أم أن الله عز وجل أمر بقتلك؟!
بقلم: بباوي صادق
في مثل هذه الأيام العصيبة من عام 1992، قتل رجل الفكر والرجل الليبرالي العظيم والمفكر البارع دكتور "فرج فوده"، بسبب أفكاره وآراءه التي اعتبرها البعض كفر وضد الله عز وجل. فهل يأمر الله الناس أن تقاتل بعضها لتتم مشيئته في الأرض؟ وإن كان هذا حقيقيًا على حسب فهم من يريدون أن يركبوا على كراسي الحكم في مصر حتى يشرعوا لنا ما يريدون ويشرعوا لأنفسهم ما يبتغون ومن الجواري ما يريدون.
فحاشا أن يكون الله - عز وجل – بهذا المنطق والتفكير، فهو ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء، ومن أراد أن يكون لها مشيرًا فليكن كل إنسان كاذب والله وحده صادق.
وإن كان قد مات غدرًا الرجل العظيم بسبب أفكاره العظيمة، التي كان لن يخشى يومًا من أن يتفوه بها، وقد قتل بسبب أفكاره في معرض الكتاب، ومناظراته مع الهضيبي وعمارة وغيرهم، على إثر هذه المناظرة التي لم يرد أحد عليه وعلى حجته، قتل بعدها بفترة ليست ببعيدة، تنكيلًا بالرجل الآثم في نظرهم، الشرير وربما الكافر، لأنهم حقا كفروا به.
وإنني لأتساءل: من أنا حتى أكفر غيري؟ وإن كان لا يعتقد بما أعتقد وإن كان عدوي في الرأي والفكر، وإن كان مخالفًا لي في الدين والعبادة فهل يحق لي أن أكفر به وأقتله؟.
وهل هذه الجماعات التي قتلته يومًا باسم الدين، تعتذر عن قتله وتلوح بذنبها يوما ما على جريمة القتل هذه مع سبق الإصرار والترصد؟.
وهل لو وصلت هذه الجماعات يوما ما إلى الحكم بفضل اللغو في الدين، ستعود إلى هذه الطرق الإجرامية والإرهابية لتصفية الحسابات مع الخصوم؟ وحيث أن أغلبهم كان مستوطن في أجهزة أمن الدولة، فهم على دراية كبيرة بأساليب التعذيب. والسئوال هنا ماذا سيكون مصير المصريين جميعًا بعد وصول هذه الجماعات التي قتلت أناسًا شرفاء، وكفرت غيرهم بسبب الاختلاف في الفكر؟ وهل هي نست القتل كأداة لإنهاء النزاع مع الخصوم أن ستبتكر غيره في العصر الحديث؟ هذا كما كانت الحكومات الفاشلة تبتكر أنواع وأصناف وأشكال للعذاب والقتل البطيء.
فهل ستعود أفكارها القديمة لها أم تغيرت بفكر جديد، وإن كانت تغيرت لابد أن تعتذر عن قتل المئات بالهجمات الإرهابية، وقتل المسيحيين في الكنائس، والمصلين والكتاب العزل والمفكرين والأدباء وغيرهم.
الله ارشد الجميع إلى الحق ليعرفوك أنك الإله الحي آمين.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :