من هن السعوديات المعتقلات بتهمة "التجاوز على الثوابت الدينية والوطنية"؟
مرقس كمال زاخر
٠٠:
٠١
م +02:00 EET
الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٨
مرقس كمال
قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن السلطات السعودية ألقت القبض على سبعة من النشطاء والناشطات في مجال حقوق الانسان وحقوق المرأة يوم 15 مايو/آيار الجاري.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن السلطات "ألقت القبض على سبعة أشخاص للاشتباه في تواصلهم مع جهات خارجية وتقديم دعم مالي لعناصر معادية في الخارج".
ونقلت الوكالة عن المتحدث الأمني لرئاسة أمن الدولة قوله في بيان: "الجهة المختصة رصدت نشاطا منسقا لمجموعة من الأشخاص قاموا من خلاله بعمل منظم للتجاوز على الثوابت الدينية والوطنية والتواصل المشبوه مع جهات خارجية فيما يدعم أنشطتهم وتجنيد أشخاص يعملون بمواقع حكومية حساسة وتقديم الدعم المالي للعناصر المعادية في الخارج".
مثل هذه التهم التي حملها البيان بحق المعتقلين والمعتقلات غير مسبوقة ضد هؤلاء النشطاء الذين نادرا ما تدخلوا بشؤون الحكم بل كان جل نشاطهم يقتصر على الدفاع عن حقوق النساء مثل قيادة السيارة والغاء نظام الوصاية والدفاع عن معتقلي الرأي ونادرا ما تدخلوا بشؤون الحكم.
ولدى الاعلان العام الماضي عن نية السلطات السماح للنساء بقيادة السيارة، ذكرت الأنباء أن السلطات اتصلت بأبرز النشطاء وحذرتهم من التحدث إلى وسائل الإعلام حول هذا الأمر.
كما أن هذه الاعتقالات تتناقض بشكل صارخ مع الحملة التي تقودها السعودية للترويج لخطط و مساعي ولي العهد محمد بن سلمان لتحديث المملكة، إذ يجري تقديمه للعالم الخارجي باعتباره رجل انفتاح واصلاح و عصرنة.
وقالت مدير الشرق الاوسط في هيومان رايتس ووتش "إن الاصلاح الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان كان حتى الآن حملة لتخويف الاصلاحيين الحقيقيين، ممن يتجرؤون علنا على الدفاع عن حقوق الانسان أو تمكين المرأة".
وفيما يلي نبذة عن ثلاث نساء معتقلات.
لجين الهذلول من مواليد 1989 درست في الولايات المتحدة وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان وحقوق المرأة خصوصا. وهي متزوجة من الكوميدي فهد البتيري.
اعتقلت 73 يوما عام 2014 بسبب قيادتها سيارة خاصة في تحد لمنع المملكة قيادة السيدات للسيارات، عند محاولة دخول المملكة عبر الحدود المشتركة مع دولة الإمارات وهي تقود السيارة برفقة الصحفية السعودية ميساء العمودي.
وعام 2015 صدر قرار في دولة الامارات العربية المتحدة بمنعها من دخول البلاد. وقالت الهذلول حينها إن القرار جاء بطلب سعودي.
في حزيران/ يونيو 2017 اعتقلتها السلطات للمرة الثانية دون توجيه تهم لها في مطار الدمام شرقي السعودية.
وكانت الهذلول أول امرأة تطلب الترشح في الانتخابات السعودية المحلية عام 2015 رغم أن السلطات لم تقم بإضافة اسمها على قائمة المرشحين. وكانت انتخابات عام 2015 هي الأولى التي يسمح فيها للنساء بالتصويت.
وقالت منظمة العفو الدولية: "يبدو أن السلطات السعودية تستهدف الهذلول بسبب نشاطها السلمي في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والمطالبة بحقوق المرأة التي تنتهك باستمرار في المملكة".
وقد ورد اسمها كإحدى أقوى النساء العربيات تحت سن الأربعين على قائمة مجلة أريبيان بزنس عام 2015.
"14 الف سعودية" يتقدمن بعريضة للمطالبة بإنهاء نظام ولاية الرجل
وصاية الرجل على المرأة في السعودية والناشطات ضدها
تقول ايمان عن نفسها في مدونتها التي تحمل اسم "مدونة المرأة السعودية" وهي باللغة الانجليزية : أنا أم لثلاثة أبناء ومساعدة مدرس في مجال اللسانيات في جامعة الرياض. واختارتها مجلة فورين بوليسي الأمريكية ضمن قائمة المفكرين العالميين لعام 2011.
وتحدثت في مقابلة لها مع سكاي نيوز عام 2012 عن أهم التحديات التي تواجه المرأة السعودية بقولها: "القضايا الثلاث للمرأة السعودية هي: الوعي..الحماية..الثقافة، وأقصد بذلك: الوعي في ماهية حقوقها الإسلامية والمدنية، وثانياً حمايتها من العضل والزواج أثناء الطفولة والعنف الأسري، وأخيراً إزالة العقبات النابعة من العادات والتقاليد وليس من الإسلام وروحه الجميلة".
كما نشرت إيمان العديد من المقالات التي تتناول قضايا المرأة والاوضاع الداخلية في السعودية في صيحفة الغارديان البريطانية.
في أيلول/ سبتمبر من عام 2013، دشنت إيمان حملة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلة إن المرأة السعودية ستعبر عن مشاعرها بالقيادة في 26 من أكتوبر/ تشرين أول وذلك بعد أن بلغ عدد الموقعين الداعمين للحملة في المملكة للسماح للمرأة بقيادة السيارات 11 ألفا.
وقالت حينها النفجان لبي بي سي إن الأمل يحدوها في أن تخرج النساء السعوديات إلى الشوارع لقيادة السيارات بكثافة في ذلك اليوم.
لقاء مع عزيزة يوسف قائدة حملة "أنا ولية نفسي" في السعودية
من بين اوائل الناشطات المطالبات بحق المرأة في قيادة السيارة، كما قادت حملة لرفع وصاية الرجل على المرأة وقدمت التماسا في هذا الشأن الى المللك سلمان بن عبد العزيز حمل اكثر من 14700 توقيعا.
واستطاعت عزيزة أن تجمع توقيع أكثر من 14 ألف رجل وامرأة على عريضة تلخص مطالب حملتها، على الرغم من أنها لم تعاني شخصيا، كما تؤكد، من هذا النظام، فقد نشأت داخل أسرة منفتحة قدمت لها الدعم حسب قولها.
وعزيزة أستاذة جامعية متقاعدة متخصصة في نظم المعلومات في جامعة الملك سعود، استطاعت أن تدرس خارج المملكة في ثمانينيات القرن الماضي، وتعرضت للتوقيف من قِبل الشرطة عام 2013 بعد خوضها تجربة قيادة السيارة بنفسها، وحينها رفضت الشرطة إخلاء سبيلها إلا بعد تسليمها لولي أمرها.
وقامت اليوسف بعدة مبادرات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة السعودية وآخرها حملة "أنا ولية نفسي" التي تطالب بإلغاء ولاية الرجل على المرأة السعودية.
ووصفت اليوسف نظام الوصاية بأنه وضعي ولا أساس له من الناحية الشرعية، مؤكدة أنه لا يوجد في الدين ما يجبر المرأة على أخذ إذن الزوج أو ولي الأمر للسفر.
وترى أنه "لا توجد قوانين لولاية الأمر، ولكن الأمر أشبه بالعرف بين الوزارات والهيئات"، فتدخل ولي أمر المرأة السعودية في تفاصيل حياتها كافة "أمر حديث على المجتمع السعودي".