الأقباط متحدون | عَدوَّة واشتهت نايبة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:١٤ | السبت ١١ يونيو ٢٠١١ | ٤بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عَدوَّة واشتهت نايبة

السبت ١١ يونيو ٢٠١١ - ٢١: ٠٦ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: حنا حنا المحامي
يسري هذا المثل حين تكون امرأه يملأها الحقد والضغينة تجاه شخص آخر أو امرأة أخرى، وحين يصيب الشخص الآخر أو المرأه الأخرى شئ من ملمات الزمن، وإذا بالمرأة التي يملأها الحقد تُبدي تشفيها وتُظهر غلها وتعبِّر عن مكنون نفسها المريضة بالفرح والتشفي. فسرعان ما تبرز المرأة الحاقدة الارتياح إن لم يكن السرور والابتهاج لما أصاب الآخر أو الأخرى من كارثة.

ومثل هذه الشخصية تكون في العادة مريضة بلا أخلاق، ذلك أن الإنسان– كل إنسان- معرَّض للملمات. ومن مظاهر الإنسانية والخلق القويم أن يتعاطف الإنسان مع من أصابه ملمات أو كوارث مهما كانت العلاقة بين الاثنين مصابة بالخلل أو الاشمئزاز أو حتى العداوة، ذلك أن المرء لا يأمن شر الأيام أو ما يخبئه له القدر، فيوم لك ويوم عليك.

والتعاطف في الملمات يُكسب الإنسان فرحًا في النفس وسموًا في الاحساس، كما لو كان قد عاود مريضًا وخفَّف عن آلامه وأشجانه. فيكون المتعاطف صاحب فضل يرتاح في نفسه وفي ذاته لسلوكه. وبالنسبة للغير، ينظر إليه هذا الغير نظرة مملوءة بالإعجاب والفخر، على عكس المتشفي فلا يُنظر إليه إلا على أنه صاحب شخصية مريضة يملأها الحقد بدلًا من الصفاء، والشر بدلًا من الخير، والألم بدلًا من الراحة، والاضطراب بدلًا من الهدوء.

راودتني هذه الخواطر جميعًا حين قرأت في جريدة "الوفد"، التي كانت غراء، لكاتبة مغمورة لا داعي لذكر اسمها حتى لا تعتقد أنها أصبحت شخصية هامة في مجال الإعلام.

كتبت هذه الصحفية المغمورة مقالًا عن الحكم بسحب الجنسية المصرية من الأستاذ "موريس صادق". عبَّرت فيه عن فرحتها وتشفيها. طبعًا لم تناقش الحكم سواء كان سليمًا أو معيبًا لأنها أقل من أن تطرق مثل هذا العمق، ولأنها أضعف من أن تتعرض لمثل هذه المشاكل العميقة، كل ما عبَّرت عنه هو التشفي غير المنطقي، والنشوة التي تعبِّر عن نفسية مريضة تفرح للإثم ولا تفرح للحق.

إني أتحدى تلك الصحفية لو كانت قد بحثت في مدى مواءمة هذا الحكم للقانون أو الواقع.

ما معنى هذا؟ معناه أن تلك الصحفية تحمل لواء الفرقة والتفرقة، تحمل مشعل الكراهية لكل ما هو مسيحي، تُصاب براحة نفسية حين يُصيب أي مسيحي أي أذى. معنى هذا أن هذه الصحفية المغمورة لا تقدّر ولا تقدّس رسالتها. إنها تفرح وتؤيد أي كارثة تصيب أي مسيحي أو أي أذى يلحق به. إني أتحدى هذه الصحفية المغمورة إن كانت قد تأثرت أو كتبت سطرًا واحدًا تشجب فيه ما يصيب الأقباط– بنو وطنها– من ملمات أو كوارث. وهذا أمر عادي بالنسبة اللشخص صاحب النفسية المريضة، إذ أنه لا يساهم في الخير بل ينتظر الشر كي يؤازره ويؤيده، فينفث معاني الحقد والشر، معبرًا عن الراحة بل والسعادة للانقسام والصارعات والنزاعات التي تتكرَّر بين يوم وآخر بين أبناء وطنها المسيحيين والمسلمين.

إن مثل هذه الصحفية المريضة تتخلى كليةً عن رسالتها، فلا تعمل على وحدة الصف بين المسيحيين والمسلمين، بل تزكي روح الفرقة والتفرقة بين الفريقين.

إن معلومات هذه الصحفية الضحلة لا تدرك أن الصراعات والمنازعات التي تحدث بين المسيحيين والمسلمن أثرها الرئيسي يكمن في أنها تضعف "مصر" وتشوِّه سمعتها وتهز اقتصادها، ولكن هذه الصحفية المغمورة لا تهمها القيم والمبادئ ولا تسعى إليها، ببساطة لأنها لم تنشأ عليها. وكون أنها لم تنشأ عليها ليس مبرِّرًا، لأنها كصحفية صاحبة رسالة يتعيَّن أن تؤديها بأمانة، وبما يمليه عليها الضمير الصحفي الذي يهدف إلى تحقيق رخاء مصر، وسلام مصر، وازدهار مصر.

هذه الصحفية المغمورة لم تقف عند هذا الحد، بل تجاوزت إلى شخصية مرموقة معروفة بوطنيتها وحبها لبلدها وولائها لها. هذه الشخصية هي الأستاذ "بهاء رمزي". إن هذا الشاب عرفته شابًا مهذبًا مؤدبًا إلى أبعد الحدود، لا يتحرك صوب القضية القبطية إلا بما يحقق السلم والسلام والحب والنجاح لأمة "مصر"، وذلك عن وعي بأن تلك الصراعات المستمرة تؤذي "مصر" في الصميم، وله مواقف وطنية رائعة، ويضحي من أجل "مصر" بكل مرتخص وغال.. إنه رمز لمصر وأبناء مصر الأوفياء الشرفاء، والذين يشرِّفون مصر في كل محفل.

للأسف، هذه الصحفية المغمورة تطالب بأن يُعامل معاملة الأستاذ "موريس صادق" وتُسحب منه الجنسية! إنني أمام هذا النداء الرخيص لا يسعني إلا أن أقول للصحفية المغمورة لقد ضللتِ الطريق، وليس مطالبتك إلا من باب "عدوة واشتهت نايبة".

أي أنكِ تعبرين عن كراهيتك للمسيحية والمسيحيين، وهذا مرض عضال، فأنت أصغر من أن تحملي مثل هذا الشر الثقيل وأنتِ في ريعان الصبا. وإذا كنتِ أمًا لأولاد فهم مساكين لأنك تلقنينهم تعاليم الشر والحقد بدلًا من معاني المحبة والسلام والتسامح، عسى أن ينشأوا بنفسية سليمة تحب وطنها وتعمل على ازدهاره ونجاحه وقوته.

يا بنيتي، إن كاتب هذه السطور قد ناقش الحكم من الناحية القانونية، وهو حكم هزيل لا يجوز أن يصدر من محكمة مصرية، ولا شك أنه سوف يُلغى في الاستئناف. وفي هذه الحالة لن يتشفى فيكِ الأستاذ "بهاء رمزي" أو الأستاذ "موريس صادق" لأنك أقل من ذلك، كما أنهما أرفع من ذلك.

نصيحة أخيرة، كرِّسي رسالتك في البحث عن مصلحة مصر ورخاء مصر وازدهار مصر، وليس ضعفها وتفتيتها. ولا تقومي بدور "عدوّة واشتهت نايبة"، فالمصريون جميعًا إخوتك، وليسوا أعدائك.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :