الأقباط متحدون - فنان متغرب عن وطنه شكلت الكنيسة وجدانه وترك شهر رمضان فى نفسه أثاراً طيبة
  • ١٩:٢٩
  • الثلاثاء , ١٥ مايو ٢٠١٨
English version

فنان متغرب عن وطنه شكلت الكنيسة وجدانه وترك شهر رمضان فى نفسه أثاراً طيبة

إيهاب رشدي

أقباط مصر

٥٥: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٥ مايو ٢٠١٨

 المايسترو المصرى
المايسترو المصرى
كتب – ايهاب رشدى 
لم تنسه حياته الجديدة والسنوات الطويلة التى اقامها فى فرنسا ، ذكريات طفولته فى مصر مع شهر رمضان ، فهو لا زال يتذكر الأنوار المضيئة فى ليالى رمضان والتى كانت تبعث فى نفسه الطمأنينة والبهجة ، ولم تبرح من خياله لحظات الهدوء التى كان يعيشها عندما ينطلق مدفع الافطار ، ولا أصوات المصلين فى التراويح التى كانت تشعره بالونس ، ولعب كرة القدم مع جيرانه المسلمين الذى كان له مذاق خاص عنده .
 
أما أغنية " رمضان جانا " أشهر أغانى رمضان بصوت " عبد المطلب " الشجى والتى تشع بالبهجة فى اجواء الشوارع المصرية طوال الشهر الكريم ، فلازالت أيضا ترن فى أذنيه وتتسلل إلى أعماقه كسائر المصريين ولكن برونق يكاد يختلف عن باقى مستمعيها  ، ولسبب بسيط وتلقائى ، فهى اذنى موسيقار يتذوق اللحن الجميل ويتأثر به ويحاول أن يؤثر فيه أيضا ، ومن هنا جاء قرار المايسترو المصرى " بيشوى عوض " المقيم فى فرنسا ، بأن يبتكر  لأغنية " رمضان جانا " توزيعا اوركستراليا بلغة الموسيقى التى يتقنها جيدا ، ويدرك يقينا بأنه يستطيع ايصالها لمحبى هذه اللغة فى كل العالم . 
 
ويقول المايسترو المصرى الذى درس علوم الموسيقى فى جامعة السوربون و معاهد الكونسرفتوار بباريس ، أنه فى غربته يتذكر بحنين شهر رمضان مثلما يتذكر يوم أحد الزعف ، فكما شكلت الكنيسة وجدانه ترك أيضا شهر رمضان فى هذا الوجدان أثاراً طيبة والإثنان معاً يعيشون بداخله ، و هذه الموسيقى نتاج طبيعى نابع من وجدان فنان متغرب عن وطنه.
 
وكشف " عوض " للاقباط متحدون أنه سيتم عرض التوزيع الاوركسترالى لـ " رمضان جانا " قريبا على أحد مسارح الدولة فى القاهرة ، ولكن لم يتم تحديد الموعد بعد .  
 
وكان المايسترو المصرى قد أحيا فى شهر أبريل الماضى على مسرح الجمهورية التابع لدار الأوبرا المصرية ، حفلا فنيا قدم فيه مجموعة متميزة من الالحان الكنسية بصحبة افراد فريقه ، وقد قرر " عوض " تقديم حفلات أخرى أعم و أشمل فى مواضيعها لتشمل التراث الإسلامى أيضا . 
 
ويعتبر المايسترو المقيم فى فرنسا تجربته مع أغنية رمضان جانا ، أنها مشروع فنى يهدف لاثراء الفن الشرقى سواء كان مسيحيا أم إسلاميا وذلك بتقديمه فى قالب موسيقى كلاسيكى قيم باستخدام الاوركسترا و الاصوات البشرية المحترفة ، أو بأدوات العصر الحديث والبرامج الموسيقية المتطورة ، ويقول ان الهدف الانسانى من ذلك هو إعطاء المساحة للوجدان للتعبير عن مشاعر طيبة بعيد عن التوترات و النزاعات .
 
وعن اختياره لأغنية " رمضان جانا " بالأخص وما يميزها عن غيرها قال أن لحن هذه الأغنية بهيج جدا و قد وضعه " محمود الشريف " الذى على الرغم من انه لم يكتسب شهرة عبدالوهاب إلا ان لحنه ظل فى وجداننا جميعا وما ان نشعر بقدوم رمضان حتى نرى الناس تتغنى بها ، فهو لحن نجد فيه فرحة و فخر و يصلح أن يكون نشيدا وطنيا اسلاميا و ربما أن سهولته هذه  وقوته جعلت منه أغنية خالدة ، أما عن الكلمات فهى من نظم "حسين طنطاوى" وهو أيضا شاعر لم ينل شهرة كبيرة إلا انه قدم للاذاعة الكثير من البرامج و الكتابات الشعرية و الأدبية وبرغم كونه  فكاهى ومونولوجست إلا ان الاغنية  تحتوى فى طياتها على فرحة و فخر ولهفة بقدوم شهر رمضان ، وقد غناها عبد المطلب فى مطلع المنتصف الثانى من القرن الماضى و ارتبطت الاغنية باسمه ، وقد عبر المايسترو بيشوى عوض عن فرحته بهذا العمل قائلا " انا سعيد جدا بأن أخرج هذه الطاقة فى صورة موسيقى خالصة "