تحريم فوانيس رمضان؟.. فتوى تُثير الجدل.. والأزهر يرد
أخبار مصرية | مصراوي
الاربعاء ٩ مايو ٢٠١٨
حالة من الجدل في مصر أثارتها فتوى الداعية السلفي سامح عبدالحميد التي قال فيها بتحريم فوانيس رمضان التي تعمل بالموسيقى، مشددًا على أنه لذلك لا ينبغي شراؤها، مستنداً لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" رواه البخاري، مضيفاً أن الحر هنا هو الزنا، والمعازف هي الموسيقى بكافة أنواعها.
لم يكتب الداعية السلفي بهذا فقط، ولكنه أباح في فتواه الفوانيس التي ظهرت مؤخرا في الأسواق، وتجسد صورة النجم المصري محمد صلاح المحترف بصفوف فريق ليفربول الإنجليزي، معتبرًا أنها جائزة شرعاً ولا مانع منها لأنه لا تصاحبها الموسيقى.
من جانبه، قال الشيخ أحمد المالكي، عضو المكتب الفني بالأزهر الشريف في مداخلة تلفزيونية مع قناة "العربية": "إنه مع كل موسم من المواسم الدينية يظهر أشخاص يرحمون ويحللون دون سند شرعي أو علم، والتحريم بلا دليل هو افتراء على الله كذبًا".
وأضاف أن الأصل في الفانوس أنه عادة، والعادات مباحة، كما قال العلماء، ما دامت لا تخالف أصلًا من أصول الشريعة أو مقصدًا من مقاصدها.
واعتبر المالكي أن الفوانيس هي عادة عمرية ترجع إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- حسبما ذكر في عدد من الكتب مثل "أخبار مكة"، وغيره أن سيدنا علياً- رضي الله عنه وأرضاه- دخل المسجد في أول يوم من رمضان والقناديل تُزهر والناس يصلّون صلوات التراويح ويقرأون القرآن، فقال: نوّر الله قبرك يا ابن الخطاب كما أنرت مساجد الله".
وأوضح أنه في كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة" للإمام ابن حجر، جاء أن الصحابة كانوا ينيرون مسجد النبي بحرق سعف النخيل، حتى جاء تميم الداري رضي الله عنه بعد 9 سنوات وكانت معه قناديل وحبال وزيت فعلّقها في عواميد المسجد، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم نوّر الله قلبك كما نوّرت مساجدنا.
أما عن مسألة الموسيقى المصاحبة للفوانيس، فأشار المالكي إلى أن هذه المسألة "القديمة الحديثة" يتم إثارتها كل فترة، مؤكدًا أن الموسيقى لا بأس بها وأنه لم يصح في تحريم الموسيقى دليل.
وأشار إلى أن الإمام الشوكاني في كتابه "إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع" قد أورد فيه بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كعبدالله بن جعفر وعبدالله بن عمر، اللذان كانا يضربان على آله تشبه العود، حتى قال عبدالله بن عمر عندما سُئل عن ذلك قال: "هذا ميزان شامي يوزن به العقول".