فليضىء نوركم هكذا قدام الناس

الله هو النور وهو خالق النور ، به يحيا الإنسان الذى اختار طريق الرب بعيدا عن ظلمة الخطية "أن الله نور وليس فيه ظلمة البته" ، "فيه كانت الحياة ، والحياة كانت نور الناس" .. 

 

نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "عيد القيامة عيد الأنوار" حدثنا عن كيف يسلك الإنسان فى النور بعيدا عن ظلمة الخطية ، وذلك من خلال عدة أمور هى أولا : محبة الأخوة "من قال إنه نور وهو يبغض أخاه ، فهو الى الآن فى الظلمة" ، "من يحب أخاه يثبت فى النور وليس فيه عثرة" ، ثانيا: كلام الله الذى هو نور يهدى الإنسان الى طريقه "سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى" ، ثالثا: الصوم ، حينما يكون الإنسان صائما صوما مقبولا يمنحه الرب بركات كثيرة "حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك ، وتنبت صحتك سريعا ، ويسير برك أمامك" .
 

رابعا: العين إذا كانت بسيطة ترى كل ما يمجد الله يكون الجسد كله نيرا بسيطا "سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله نيرا" ، خامسا: الصلاة بعمق الى الله والوقوف أمامه بخشوع وتوبة ، سادسا: حياة القداسة، بمعنى الحياة المليئة بالفضيلة والأعمال الحسنة والبعد عن الرذيلة والسيئات "لأن كل من يعمل السيئات يبغض النور ، ولا يأتى الى النور لئلا توبخ أعماله " فليضىء نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة" ، سابعا: السعى للأبدية "المؤمن هو من يسعى دائما الى الأبدية التى ينعم فيها الإنسان بنور الله.
 

هكذا لابد أن يسلك أبناء الله فينعمون بالنور الحقيقى على عكس الأشرار الذين انفصلوا عن النور بسبب الخطية ، فكل من يفعل خطية ينفصل عن الله فيسلك فى ظلام الذين يقول عنهم سفر الأمثال "التاركين سبل الاستقامة للسلوك فى مسالك الظلمة" وبالطبع من يسير فى ظلمة الخطية دون توبة ورجوع يكون مصيره ظلمة الجحيم "فيطرحون فى الظلمة الخارجية ، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" 

 

هب لنا يا الله أن نسلك فى النور كما علمتنا ، نسلك فى المحبة والعمل بكلامك والصلاة والصوم والأعمال الحسنة ، نسعى الى الأبدية لننعم بنورك الإلهى ..