الأقباط متحدون - يوميات آدم و حواء في الفردوس
  • ٠٠:٥٦
  • الخميس , ١٠ مايو ٢٠١٨
English version

يوميات آدم و حواء في الفردوس

أوليفر

مساحة رأي

٣٤: ٠٤ م +02:00 EET

الخميس ١٠ مايو ٢٠١٨

صورة_أرشيفية
صورة_أرشيفية
Oliverكتبها
- في الفردوس عاش العاشقان.الحب هناك دائرة مركزها الله .ليس هناك يمين أو يسار في الدوائر. الفرح يعيش مع حواء و آدم و يجد ذاته فيهما. ليس في حواء إلا الحب و ليس في آدم إلا التوحد مع حبيبته. القلب بللورى الطبيعة.النقاوة تعلو ما في أنقى حجارة الماس. أرض الفردوس لم تمسسها الخطية.يعيشان الأيام كالأحلام.يوميات الحبيبين لا تكتب علي الأوراق فهي في أعين الطيور المغردة منطوقة وسط تغريداتها.مكتوبة علي أجمل ورود البستان.حواء مرسومة في عيني آدم و آدم منجذب إلى نفسه في حواء.
 
- حين لا توجد خطية تصبح الأجساد مجسمات للجمال.تصير حركات الجسد ومضات حب صنعتها يد الرب الخالق.يتذوقان في اللمسات ما في الله من إبهار يتجاوز كل الكلمات.حين تكتسى القلوب بالقداسة الكاملة لا يصبح للعرى معنى.فى الفردوس يسكن صناع الجمال.يعملان فى الأرض بإرتياح بلا جهد.يفترشان الأماكن فتصبح دائرة الإبداع أعظم.تتآلف المشاعر فتجتمع الطبيعة حولهما لتتعلم كل ما يفوق الخيال.ليس في الفردوس تقصير فالورود و الطيور و الحيوان و الملائكة يزينون اللحظات فيجعلون كل أيام الحبيبين أعيادا.
 
- يوميات آدم لا تستوعبها مفردات الزمن.الضحكات ليست ما نعرفها الآن.الكلمات تأتي لأول مرة كل مرة.لا توجد أخطاء في الفكر و لا يوجد إختلاط في المعانى .كلما تلاقت نظرات الحبيبين على إمتدادها يقف الشعر ليتعلم القصائد.لا حدود للحب في الفردوس.كل تعبيراته ممكنة.كل رواياته حاضرة.الله منبع الحب شريك في كل شيء.يعيشان الحقيقة من منبعها إلى أقصاها و بين بدايتها و آخرها يستمتعان بحياة تخلو من العوائق فلا شيء هنا يحيد عن الحقيقة.يوميات آدم تراها في حواء و يوميات حواء منسكبة من آدم و بين السكيب و السكيب تنسجم الألوان في الحكايات.
 
- في الفردوس لا موطن غريب و لا فكر غريب مع أن كل شيء دائماً جديد.في الفردوس تتفق الإرادات من غير جهد.النوايا المعلنة مثل النوايا غير المعلنة.يتصالح الباطن و الظاهر من دون تناقض.يقف الحبيبان قدام الله كما يقفا قدام بعضهما البعض.نفس المشاعر باقية ,نفس الأفكار راسخة,نفس الإتحاد غير مهدد.نفس المتعة بغير غياب.نفس الفردوس يغني أغنياته.فإذا إتفق علي هذا حبيبان عاشا الفردوس من جديد .
 
- آدم لا يتعب هنا.حواء ليس فيها نقيصة.يغلبهما الحب أينما ذهبا.هذا هو الفائز الوحيد في الفردوس.و هذه أحلي هزيمة أن يغلبك الحب.يسيران أينما سارا و يلتقيان حتي لو إختفيا.في الفردوس لا يضيع الأحباء.هذه حقيقة باقية.نعود إليها و ستعود إلينا فالفردوس و إن إختفي عن الأرضيين لكنه مستعلن للمشتاقين للأبدية.آدم يستطيع أن يحكي لنا و سيحكى الكثير و الكثير لأنه عاش الحب قبلاً.
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع