الأقباط متحدون | مش كان المفروض تركيـــــا ... الأوْلَي ...!!!؟؟؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٣٩ | الأحد ١٢ يونيو ٢٠١١ | ٥ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : ****.
١٤ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

مش كان المفروض تركيـــــا ... الأوْلَي ...!!!؟؟؟

الأحد ١٢ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم / نبيل المقدس
هكذا كان رأيي ... بعدما تكلمت مع شريحة عريضة من طوائف الشعب , ووجدت أغلبهم يتفقون معي في فكري , بل إكتشفت أنهم رواد في الفهم بالفطرة .. و ربما اكون أجهل من الكثيرين منهم في الشئون السياسية , لكن ربما افهم قليلا عن طريق التوجهات التي تتكفلها وتتولاها الحكومات لضمان تقدم شعوبهم , وإستغلال الفكر البدائي الذي هو بداية تجارب الإنسان ممن سبقوه في جميع أمور الحياة الخاصة للدولة , وانا ربما أكون أخطأت في التعبير " الفكر البدائي" لكن ما أقصده إستغلال الفكر منذ نشأة الخليقة حيث أن التقدم في الفكر هو تقدم فطري غير محدود بل في تطور دائم حتي النهاية.
جميع دول العالم أراها تجري إلي المستقبل بخطوات سريعة وواسعة نحو التقدم طبقا لمدي استعدادها منذ عهد اجدادها لهذا التقدم . وقد وجدنا , بل تأكدنا , بل توثقنا .. أن الدول التي إتخذت من عقيدتها اساسا لتسيير شئونها المدنية , وحتي الدينية فشلت , ودخلت في عصور الظلام والجهل , بالإضافة إلي تعرض شعوب هذه الدول للظلم والتكفير والقتل في سبيل حماية حياة القيادات الدينية , اكثر من حفظ العقيدة نفسها من الإندثار. أحست شعوب هذه الدول بأنها تورطت في هذا الطريق فقامت الثورات ضد المؤسسات الدينية , حتي وصلت أخيرا إلي ما هي عليها الآن وهو فصل الدين عن الدولة , فتقدمت هذه الدول تقدما سريعا ... ونحن كمسيحيين نعترف بأننا إجتزنا هذه التجربة منذ قرون عندما تسلط رجال الكنيسة , وأخذوا في ايديهم أمور الحياة .
اكيد كل ما ذكرته كلام قديم ومحفوظ ومعلوم لكثير من فئات القراء .. لكنني قصدت هذا عندما فوجئت أن هناك مجموعة تُدعي بالوفد "الشعبي المصري" , قامت بإختيار دولة ايران الإسلامية لكي تكون نقطة انطلاق لرحلات وزيارات لبعض البلدان , بعد ما زاروا دول حوض نهر النيل لإيجاد حلا لمشكلة الحصص الخاصة لكل دولة .. وعلي ما أعتقد أختار الوفد بجانب هذه الرحلة أن يذهب إلي تركيا .. لكن بدأ اولا بدولة ايران لكي يستطلع النظام السياسي المبهر "كما توهم الوفد" , وتراءي له أن كل العالم يسارع في كسب صداقتها , ويحاولون أخذ الود منها .
كان المفروض أن يكون إختيار هذا الوفد الشعبي لدولة ناهضة حديثا ... دولة لها مقومات وآليات تسخرها في التقدم مما تجعل هذه الدولة تناطح الدول العظيمة .. تناطحها وتنافسها في أمور نافعة لشعبها وللشعوب الأخري ... دولة محبوبة وليس لها أعداء مع جيرانها أو باقي دول العالم ... دولة تحوي جميع الأديان والملل , وهذه النقطة هي المفروض أن تكون الهدف الأساسي لهذا الوفد ... فنحن ولا شك نملك من المقومات الإقتصادية والتجارية .. إلخ كافية لتجعلنا دولة متقدمة .. لكن مشكلتنا الآن هي تعدد التوجهات الدينية في مصر .. لذلك أنا من رأيي أن يكون الهدف الأول لهذه الزيارات هو دراسة وإقتباس بعض الخطوات التي اتخذتها دول أخري تشابهنا و نجحت في التقدم مع وجود هذا التباين في المعتقدات .
معروف أن ايران لا تناسبنا ابدا كمثال نهتدي به .. فهي اولا دولة أغلب شعبها يدين بديانة واحدة ... هذا يسهل عليها أن تطبق السياسة الدينية , فنجد الدستور الإيراني يضع قائد الثورة الإسلامية أو "الولي الفقيه" أو ما يتداول في وسائل الإعلام العربية باسم "المرشد الأعلى" في رأس هرم النظام السياسي للدولة الإيرانية .
والغريب نقرأ تقارير هذا الوفد بعد مجيئه , عن جولته في شوارع طهران أنها كانت تحت المراقبة .. كما أن مرافقي الوفد كانوا من الجهة السيادية .. والأعجب من هذا وذاك أن الوفد المصري قد اندهش من نظافة الشوارع , وكثرة اللون الأخضر بهِ , الذي ينتشر علي جانبي الطريق بوضوح ... كما نشروا في تقاريرهم والتي نشرتها بعض الصحف علي الملا أنهم إنبهروا من مشاهدتهم لفتاة تجلس بجانب فتي في إحدي الجامعات , معتبرين هذا أمر يدل علي حضارة النظام الإسلامي , ولم ينسوا أن يسجلوا ايضا أن نسبة غير المتزوجين بين الشباب الإيراني كبيرة جدا , ونسي أعضاء هذا الوفد أن هؤلاء الشباب لا يهتمون اصلا بالزواج لأنهم غير محرومين من إشباع غرائزهم الجنسية عن طريق وجود الكم الهائل من الفتاوي الشيعية والتي تسمح بعديد من طرق الزواج الوقتي , مثل "العرفي , والمسيار , و الأجر المقابل وغيرها الكثير "... وهذا غير غريب بالنسبة للمذهب الشيعي الإيراني ... لكنه غريب بالنسبة للمذهب السنة كما يدعون .
واضح أن أعضاء الوفد لم تكن لهم خبرة مسبقة أو اي معلومة عن أحوال ايران قبل ثورة الخوميني .. فقد كنا نسمع عن عظمة طهران وأصفهان , ومدي حضارة كل منهما من قبل قيام ثورة الخوميني . .. أي انه لا دخل للثورة الإسلامية في وجاهة هذه المدن . كذلك فهو أمر طبيعي أن اي دولة في العالم عندما تعلم بحضور زيارة رسمية من دولة أخري , فهي تعمل جاهدة بوضع برنامج خاص للتجول في أماكن تم إختيارها بعناية لإظهار الجانب الحسن منها .ولما لا يوجد هذ الترحاب والتكريم للوفد المصري !؟.. فقد أحضر الوفد المصري لهم الجاسوس الإيراني علي طبق من الذهب , هذا الجاسوس الذي تم القبض عليه في ميدان التحرير أثناء المظاهرات متلبسا بالتجسس .
لا أتصور أننا نتوجه إلي دولة تعادي أغلب الدول العربية , وكأننا بدأنا نتحول من العروبة إلي الفارسية " مع حقي التحفظ علي عروبة مصر" .. تناسينا أن هناك مصالح مشتركة مع الدول العربية , وتوهمنا أن بمجرد نجاحنا في إلغاء اسم قاتل انور السادات عن إحدي الشوارع , هي قمة الدبلوماسية , و تصورنا أننا نجحنا في الحصول علي مكسب سياسي عالمي , بمجرد تغيير اسم اسلامبولي إلي "الشهداء" علي هذا الشارع الإيراني وكأننا نظهر للعالم وخصوصا أمريكا أننا هدّمنا لإيران مفاعلاتها النووية . والأمر المضحك , عندما أظهرنا عدم رضانا لوضع اسم الأسلامبولي علي أحدي شوارعهم رفعنا ومجدنا مَنْ شاركه القتل , وهللنا به بعد خروجه من السجن , وسمحنا له هو وأخوه وزملائهم أن يقيموا حزبا سلفيا , والأكثر من هذا سمحنا لمَنْ خطط في قتل السادات مع الإسلامبولي أن يرشح نفسه رئيسا لجمهورية مصر .. لا شك انه امر يتصف بالهرج والمرج ... وعجبي ...!!!
كنت اتمني أن يختار هذا الوفد المصري أن يذهب إلي دولة بدأت عملية الحضارة تقريبا معنا , لكنها سبقتنا سياسيا واقتصاديا وجميع باقي نواحي الحياة .. فدولة مثل تركيا , والتي كانت لنا معها صلات قوية و هى الدولة التي تبنت حفظ العقيدة الإسلامية بالرغم أنها سارت علي نهج العلمانية , هي في نظري الدولة المثالية لإتخاذها قدوة لنا وان نتخذ خطاها في بناء الدولة المدنية والتي قامت عليها ثورة 25 يناير 2011 مع التحفظ على تقاليدنا وهويتنا الخاصة .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :