الأقباط متحدون | نعم للعفو عن الرئيس السابق "مبارك" ولكن بهذه الشروط
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٤١ | الاثنين ١٣ يونيو ٢٠١١ | ٦ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

نعم للعفو عن الرئيس السابق "مبارك" ولكن بهذه الشروط

الاثنين ١٣ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: صبحي فؤاد
لا أحد يمكنه إنكار مسئولية الرئيس السابق "مبارك" عن كل ما حدث لـ"مصر" والمصريين طيلة فترة حكمه وليس فقط عما حدث أثناء قيام الثورة، بحكم وظيفته، وطبقًا للدستور المصري وجميع القوانين الدولية والمصرية.

ولكن إذا وضعنا القانون على جنب وطبقنا مبدأ الرحمة فوق القانون، رغم أنه– الرئيس السابق "مبارك"- طيلة فترة حكمه لم يرحم أحدًا صغيرًا أو كبيرًا من قوانين الطوارىء ومحاكم أمن الدولة، بل ولم يظهر أي مشاعر على الإطلاق تدل على أن في قلبه أي قدر من الرحمة أو الشفقة تجاه أبناء شعبه المصري.. ترى هل إذا كان في يدك الأمر سوف تصدر العفو على الرئيس السابق رغم كل ما ارتكبه من بشاعات وأخطاء وجرائم في حق شعبه، ورغم أن بعض الجرائم المنسوبة حاليًا إليه إذا ثبت صحتها بمعرفة القضاء المصري قد تصل عقوبتها إلى الإعدام شنقًا أو المؤبد مدى الحياة؟؟ وإذا كنت ترفض العفو عنه لكبر سنه ومرض السرطان الذي يعاني منه، فما هي شروطك لكى تغيِّر رأيك وتعفو عنه؟؟

إنني شخصيًا أميل للعفو عن الرجل؛ لأن أيامه أصبحت قليلة على الأرض، وبقدر ماله من أخطاء لا تُعد ولا تُحصى، فقد كانت له أيضًا بعض الإنجازات الهامة التي كانت في مقدمتها عدم إلغاء إتفاقية السلام مع "إسرائيل" رغم الضغوط الهائلة التي كانت عليه من بعض أبناء الشعب المصري لإلغاءها، والدخول في حروب ومغامرات لا طائل أو فائدة منها.

ولكن لابد أن يكون هذا العفو مشروطًا بتقديم اعتذار رسمي للشعب المصري وطلب العفو والمغفرة من الجميع، بالإضافة إلى تمكين الدولة من استرداد كل ما يملكه من أموال وثروات وعقارات بغير وجه حق أو بطريقة غير قانونية، وحال تنفيذه لهذين الشرطين تُعطى له الحرية كاملة في البقاء على أرض "مصر" أو الهجرة إلى "إستراليا" أو أي دولة أخرى تقبل لجوءه إليها.

أعلم أن الكثيرين في "مصر" سوف يختلفون معي لإطلاق هذه الدعوة عبر هذا المنبر، لأنهم عانوا كثيرًا من الظلم والبطش والمهانة والفقر والجوع والذل خلال سنوات حكم "مبارك"، ولكن أليس من الأفضل أن تبدأ "مصر" عهدًا وصفحة جديدة بلا دماء أو مشانق ومضيعة الوقت والجهد في محاكمات لا يبدو أن هناك طائلًا أو منفعة من وراءها؟؟ أليس من الأفضل للجميع في "مصر" أخذ القدوة مما حدث في جنوب أفريقيا عقب سقوط النظام العنصري الدموي- الذي كان موجودًا وقتها- وتولي الرجل العظيم "مانديلا" الحكم.. لقد رأينا "مانديلا" وهو في عز قوته ومجده وعظمته يغفر لمن سجنوه وظلموه، ويمد يده إليه بالحب والصفح.

إنني أحبِّذ أن يأخذ المصريون، وخاصة المطالبين بالانتقام من الرئيس السابق، القدوة والمثال من السلوك المتحضر للزعيم الأفريقي "مانديلا" الذي جلب الاحترام لبلده وأدَّت حكمته في نهاية المطاف إلى توحيد جميع أبناء جنوب أفريقيا من سود أفريقيين وبيض من أصول بريطانية.. ولذلك أحث المصريين على العفو عن رئيسهم السابق إذا اعتذر لهم وقام بإعادة ما أخذه منهم من أموال أو أملاك بطريقة غير قانونية.

ولعلني في النهاية أذكِّر الجميع في "مصر" أن الطغاة لا يولدون طغاة وإنما تصنعهم شعوبهم، وبقدر ما أخطأ رئيسهم السابق في حقهم بنفس القدر أخطأوا هم أيضًا في حق وطنهم عندما جعلوا من "مبارك" الحاكم طاغية وإلهًا في نفس الوقت.

صبحي فؤاد
sobhy@iprimus.com.au


 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :