الأقباط متحدون - الشهداء ثمار مدارس الأحد
  • ١٦:٣٨
  • الثلاثاء , ١٥ مايو ٢٠١٨
English version

الشهداء ثمار مدارس الأحد

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٤: ١٠ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٥ مايو ٢٠١٨

جانب من الاحتفالية
جانب من الاحتفالية

د. مينا ملاك عازر
بينما كان قداسة البابا تواضروس الثاني يخطط ولجانه لتنظيم احتفالية رائعة لمرور مئة عام على بدء مدارس الأحد، لم يكن يدر بخلده ولا يخطط أحد من رجال الكنيسة ليس فقط أن تخرج الاحتفالية بهذه الروعة والإبداع اللذان كانت عليهما ولكن أيضاً أن يرى الجمع من جماهير المصريين المتابعين بحيادية أهم ثمار مدارس الأحد الجادة والبارزة والخالدة وهي تعود لأرض الوطن ثاني أيام الاحتفالية مباشرة، قد تكون مذبحة رجال مصر في ليبيا وشهداء الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية قد تكون تزامنت مع بدء التخطيط للاحتفال بمدارس الأحد بالكنيسة الأرثوذوكسية، لكن أحد ممن نفذوا المذبحة ولا ممن نفذوا انتقام الدولة المصرية من مرتكبي المذبحة، ولا ممن شيدوا الكنيسة ولا الرئيس الذي أهداها لمسيحيي مصر، ولا قداسة البابا كان يدر بخلدهم للحظة أن تثمر صلوات الكنيسة عن عودة رفات الشهداء لأرضهم مصر ثاني يوم الاحتفالية لتمتد الاحتفالية يوم آخر تزغرد فيه السماء وتقام الأفراح في صعيد مصر حيث الإيمان الشديد والقوي والمتوهج دائماً.

أكتب هذه الكلمات وأنا الذي ما كنت يوم أتخيل أن تعود أجساد شهداء مصر والكنيسة لأرض بلادهم، كنت مندهش من تصميم طابق كامل بكاتدرائيتهم ببلدهم لتحوي مقصورة لتحوي رفاتهم، وهي التي في ليبيا، لكن الله الذي خطط كل شيء ولا يترك شيء ليحدث دون تدبيره، لم يكن ينتظر فقط لحظة إتمام تشيد  المقصورة والكاتدرائية ولكن أيضاً لحظة الاحتفالية ليعبر عن رضاه بما قدمته مدارس الأحد لمصر وللمسيحيين وللإيمان السليم، ليس هذا فحسب ولكن أيضاً ليبرز عظم عمل خدام هؤلاء الشهداء الذين أرسو بداخلهم ذلك الايمان القويم الذي لا يتزعزع.

تحية للقديس حبيب جرجس، وكل من ساروا على دربه، طوروا في مناهجه لتواكب العصر ولكل خادم بذر بذرة إيمان صحيح لا يهتز تحت وطأة صليل السيوف ولا رهبة عدسات الكاميرات التي تصور لحظة الذبح، تحية للقائمين على الاحتفالية وقداسة البابا الذي أوعز للتحضير بها، شكر لله الذي قبل نفوس هؤلاء الشهداء ذبيحة حية لديه، شكراً له لقبوله عمل خدامه بمدارس الأحد إذ قوى إيمان هؤلاء ليثبت أن عمل عظيم جرى على أرض مصر من البابا كيرلس الخامس وحتى وقتنا هذا لم يزل يجري، هذا العمل وإلى منتهى الأعوام بإذن الله.

لن أقف عند إيمان من قدموا أعناقهم وأرواحهم لجازيها، لكن أيضاً سأتحدث عن إيمان أهلهم الذين طفقوا يزغردون متهللين بوصول أجساد أبنائهم، شكر موصول لله الذي أفاض عليهم بالسلام، وشكر خالص لكل من أسهم في عودة الأجساد  الرئيس السيسي وكل من الجانب الليبي والجانب المصري، ومرة أخرى وليس أخيرة الذي سهل عملية الحصول عليها ونقلها.

المختصر المفيد الدم لم يزل يصرخ ودماء كثيرة لم تعد حقوقها، وفتيات قبطيات لم يعدن لبيوتهن للآن، فهل تعيد الدولة التي أعادت جسامين الأقباط الشهداء فتيات الأقباط المختطفات.