الأقباط متحدون - مترو الوزراء
  • ١٦:٣٢
  • الأحد , ١٣ مايو ٢٠١٨
English version

مترو الوزراء

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٩: ٠٦ م +02:00 EET

الأحد ١٣ مايو ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية

د. مينا ملاك عازر
بما أن الحكومة ترفض إضافة ما هو حق لأصحاب المعاشات بهذه البلد الآمن من شعبها، والمغدور به من حكومته، وحق أصحاب المعاشات هنا خمس علاوات، وبما أن الحكومة لم ترفع المرتبات، وبما أن الحكومة رفعت بل ضاعفت رواتب السادة الوزراء، وبعد هذا كله ضاعفت بجنون وبشكل هائل تذاكر المترو، إذن فالمترو يا شعب مصر للسادة الوزراء، المترو بات وسيلة انتقال السادة الوزراء، المترو لم يعد حقا إلا لهؤلاء الذين رواتبهم تصل لأربعين ألف جنيه شهرياً، لذا هم الوحيدين الذين سيصبحون قادرين على استعمال المترو، يا سادة المترو للوزراء.

مترو الوزراء ليس مترو الشعب، لأن الشعب لن يعد قادر على استخدام المترو الذي باتت تذكرته لا توائم أبداً قدرات الشعب الذي مرتبه لا يزد عن ثلاث آلاف جنيه، فلذا لا تتضايقوا، من المؤكد الحكومة ستدبر لشعب مصر وسيلة تنقله تناسب راتبه الذي أقرته له الحكومة، وقد تكون هذه الوسيلة هي عربات الوزراء، نعم تلك العربات الفارهة التي يركبها الوزراء ولا يتكلفوا دفع ثمن وقودها المزمع زيادته ويدفعه عنهم الشعب بضرائب يدفعها، وخدمات يدفع ثمنها تحصلها الحكومة، وطبعاً الشعب يدفع ثمن وقود عربات السادة الوزراء، لأن مستوى معيشته أقل من مستوى معيشة السادة الوزراء المطحونين مع غلاء الأسعار، فرفقاً بهم بعد الزيادة الأخيرة في أسعار التذاكر أم أن الشعب هو الذي سيدفعها لهم كما كان يدفع تكلفة سياراتهم، لكن لو كان الشعب سيدفعها لهم كان دفعها لنفسه، كان نفع الشعب نفسه يا حضرات.

حرااااام عليكم ألا يوجد شيء من الخجل؟ أترفعون رواتبكم وتضنون على المحتاج بحق؟ ثم تزيدون الأعباء عليهم بل تضاعفوها، اللي اختشوا ماتوا، والله ماتوا والعايشين حايموتوا في  المترو اللي من غير تكييف ولا وسائل تهوية تناسب العدد ولا تتناسب مع ثمن تذكرة المترو الباهظ يا حكومة.

يبدو أن الحكومة العاجزة حين عجزت عن توفير وسيلة مواصلات في هذا الصيف القائظ تتمتع بتهوية تتناسب مع الاعداد الكبيرة التي تزداد بتلك الوسيلة وهي المترو، وقررت أن تقلص عدد المتمتعين بخدمة المترو برفع التذاكر بهذه الصورة الجنونية لكي تتناسب مع رواتب الوزراء ومن على شاكلاتهم، في هذه البلد الآمن، ولما كانوا هؤلاء قلة يصبح المترو الذي بدون فتحات تهوية كافية للأعداد الكبيرة، مناسب للأعداد القليلة التي سترتاده لأن قلة قليلة ستركب المترو برغم البيانات الكاذبة البينة التي ستطل علينا من فصيل أن الأعداد لم تتأثر وأن المواطنين غير متضررين وأن الشعب المصري يقف لجوار بلاده، ويقدر الموقف المالي، وأن الخدمة ستكون مميزة.

بمناسبة ستكون مميزة، والحلم بالأفضل في المستقبل هو متخذ القرار اتخذه برضه لأنه في المستقبل ستوجد ماكينات تحكم الغلق وتمنع المتهربين من دفع ثمن التذكرة، أم أنه اتخذه وأجره وأجر الشعب والبلد على الله.

أخيراً لو شغلتم البوابات الإلكترونية فقط، وأحكمتم الغلق، ومنعتم المتهربين من الدفع دون رفع التذاكر قرش واحد، لأخذتم أكثر من العائد العادي، ولو أحسنتم إدارة المرفق ببيع الإعلانات واستثمار المحطات لكسبتم، وكسبت البلد، لكن لماذا ترهقوا أنفسكم وأنتم مقبلين على ميزانية سنوية تحتاجوا لدفع حوافز سنوية لعمال المترو الذي يخسر بفعل فشلكم في إدارته يا فشلة.

المختصر المفيد كفاية فشل، الفشلة بيجيبوا فشلة يساعدوهم، والفشل بيجيب فشل وقرارات أفشل وأفشل، منكم لله.