الأقباط متحدون - قناة السويس من «ديليسبس للسيسى» فى باريس!
  • ١٢:٠١
  • الاثنين , ٢١ مايو ٢٠١٨
English version

قناة السويس من «ديليسبس للسيسى» فى باريس!

مقالات مختارة | بقلم : منى مكرم عبيد

٢٣: ٠٧ م +02:00 EET

الاثنين ٢١ مايو ٢٠١٨

منى مكرم عبيد
منى مكرم عبيد

 شهدت العاصمة الفرنسية باريس حدثا مهما لم ينل الاهتمام البارز فى الصحف المصرية من خلال احتفال معهد العالم العربى، عبر تنظيم معرض استثنائى تحت عنوان «قناة السويس: أربعون قرنا من ملحمة عظيمة منذ زمن الفرعون سيزوستريس الثالث وحتى يومنا هذا، بحضور وزيرة الثقافة النشطة والقديرة الدكتورة إيناس عبدالدايم مع نظيرتها الفرنسية ووزير الخارجية الفرنسى، جان إيف لودريان، وسفير مصر فى فرنسا إيهاب بدوى.

 
وخلال وجودى فى باريس لإلقاء محاضرة حول المشهد المصرى بعد الانتخابات الرئاسية، شرفت بدعوة من رئيس المعهد وزير الثقافة الفرنسى السابق جاك لانج، بزيارة المعرض، والتعرف على محتوياته، وشعرت بفخر كبير خلال التجول بأرجاء المكان، الذى يفوح منه عطر التاريخ القادم من أرض الفراعنة.
 
المعرض يضم مجموعة من المواد المصورة التى تحكى تاريخ قناة السويس على مر العصور، وكيف جرى تشييدها بيد وعرق المصريين وحدهم، وكان من بينها مشاهد حفر المصريين للقناة، والمعاناة الشديدة التى واجهتهم مع الحر والعطش والجوع والمرض، ولقطات من فيلم «شفيقة ومتولى» للراحلين سعاد حسنى وأحمد زكى، ومقتطفات من مانشيتات الصحف الأجنبية والفرنسية لتغطية خبر تأميم القناة إبان عهد الرئيس الراحل جمال عبد لناصر، إلى جانب عرض لقطات وصور للقناة الجديدة التى تم افتتاحها فى عهد الرئيس السيسى فى أغسطس 2016، كما حضر أقارب من عائلة الخديو إسماعيل، وعدد من عائلة ديليسبس فى حفل الافتتاح.
 
وعلمت من قنصل فرنسا السابق بالإسكندرية جيل جوتييه، الذى قام بدور رئيسى فى الإعداد لهذا الحدث، أن المعرض سيأتى إلى مصر بالتزامن مع افتتاح المتحف المصرى الكبير.
 
عجبا، ومع هذا الولع والاهتمام كان لابد من تواجد مصرى يليق بالحدث، واستغلاله فى دفع العلاقات المصرية الفرنسية للأمام، فمثل هذه الفعاليات تساهم فى خلق حالة لا تتوفر لكثير من الدول المجاورة، وكان يمكن أن تكون حدثا لخطف الأنظار وجذب مزيد من الفرنسيين لزيارة مصر.
 
على الجانب الآخر هناك نشاط ملحوظ للسفير الفرنسى بالقاهرة ستيفان روماتيه، والذى يجول البلاد شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، يزور كثيرا من المشروعات التى تشارك بها الحكومة الفرنسية فى مصر، يتواجد فى كثير من المحافل الثقافية والسياحية والرياضية، يتواصل بشكل فعال على مواقع التواصل الاجتماعى مع الآخرين، وأدعوكم لمتابعة حسابه على تويتر لنعرف كيف يتعامل الدبلوماسيين بلغة اليوم، فهو يصنع حالة فريده تجعله أنشط سفير أجنبى بمصرحاليا.
 
نحن بحاجة لمراجعة أنفسنا، كى نتأمل هذا الولع الفرنسى بالآثار المصرية والتاريخ الفرعونى، والاحتفاء بما يتعلق بمصر مثل الحدث الذى أشرت للحديث عنه، وبدلا من أن نكون على المستوى المطلوب، نتفرغ لأمور ثانوية لا تعود بالنفع علينا.
 
* أستاذ العلوم السياسية
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع