الأقباط متحدون | الفكر الغاندي والمستقبل القبطي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٥١ | الاربعاء ٨ يونيو ٢٠١١ | ١ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الفكر الغاندي والمستقبل القبطي

الراسل: فادي يوسف | الاربعاء ٨ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

إنهم في البداية تجاهلوك، ومن ثم سخروا منك،

وهاهم اليوم يحاربوك..... لكنك حتمًا ستنتصر.


تلك الكلمات الرائعة التي ذكرها "المهاتما غاندي" -الزعيم الهندي العظيم- هي خارطة الطريق التي يسير عليها أقباط مصر في مستقبلهم المحمول بالكثير من الافتراضات، بين المتفائل والمتشائم، عن وضعهم واستقرارهم وحياتهم، دخل وطن بين مفترق طرق.
ولكن في كل الاحتمالات علينا بالامتثال للفكر الغاندي في المطالبة بالحقوق، عن طريق اللاعنف السلمي، فهي سمات المواطن المسيحي ألا يلجأ إلى الشر أو العنف، مهما حدث، فإن أخذته حميته في وقت حدوث اضطهاد أو حوادث ضد أبناء ملته أو كنيسته، وفكر في الرد بالمثل يقف أمامه ضميره وتعاليم مسيحه السماوية، التي ترفض أن نقاوم الشر بالشر، بل كما قال بولس الرسول "نشتم فنبارك نضطهد فنحتمل".
ولكن ما هو الحل أمام تلك الأحداث الاعتداءية، التي تقع من طرف الأغلبية على طرف مسمى بالأقلية؟! هنا أريدكم أن تشاهدوه معي، كيف فعل الزعيم الهندوسي "غاندي" في بلد تقترب إلى حال مصر كثيرًا وهي "الهند".
فغاندي كان يعيش وسط دولة يقترب نسبة أمية الشعب فيها إلى 70%، وكلهم أناس شديدو التدين، رغم تواجد طوائف وديانات كثيرة.
وتحاصرهم حركات وتيارات منها المتشدد ومنها الطامع في الحكم بعد الاستقلال من إنجلترا، والتي كانت هي أيضًا ركنًا أساسيًا في كل الأحداث الطائفية التي مرت بها البلاد، حتى لا يلتفت أحد إلى الحرية.
ومع تلك الأجواء وأكثر منها، ظل غاندي يبحث عن السلام لتلك البلد العريقة بتاريخها، ورغم أنه كان من أطراف الصراع بين المسلمين والهندوس، فهو كان من الطرف الأخير، إلا أنه كانت كل جهوده منصبه نحو اللاعنف، وكان يلجأ في اعتراضه على كل حادث طائفي يحدث هو الاعتصام أو الامتناع عن الطعام رغم مرضه بالملاريا، لكن كان لديه هدف هو إيجاد حل لتلك المشكلة ومن جذورها دون عنف ورغم سعي مسلمو الهند إلى الانقسام، وحصولهم على شرق الهند بدولة جديدة تسمى باكستان الإسلامية، إلا أنه لم يشكك في وطنيتهم أو اتهامهم، وتركهم لحريتهم ودفع ثمن هذا من أحد أبناء ديانته المتشددين، فأطلق عليه ثلاث طلقات، وقتل صاحب الفكر السلمي والنقي.
وتظل سيرة هذا المناضل الكبير تطرح أمامي عندما أبحث في حل للقضية القبطية، فليس من سمات الأقباط اللجوء إلى العنف أو الحرب، فهم بطبعهم أناس يبحثون دائمًا عن السلام داخل وخارج البلاد، وليس لديهم أيضًا أي قناعة بإدخال طرف خارجي لحل المشاكل المتراكمة عليهم من أزمنة، وأهمها استقرارهم وأمنهم وأمن أولادهم.
موخرًا بدأ الأقباط بمصر وفي المهجر نهج فكر الزعيم غاندي من خلال التظاهر السلمي في أحداث "نجع حمادي"، وبعدها الرفض السلمي لأحكام القضاء المعارضة لتعاليم الكتاب المقدس، ثم الاعتصام السلمي بعد أحداث "صول" وبعدها أحداث "إمبابة".
فذاك المنهج السلمي اللاعنفي اتبعه "غاندي" وذكره في مقالته المشهورة: إنهم في البداية تجاهلوك، ومن ثم سخروا منك..
وهاهم اليوم يحاربوك.... لكنك حتمًا ستنتصر.
وهذا ما يحدث في مصر، فبدأنا نطالب بحقوقنا المصرية المشروعة، والتي وإن أُعطت تمنح لمصر سلامًا، وليس العكس كما يطالب آخرون بإقالة محافظ لكونه قبطيًا أو بنشر أكاذيب وتهديد البلاد لإرهاب الأقباط، بحجة حجز سيدات أكدن أنهن على مسيحيتهن.
وعندما طالبنا بحقوقنا خرج علينا أناس ساخرون منا أو مشككون في وطنيتنا.
ومنهم من حاربنا لفظيًا أو اتهمنا بالكفر، ومنهم من هاجمنا بوحشية مثل موقعة ماسبيرو الشهيرة.
ولكننا حتما سننتصر، لأن النور دائمًا لا يقوى عليه ظلام، فلا يضيع حق تجري من ورائه مطالب.
علينا الصلاة قبل أي شيء، ولكل شيء، حتى تتدخل يد الرب وتنفذنا من نير الاضطهاد.
علينا الاستمرار في طلب حقوقنا بإيجابية وبشكل سلمي ولا عنفي مهما حدث.
علينا أن نشترك جميعًا مع بعض في يد واحدة، كما كنيستنا واحدة، وإيماننا واحد.
وها هي كلمات عظيمة لغاندي أضعها أمامكم في قضيتكم القبطية، لتروه معي بارقة نور وأمل في مستقبل مصري يحتضن الوجود القبطي.

أنا اخترت طريقي.
وإيماني بعدالة قضيتي لن يزعزعه أي فاسد أو أي قاتل أو أي غاصب.
أنا اخترت طريقي.. وبعدالة قضيتي سأنتصر.

_______________________
* المنسق الإعلامي باتحاد شباب ماسبيرو




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :