الدين لله والرياضة للجميع
أشرف حلمي
١٠:
١٢
م +02:00 EET
الجمعة ١١ مايو ٢٠١٨
أشرف حلمى
شعار دولى تتعامل به كافة المؤسسات الرياضية للدول الديمقراطية المحافظة على حقوق الانسان مهما كانت لغته, عرقه او دينه ولو كان فيها مهاجراً , زائراً او حاصلاً على الإقامة المؤقتة بغرض العمل فى اى مجال وليس فقط فى المجالات الرياضية وما شاهدناه هذه الأيام فى بلاد الإنجليز ولم نشاهده فى بلادنا ان بعض المهاجرين السياسيين والرياضيين غير مسيحيين سطع نجمهم عالياً بانجلترا ومنهم لاعب كرة القدم المصرى محمد صلاح الحاصل على عدة جوائز رياضية والمحامي صادق خان الباكستاني الأصل أول عمدة مسلم منتخب لمدينة لندن عاصمة بريطانيا وايضاً السيد ساجد جاويد الباكستاني الأصل الذى عين مؤخراً لمنصب وزيراً للداخلية ليتولى حقيبة شئون الهجرة وإدارة الأمن ومكافحة الإرهاب في أنجلترا ولا ننسى ايضاً كيف كرمت هذه الدولة العديد من جنسيات أخرى بينهم مصريين مسيحيين ومنهم على سبيل المثال الدكتور المصرى مفرح القلوب مجدى يعقوب والأنبا أنجيلوس أسقف لندن على يد ملكة أنجلترا إليزابيث الثانية .
فى حقيقة الامر انه شئ مخزى ومحزن جداً لدى شعوب وقيادات الدول العربية وخاصة مصر والتى تنظر الى نجاح الفرد من جانب ومنظور دينى بحت وهذا ليس وليد اليوم ولكن جاء تدريجياً بعد ثورة ٥٢ وطرد الإنجليز من مصر حيث بدأت رحلة السقوط فى مستنقع الوهابية بواسطة روؤس اموالها التى عملت على بناء العديد من مؤسسات الدولة وقيادتها خاصة الإعلامية ومهدت الطريق امام ملايين البسطاء وخداعهم لاعتناق الفكر الوهابى بالتزامن مع ظهور وانتشار التليفزيون منتصف الستينيات من خلال بث برامج ذات صبغة وهابية قبيل مباريات كرة القدم التى كانت تجذب معظم المصريين امام شاشات التلفاز فى البيوت والمقاهي هذا بالاضافة الى نقل مباريات الملاكمة فقط التى كان الملاكم محمد على كلاى طرفاً بها على الرغم انه غير عربي وكان معلق المباراة شديد التحيز والانفعال لكلاى كونه مسلماً كنا حينها صغار ولم نعى الامر لدرجة اننا اعتقدنا ان كلاى مصرى ولم يختلف الحال على ما وصل بنا الحال لما نحن عليه الان بل إزداد سوءا .
فمن الطبيعى اليوم ان نجد رأس المال الوهابى المسيطر على الفضائيات جعل مذيعى الفضائيات ومعلقى مباريات اليوم يتحيزون للفرق العربية فى مواجهة الفرق الأوروبية بل ووصل بهم الامر للتحيز للفرق الأوروبية التى يمثلها احد اللاعبين بناءاً على هويتة الدينية كذلك بعض من الاعلاميين والمسئولين يتهللون بنجاح هذا اللاعب وذاك المدرب فى بلاد الكفر بانه يمثل هويتة الدينية ويتحول الإنجليز بسببه لديانة اللاعب وانتقل هذا الهوس الدينى الى بعض القيادات الدينية التى اطلقت شعار ليس للارهاب دين وجعلت للكرة ديناً بينما لن يذكر احد منها مجد الدكتور مجدى يعقوب الذى تعرض للتعصب الدينى فى بلده وانتقل لإنجلترا وقدم اكبر خدمة للبشرية وبث الأمل فى العديد من المرضى فكان الاولى ان يحتفظ الإنجليز بدينهم او يتحول الآخرين لدين يعقوب بفضل الأعمال الخالدة للعالم المسيحى الذى حفر أسمه بحروف من ذهب فى تاريخ البشرية وكافة كتب الطب مدى الحياة بينما اى لاعب تاريخه الكروى قصير .
فمن الطبيعى ان نجد جيل الامس الذى ترعرع داخل البيئة الوهابية هو احد مدربى ومديرى الفرق الرياضية اليوم والذين بذلوا قصارى جهودهم فى إختيار لاعبيه بناءاً على الهوية الدينية أمثال بعض مسئولى النادى الاهلى والأكثر من ذلك دعوة اللاعبين المحترفين والمدربين الأجانب لاعتناق ديانة النادى الذى تربى ونشاء فيه العديد من الاخوان والسلفيين على رأسهم الارهابى لاعب الاخوان الهارب ابو تريكة .
فبعد ان كانت مصر قبل عام ٥٢ جاذبة للمهاجرين من معظم بلاد العالم أصبحت الان مصدرة للمهاجرين شرعيين او هاربين وبعد ما كان العرب يبحثون عن كفلاء مصريين اصبح المصريين هم الباحثين عن الكفيل العربى ووصل الامر الى الأندية الرياضية المصرية التى تتصارع للانبطاح لأمير سعودى يتولى منصب الرئاسة الشرفية بحثاً عن تمويل مالى بعد ان نجح النادى الاهلى فى الحصول على احدهم مما يعتبر إهانة مباشرة لكل مصرى وطنى شريف الذى هو أولى من الغرباء الباحثون عن مصالحهم والمستفيدون مادياً وقد يكون ذلك على حساب سمعة مصر الرياضة والتى من الممكن ان قبول الرئاسة الشرفية من جانب أمراء السعودية فى هذا التوقيت جاء بهدف شراء زمم لاعبى الفريق القومي المنضمون من النادى الاهلى المشاركون بكأس العالم فى نفس مجموعة الفريق السعودي أثناء لقاء الفريقين او جذب لاعبى مصر للانضمام للأندية السعودية ومن ثم منحهم الجنسية لتمثيل المنتخب السعودي دولياً مستقبلاً .
الم يتعظ المصريين من دروس الماضى قبل ان يضرب مصر فيروس التخلف البدوى الوهابى الذى عمل على تدنى الأخلاق ونشر التعصب الدينى بجميع مؤسسات الدولة وعمل على تخلف الأمة سياسياً , دينياً ورياضياً فى الوقت الذى كان ملوك مصر جالسون على عروشهم ويقف حولهم الملوك والرؤساء تبحيلاً وإحتراماً لهم , للاسف لن تخرج مصر من كبوتها بعد ثورتين جاءت الاولى بدستور البنا والثانية بدستور برهامى واتباع سياسة الكيل بميكالين