الأقباط متحدون | الغياب الأمني والفتنة الطائفية.. قيود تعوق انتصار ثورة مصر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٥٣ | الخميس ٩ يونيو ٢٠١١ | ٢ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤١٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الغياب الأمني والفتنة الطائفية.. قيود تعوق انتصار ثورة مصر

الخميس ٩ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

النمنم: انعدام الحريات الخاصة بالعقيدة أدى لتفشي روح التعصب والفتن الطائفية
سلامة: مرحلة التحول الديمقراطي في تاريخ الشعوب هي أصعب وأخطر المراحل
رضوان: المواجهة الأمنية للمشكلات الطائفية لم تعد مجدية ويجب النضال الفكري
العراقي: مشكلات مصر الآن تتمثل في عدم الاستقرار الذي يعيق أي تقدم أو ازدهار
سالم: الفتنة طائفية التي نعاني منها مرتبطة بقضية الديمقراطية والتعليم والثقافة
صادق: مشكلة مصر الآن هي التيارات الدينية المتشددة

تحقيق: ميرفت عياد
ثورة 25 يناير قامت من أجل رفع المظالم والفساد وعودة الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية والثقافية إلى المواطنين الذين ظلوا لسنين طويلة تحت نير الظلم، وكادوا أن يفقدوا كل أمل ورجاء في حدوث أي تغيير أو إصلاح، وبعد أن سقط نظام الحكم السابق وعاش المصريون ليلة من أعظم لياليهم، عاد الخوف والترقب يجتاح جموع المصريين في هذه الفترة الانتقالية الحرجة، خاصة في ظل غياب أمني شديد، وحالة احتقان طائفي ملتهبة، ووضع اقتصادي متدهور. هذا التحقيق لكشف جذور معاناة مصر.


النظم المستبدة.. والتحول الديمقراطي
يؤكد د. "أيمن سلامة" -أستاذ القانون الدولي- أن المشكلات تتلخص في قضية رئيسية؛ هي أن مرحلة التحول الديمقراطي في تاريخ الدول والشعوب هي أصعب وأخطر المراحل، وهناك أكثر من 40 دولة، سواء كانت في أوروبا الشرقية أو آسيا أو أفريقيا أو أمريكا اللاتينية قامت بذات التحول الديمقراطي بعد إنهاء النظم المستبدة بها، حيث قاموا بالتعامل بوسائل محددة وانتهاج أساليب علمية وموضوعية للتعامل مع الأزمات والمشكلات التي تنتج من التحول الديمقراطي، واعتنقت هذه الدول آليات محددة تتمثل في آليات كشف الحقيقة والمحاكمات والتطهير وإقصاء رموز النظام السابق، سواء كانت فاسدة أو ديكتاتورية، أو لها يد في انتهاك حقوق الإنسان، هذا إلى جانب اتباع آلية الإصلاح المؤسسي لكافة أجهزة الدولة، سواء كانت فاسدة أو غير ديمقراطية، ومشكلة مصر الآن أنها لم تتعلم الدرس من الخبرات العديدة السابقة لهذه الدول، ولم تعط الفرصة للخبراء والأكاديميين أن ينصحوا الدولة النصح الأمين في هذا السياق.


أهمية المواطنة بمعناها الحقيقي
مشكلات مصر على المستوى السياسي يعبر عنها الكاتب والمحلل السياسي "طلعت رضوان" قائلاً: يجب تأجيل الانتخابات القادمة، لأن الأحزاب الجديدة الناشئة لم تستطع أن تثبت أقدامها في العمل السياسي، كما أن القوتين الوحيدتين المستعدتين هما الجماعات الإسلامية وبقايا الحزب الوطني، المتمثل في حوالي 52 ألف عضو في المجالس المحلية، هذا إلى جانب قانون الأحزاب الذي عليه تحفظات كثيرة، على رأسها شرط الخمسة آلاف عضو من عدة محافظات، لأن هذا يمثل تعجيزًا لشباب الثورة، لأن الانتشار يحتاج إلى دعم مالي.
ويطالب "رضوان" بضرورة الإسراع بمحاكمة الرئيس المخلوع "مبارك" وأسرته، والتعامل بكل جدية وحزم لإنهاء ظاهرة البلطجة والانفلات الأمني الموجودة في الشارع المصري.
وعن "الفتنة الطائفية" يؤكد "رضوان" أن المواجهة الأمنية التي كان يتبعها النظام السابق لم تعد مجدية، ولكن النضال الحقيقي هو النضال الفكري من خلال الإعلام والثقافة والتعليم، الذي يجب أن يؤكد على أهمية المواطنة بمعناها الحقيقي، من خلال حصة يدرس بها مادة للأخلاق مستمدة من القرآن الكريم والكتاب المقدس وتعاليم الحكماء وأقوال بوذا وكنفوشيوس، التي تحض على المحبة والخير لكل الإنسانية، لأنه لا يوجد دين يحتكر الفضيلة لنفسه، ومن هنا يتم القضاء على الفتنة الطائفية من جذورها.

عدم الاستقرار.. والقدرة على الازدهار
بينما يرى الدكتور "عاطف العراقي" -أستاذ الفلسفة بآداب القاهرة- أن مشكلة مصر الآن تتمثل في عدم الاستقرار الذي يعيق أي تقدم أو ازدهار، لأن من المعروف أن رأس المال جبان، مؤكدًا على أهمية تواجد الشرطة في الشارع بصورة مكثفة، لأن هناك مئات الحوادث التي نسمع عنها كل يوم، كما يجب إلغاء مجلس الشورى، وتخيفض عدد الحقائب الوزارية، توفيرًا لملايين الجنيهات.
مشيرًا إلى أن الخطر الحقيقي الذي يهدد مصر هو من الذين قاموا بتغيير جلودهم، فالثورة الفرنسية نجحت لأنها كانت حريصة على إبعاد كل من كان ينتمي إلى الحكم السابق، ولكننا نرى الآن العديد من أنصار الحكم السابق مازالوا في مناصبهم، وهم من أخطر الناس على ثورة التحرير.

سماحة الاسلام.. وحماية دور العبادة
وعن المشكلات الثقافية التي تواجه مصر الآن يقول الأديب والكاتب الدكتور "زكي سالم" أن قضية الديمقراطية وهي القضية الأهم في حياة مصر الآن، هي قضية ثقافية، فالمجتمع المصري لابد له من ثقافة الديمقراطية، وهي ثقافة مرتبطة بقضية التعليم، فلكي تنشأ أجيال قادرة على فهم الديمقراطية وممارستها، لابد أن يكونوا قد حصلوا على قسط من التعليم، يتيح لهم فهم معنى الديمقراطية وممارستها، وفهم معنى الرأي الآخر، وهذا يقودنا إلى معنى من معاني الديمقراطية، وهو التسامح مع الآخرين، بمعنى أن ما تعاني منه مصر الآن من فتنة طائفية، هو مرتبط بقضية الديمقراطية والتعليم والثقافة، فمشكلاتنا مرتبطة ببعضها البعض.
وعن الفتنة الطائفية يستطرد: من تعلم سماحة الإسلام لا يمكن أبدًا أن يعتدي على دار من دور العبادة، بل يقول أن من يعتدي على أحد دور العبادة لا يعرف الإسلام على الإطلاق، لأن من واجب المسلم أن يحافظ على دور العبادة، سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو يهودية، أو حتى لو كانت هذه الدور تتبع لديانة غير سماوية كالبوذية، لأن المعبود في النهاية طبقًا للرؤية الإسلامية أو الروئ الدينية بوجه عام هو الحق سبحانه وتعالى، ومن هذا الحديث يتبين لنا أن مشكلة مصر الثقافية هي مشكلة تتداخل مع كل مشكلاتنا الأخرى، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية ومن ثم فلنا أن نطالب أهل الحكم أين من كانوا أن يدركوا أن الاهتمام بالثقافة هو الطريق الذي يمكن أن يوصلنا إلى حل مشكلات مجتمعنا المختلفة.

الحريات الخاصة والاجتماعية
بينما يُرجع الكاتب والصحفي "حلمي النمنم" المشكلة التي تعاني منها مصر، إلى التراجع الكبير الذي يشهده المجتمع المصري في الحريات الاجتماعية، أما الحريات الخاصة فهي تكاد تكون منعدمة، ولعل أهمها حرية الاعتقاد والعقيدة، وهذا ما ينتج عنه من تفشي روح التعصب وإحداث العديد من الفتن الطائفية، هذا إلى جانب أهمية الاهتمام بقضية العدالة الاجتماعية والتنمية السياسية والاقتصادية، وسيادة القانون التي لا تقوم دعائمها على التمييز على أساس الدين -مسيحي أو مسلم- و لا على أساس الجنس -رجل أو امرأة- ولا على أساس الثروة -فقير أو غني- فإذا تحقق هذا نضمن لمصر أن تدخل إلى قلب العصر المتقدم الذي تعيش فيه شعوب العالم.

استراتيجية ثقافية وسياسية واجتماعية
ويوافقه الراي العقيد متقاعد "أسامة علي صادق" بأن أهم مشكلة تواجه مصر الآن هي التيارات الدينية المتشددة، التي تبنت رؤية دينية منغلقة، واستطاعت من خلال خطابها استقطاب العديد من أفراد الشعب المصري، بسبب تفشى الجهل والفقر، مما أدى إلى اختلال منظومة التفكير العقلاني، وضيق الأفق، ومن هذا المنطلق نحن في حاجة إلى بناء استراتيجية ثقافية وسياسية واجتماعية جديدة، تشارك فيها جميع القوى السياسية والثقافية في مصر من أجل بناء مواطن حر قادر على التمييز بين الآراء المختلفة، واتباع الطريق الذي يريد أن يسلكه دون شبهة اعتراض أو تكفير.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :