الأقباط متحدون - وزير الهوية
  • ١٣:٠٢
  • الثلاثاء , ٨ مايو ٢٠١٨
English version

وزير الهوية

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٥: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ٨ مايو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
د. مينا ملاك عازر
ما دامت الهوية مهمة أوي كده عند حكومتنا الرشيدة، صاحبة الوزراء الذين تعدى عددهم الثلاثين وزير، فليضيفوا وزير للهوية، وسيبك من وزير السعادة والتطوير والكلام الفارغ، المهم الهوية بدل ما وزير التربية والتعليم ما هو شاغل نفسه بهويتنا ومحاولة استردادها، فلنفرغه للتعليم ونأتي بوزير للهوية أو نجعله وزير للهوية ونترك التعليم لآخر.
 
والسؤال هنا لسيادة وزير الهوية والتربية والتعليم، هل نحن هويتنا عربية أم قبطية أم رومانية أم أننا أحفاد الفراعنة؟ ونفتخر بأمجادهم وعلينا أن نعود للهوية الفرعونية/ لم يفكر في هذا وزير الهوية، ولم يشغله بل أطلق التصريح كما أطلق التجربة دون أن يدرسها كعادة كل وزراء التعليم الذين ألغواسنة ستة ثم أعادوها وكأنها ستحل المشكلة، وأبدعوا في ابتكار أنظمة للثانوية العام، وكأن المشكلة في النظام التعليمي وليس النظام السياسي وقتها.
 
وزير الهوية يقودنا ويقود تعليمنا نحو الهاوية، ولذا مصر ليست مدرسة ولكنها جامعة لكل الحضارات، فهل تعلم هذا يا سيادة الوزير؟ وإن كنت لا تعلم فانت معذور فلعلك ولعل أولادك من بين هؤلاء الذي تعلموا في الخارج ولا يعرفوا عن تعليمنا سوى سمع الأذن.
 
وزير الهوية والتعليم،نسى وهو يدافع عن هويتنا بتعريب المناهج بحسب وصف معارضيه أو تبسطيها بحسب وصف مؤيديه، لا ينتبه إلى أن حجة الهوية التي يدافع عنها في عدم دراسة العلوم والرياضيات في الابتدائي بالإنجليزية ودراستها بالعربية، ثم يعود ويقتل ذات الهوية التي يدعي الحفاظ عليها والدفاع عنها، حينما يعود ويدرس نفس الطالب العلوم والرياضيات في الإعدادي والثانوي تحت مسمى آخر هو الساينس والماس أي الرياضيات والعلوم بس بالإنجليزي، يجب هنا أن نعرف أين الهوية في هذه الحالة الإعدادي والثانوي؟ هل تكون هويتنا قد اكتفت بتجريف عقول الأبناء حتى أنهم يكونوا قد فقدوا أهم سنوات العمر التي يتم فيها نقش المعلومة في سبيل حفاظ الوزير على هوية وطن.
 
الوزير يدعي الحفاظ والاحتماء بالهوية، ليجد داعمين، ولكنه سرعان ما يطيح بالهوية في أقرب صندوق للقمامة ليعود للإنجليزية في الدراسة الإعدادية والثانوية، ولا يجيب لنا لماذا العودة للإنجليزية في الدراسة ما دام هدفه كما يزعم الحفاظ على الهوية.
 
سيادة الوزير ابرز هويتك ولتقل لنا أي هوية تحتفظ لأبنائك في تعليمهم؟ ولأحفادك، وإلا فلترحل بتجاربك وأفكارك وأحلامك وكفانا فشل.
المختصر المفيد مصر بلد عظيم بوزراء لا يعرفون ماذا يفعلون.