الأقباط متحدون - شريف صبحى: الساعة الأخيرة تفضح الفكر الأمريكى التدميرى عبر الأزمنة
  • ٠٠:١٠
  • السبت , ١٢ مايو ٢٠١٨
English version

شريف صبحى: "الساعة الأخيرة" تفضح الفكر الأمريكى التدميرى عبر الأزمنة

فن | اليوم اليسابع

٣٩: ٠٨ م +02:00 EET

السبت ١٢ مايو ٢٠١٨

شريف صبحى
شريف صبحى
);
 
);

فى السادس من أغسطس من كل عام يجتمع الناس فى لندن مرددين: "لا تلقوا قنبلة ثالثة"، تزامنا مع ذكرى أبشع جريمة فى تاريخ البشرية، حين قرر الرئيس الأمريكى "هارى ترومان" بالاتفاق مع الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية، ضرب مدينة هيروشيما اليابانية بقنبلة ذرية، حصدت أرواح 140 ألف شخص، قبل أن تتبعها قنبلة ثانية على مدينة ناجازاكى لتحصد هى الأخرى 80 ألفا آخرين.

الساعة الأخيرة
الساعة الأخيرة
 
 
كثيرة هى الكتابات التى تعرضت لأفظع عمل إجرامى فى تاريخ الإنسانية فى قالبه السياسى والتاريخى، وإن اتفقت على غياب مبررات منطقية لإقدام الولايات المتحدة على هذا الفعل المشئوم،  لكن المخرج ناصر عبد المنعم والكاتب عيسى جمال الدين سارا فى طر يق غير، وتناولا من خلال العرض المسرحى "الساعة الأخيرة" المعروض بمسرح الغد، تشريحًا نفسيًا للطيار الأمريكى صاحب أول هجوم ذرى فى التاريخ شهدته مدينة هيروشيما اليابانية، من خلال حوار تخيلى بين الرجل ونفسه قبل أن يفارق الدنيا بساعة واحدة، اختلطت فيه مشاعر  البطولة والاستقواء، والندم والجنون، تاركا تمثالا له ربما رآه القادة الأمريكيون مصدر فخر  وانتصار بينما نراه نحن مصدر خزى وعار. 
مشهد من مسرحية الساعة الأخيرة
مشهد من مسرحية الساعة الأخيرة

 

الكاتب الإنجليزى "دافيد انجليش" كتب مقالًا بعنوان "فاتورة حساب ملاحى طائرة الموت" تعقب فيه طاقم الطيارين وعددهم 12، تولوا مهمة قذف هيروشيما بالقنبلة الذرية، وجاءت نهايتهم مأساوية فمنهم من فقد عقله وآخر أودع فى مستشفى الأمراض العقلية، وثالث أصيب بحالة هيستيرية، ورابعهم ظل 3 سنوات يصرخ أثناء نومه "السحابة .. السحابة"، ولم يختلف حال الباقين كثيرا عن هؤلاء، ربما اتخذ عيسى جمال الدين - الحائز على جائزة ساويرس للتأليف عن مسرحية "الساعة الأخيرة فى حياة الكولونيل" – من هذا المقال مصدرا لرسم شخصيته الرئيسة "توماس" قائد العملية.

 

الفنان شريف صبحى بطل المسرحية كشف لنا كوليس التحضير لشخصية الطيار الأمريكى فى الحوار التالى...

 

كيف رسمت شخصية الطيار الأمريكى بالنظر إلى قلة المصادر المتوفرة عن حياته؟

 

لجأت لمصدر أو اثنين ولكن اهتممت أكثر بالدراما على الورق، الأستاذ ناصر عبد المنعم أعطانى "مفتاح الشخصية" وهذا ذكاء منه، قال لى "عايزين نكسر المتوقع.. 100 ممثل حيأدوا بطريقة واحدة حيبقى الفارق درجة معايشتهم وإجادتهم بين ممثل وآخر.. وابتديت أشتغل على ده..  والفترة اللى عملنا فيها البروفات قليلة بالنسبة لعمل ضخم مثل الساعة الأخيرة، يحتاج كمية تمثيل غير عادية"، إذ أجرينا بروفات لمدة شهر  تقريبا، بالإضافة إلى بحثى الدائم وراء الشخصية.

 

هل وجدت لقاءات مصورة أو صورا أرشيفية للشخصية ساعدتك على رسمها؟

 

شوفته طبعا من خلال الصور والفيديوهات، لكن للأمانة "حطيت كل ده على جنب"، لأننا لم نره فى حالته التى لا يرثى لها وصراعه مع نفسه بين البطولة ووخز الضمير، لأنه من خلال الصور والفيديوهات يبدو منمقًا، ولا يبدى أى ندم على الحادث على عكس الدراما المكتوبة فى المسرحية، فلم يفيدنى مسرحيًا، فلجأت للموازنة بين الشخصية الحقيقة والدراما وخيالى.

 

أداؤك جعلنى أتعاطف مع مجرم.. ما تعليقك ؟

 

هذه لغة المصريين الطيبين، على عكس الشعب الأوروبى، الذى يعتبره مجرم حرب، بالنسبة لى هو مجرم، لكن كممثل ألعب على الجانب الإنسانى لهذا الشخص، وتذكر آخر جملة فى المسرحية إذ قال إنه على استعداد للقيام بهذه المهمة مرة أخرى لو عرضوا عليه ذلك. فالسقطة التراجيدية له من وجهة نظرى حبه للبطولة.

 

جسدت مراحل مختلفة من حياة الطيار الأمريكى، أى مرحلة أصعب ؟

 

لم تكن تلك المراحل صعبة، لكن الشخصية أثرت على حياتى الخاصة كشريف، أعيش مع ابنى وزوجتى فى البيت وفى نفس الوقت منفصل عنهم، كنت عصبيا وأكلم نفسى كثيرا . لأن "الشخصية لبسانى"، فبعيدا عن المجهود العصبى والبدنى "بخرج كل يوم من العرض تعبان نفسيا.. أنا بعانى بجد".

 

ماذا عن ردود الأفعال عن العرض؟

 

ردود الأفعال طيبة، "لكن الناس خايفة تصقف وهى بتتفرج عشان متفصلناش.. بسبب الحالة اللى عملينها على المسرح".

 

حدثنى عن أصعب المشاهد فى المسرحية ؟

 

المشهد الذى يجمعنى بالفتاة اليابانية، أعتبره مشهدا قاتلا، لأنه قلب الموضوع.

 

 

ما هى رسالتك من مسرحية الساعة الأخيرة؟

 

نحن ضد الحروب ومع السلام، ضد أن تباد المجتمعات بسبب السياسات والأهواء، وأن ما حدث فى هيروشيما تكرر فى العراق وسوريا بنفس الخط الدرامى. فأمريكا ما زالت تحمل نفس الفكر والتخطيط التدميرى عبر كل الأزمنة.

 

شاركت فى فيلم مرجان مع عادل إمام وأحمد مكى، وقدمت شخصية تحدث عنها الجميع، وأصبح مكى بطلا وأنت تظهر على استحياء.. ما تعليقك؟

 

مكى أستاذ وممثل رائع، لكن أنا لا أجيد تسويق نفسى، فعلاقتى بأى عمل تتلخص فى تواجدى فيه، مع انتهائه أكون فى بيتى، ماليش فى العلاقات والسهرات والمجاملات.

 

هل تأثرت بصلة القرابة بينك والأستاذ محمد صبحى؟

 

لجأت للإخراج عشان أمثل، وكان همى ألا يقارننى أحد بأخى محمد صبحى، فحاولت أن أحفر فى الصخر ، وكانت أول مسرحية من إخراجى "أحدب نوتردام" وفازت بأفضل عرض على مستوى العالم فى المهرجان التجريبى، وبعدها صنفت مخرجًا، وهذا أثر على تواجدى كممثل.

الساعة الأخيرة
الساعة الأخيرة