الأقباط متحدون - بعد رفع التذكرة.. كيف تخطط أسرة كرستين لمواجهة زيادة المترو؟ (معايشة)
  • ٢٣:٠١
  • السبت , ١٢ مايو ٢٠١٨
English version

بعد رفع التذكرة.. كيف تخطط أسرة "كرستين" لمواجهة زيادة المترو؟ (معايشة)

أخبار مصرية | مصراوى

٥١: ٠٤ م +02:00 EET

السبت ١٢ مايو ٢٠١٨

مترو الأنفاق
مترو الأنفاق

كانت عقارب الساعة تُشير إلى السابعة والنصف صباحًا، بينما تهرول "كرستين" مُسرعة وهى تهبط درج بنايتها التي تجاور محطة "منشية الصدر". "مش هلحق بالمحاضرة" هكذا كانت تحدث الفتاة العشرينية نفسها بقلق واضطراب، فبرغم اعتيادها ركوب مترو الأنفاق كونه الوسيلة الأسرع التي تنقلها إلى جامعة القاهرة بالجيزة، إلا أنه بعد زيادة شعر التذكرة تغير كُل شيء، تحديدًا بعد أن قررت عائلتها -التي كان أغلب أفرادها يستقلون المترو يوميًا- الاستغناء عنه قدر المُستطاع والبحث عن بديل.

ساعتان ونصف؛ كان الوقت الذي يفصل "كرسيتن" عن حضور محاضرة المراجعة النهائية في العاشرة، إلا أنها تخشى أن تصل متأخرة فلا تجد لها مكانًا، فهي اليوم ستستقل مواصلة أخرى لم تركبها من قبل ولا تعرف كم ستستهلك من الوقت، وكُل ما تعرفه أنها ستوفر عليها فارق ثمن تذكرة المترو الذي ارتفع قبل يومين.

كانت وزارة النقل أعلنت، مساء الخميس، رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق، وتقسيم المحطات إلى 3 مناطق.

وشمل الحد الأدنى لتذكرة المترو 3 جنيهات للمنطقة الأولى والمحددة من "محطة إلى 9 محطات"، و5 جنيهات للمنطقتين بمجموع "16 محطة"، و7 جنيهات للثلاث مناطق والتي تبدأ من "16 محطة فيما فوق".

"هركب الأتوبيس اللي بيروح الجامعة بـ3 جنيهات وهينزلني قدام كلية هندسة بالظبط فمش هضطر أركب تاني من عند باب مترو". تلك هي الحسبة البسيطة التي قامت بها كرستين قبل أن تقرر الاستغناء عن المترو، فبدلًا من أن تتكلف كل يوم 10 جنيهات ثمن التذكرة "رايح جاى"، ثم تستقل ميكروباص من أمام باب مترو وحتى كلية هندسة أجرته جنيهين، قررت الفتاة أن تقلل من نفقات مواصلاتها من 14جنيها يوميًا إلى 6 جنيهات فقط "الفرق الوحيد إنى هنزل من البيت بدري شوية بس هوفر أكتر من نص تمن المواصلات."

قبل يومين، استقبلت أسرة "كرستين" نبأ ارتفاع تذاكر المترو لينزل عليهم كالصاعقة؛ فجميع أفراد الأسرة يستخدمونه في انتقالاتهم اليومية. الابنة الكبرى ماري تعمل مدرسة بمدرسة في المرج الجديدة، والوسطى كرستين طالبة بهندسة القاهرة، أما الصغرى فيونا فقد التحقت بجامعة حلون قبل عامين. الأب أيضًا يستقل المترو يوميًا ذهابًا وإيابًا إلى عمله بوسط البلد، مما يقتطع من الدخل الشهري للأسرة 480 جنيها قبل الزيادة، أما بعد الزيادة فيصل ذلك المبلغ إلى نحو 1140 جنيها، بفرض الذهاب والإياب من الجامعة والعمل دون قضاء أي حاجيات أخرى، أو التوجه لأماكن مختلفة.

"هندور على البديل الأرخص" رددتها الأم الأربعينية على مسامع أفراد الأسرة وهم يتناولون الغداء في اليوم التالي لزيادة الأسعار فبدلًا من أن يستقل جميعهم المترو، سيعمدون إلى استقلال الاتوبيسات والميكروباصات التي قد توفر لهم شيئا من الأموال فلا يستهلكون أكثر من ربع دخل الأسرة الشهري في المواصلات، فراتب الأب والابنة الكبرى مجتمعين لا يتجاوز الثلاثة آلاف ونصف شهريًا، بحسب الأم.

فور انتهاء الغداء، بحثت الابنة الصغرى "فيونا" عن مواقف الأتوبيسات الكُبرى التي قد توفر لهم الانتقالات بسعرٍ أقل. وعقب بحثِ دام لساعة، استقر أمر الأسرة على أن يستقل الأب الأتوبيس الأحمر(CTA) الذي يمر من أمام منزلهم يوميًا للذهاب لعمله بوسط البلد، والرجوع منه والذى سيكلفه 2 جنيه فقط في الذهاب والعودة. بينما قررت كرستين أن تمشي قليلًا حتى موقف الأتوبيسات الذي يبعد عن منزلها مسافة عشر دقائق، حيث تستقل منه أتوبيسًا يوصلها إلى الجامعة ويعيدها منها بتكلفة 6 جنيهات "رايح جاى". فيما لن يكلفهم الأمر برمته سوى الاستيقاظ مبكرًا عن مواعيدهم المعتادة بساعة واحدة تحسبًا للزحام والوقوف المتكرر.

حال "فيونا" بدا مُختلفًا قليلًا عن أختها ووالدها، فبرغم البحث، لم تجد ما يوصلها لجامعة حلوان من اتوبيسات المواقف القريبة، لتقرر الإبقاء على استخدام المترو لأنه الأسرع والأسهل نظرًا لكون المسافة التي تقطعها من خلاله طويلة ومرهقة، ولكن والدتها اشترطت عليها شرطًا واحدًا "لازم تعملي اشتراك الطلبة، قالوا مش هيتكلف أكتر من 35 جنيها".

وافقت الفتاة ووعدتها بعمل الاشتراك وتفعيله على الفور حتى تستطيع استخدامه فيما تبقى لها من أيام الامتحانات وفي الذهاب إلى كورساتها في فترة الصيف "14 جنيها مواصلات في اليوم كتير، الحل الوحيد فعلًا إني أعمل اشتراك عشان أقدر اتحرك براحتى"، قالتها فيونا وهى تُشير إلى اقتناعها بصحة حديث والدتها، فمصروفها الشهري لن يتحمل إنفاق كل تلك الأموال يوميًا على انتقالات مواصلات الجامعة فقط، ناهيك عن الخروج لأي مكانٍ آخر أو شراء أو شيء قد ترغبه أو تحتاجه.

ماري أيضًا قررت الإبقاء على المترو، فبعد حسبة بسيطة وجدت أنها ستحتاج إلى التنقل بين 3 أتوبيسات مختلفة للوصول إلى مدرستها في السابعة صباحًا بالمرج "ده معناه إنى لازم أخرج من بيتنا الساعة 5 لأن العشر دقائق تأخير بيحسبولي اليوم غياب"، لهذا قررت الفتاة استقلال المترو يوميًا ولكن عقب عمل اشتراك الجمهور والذي تبلغ تكلفته حوالي 460 جنيها بعدد 180 رحلة خلال ثلاثة أشهر، حيث يبلغ سعر التذكرة جنيهين ونصف بنسبة تخفيض ٥٠%، بحسب وزارة النقل "ده الحل الوحيد، الاشتراك هيوفرلي كتير كأن مفيش زيادات حصلت".

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.