إعداد وتقديم – نسيم مجلي
عرض نسيم مجلي، أستاذ الأدب المسرحي، كتاب محاكمة سقراط للمؤلف "آي. إف. ستون" والذى يكشف عن جوانب هامة فى الصراع بين سقراط وبين معارضيه من السفسطائيين وقادة الديمقراطية.
وأشار "مجلي" في برنامجه "أحاديث أدبية" المذاع على إلى شاشة الأقباط متحدون، أن قصة هذا الكتاب لا تقل إثارة عن موضوعه فقد كان المؤلف صحفيًا مرموقًا من دعاة الحقوق المدنية وكانت مقالاته تنشر فى بعض الصحف الأمريكية الرئيسية، فلما اضطر إلي التقاعد نتيجة الذبحة الصدرية عام 1971 انصرف إلي دراسة حرية التعبير على أساس اعتقاد راسخ عنده مفاده انه لا يوجد مجتمع فاضل مهما كانت مقاصده ومهما كانت ادعاءاته الطوباوية والمثالية إذا لم يكن رجاله ونساؤه قادرين على التعبير علنًا عما يدور فى عقولهم.
ولفت أستاذ الأدب المسرحي، إلى أن هذا الكاتب الأمريكي يهتم بتبرئه سقراط وبتبرئه الديمقراطية وقدم فى كتابه دفاعا مجيدا عن حرية التعبير وعن الديمقراطية في سياق يلائم مدينة أثينا في عصر سقراط كما يلائم مجتمعنا المعاصر الآن.
ويدّعم الكاتب رأيه بشرح مستفيض لنظام المحاكمة فنعرف منه أن هيئة المحكمة كانت تتكون من 500 عضوا من المحلفين وبعد أن القي سقراط دفاعه المعروف جرت المداولة والتصويت وكانت النتيجة هي 220 صوتا إلي جانب البراءة، 280 في جانب الإدانة بفارق ضئيل لا يزيد عن المتوسط سوي 30 صوتا أي بنسبة 6% من الأصوات.
ووأوضح أنه فى محاولة الدفاع لأفلاطون يعبر سقراط عن دهشته من ضالة عدد الأصوات ضده فيقول : لم أكن أتوقع هذه الأغلبية الضئيلة ضدي بل أغلبية كبيرة" ويؤكد "آي إف ستون" أن سقراط كان على حق في هذا التوقع لان تعليمه كلها علي مدي عمره (70 عامًا) كانت معادية لنظام دولة أثينا الديمقراطي ولو كان عامة الأثيينين غارقين فى الجهالة والتحامل والانحياز كما كان سقراط يظن، لما صبروا عليه حتى بلغ السبعين ليأتوا به إلى المحاكمة.