هل بعد هذا نثق بالأخوان؟
بقلم: مدحت قلادة
شغلت الرأي العام المصري منذ نشأتها عام 1928 تارة تدعي أنها جماعة دعوية كما صرح الهضيبي لوزير الداخلية سليمان حافظ في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (أن الإخوان جمعية دينية دعوية، وأن أعضاءها وتكويناتها وأنصارها لا يعملون في المجال السياسي، ولا يسعون لتحقيق أهدافهم عن طريق أسباب الحكم) وتارة أخرى سياسية من خلال أفعال وأعمال على أرض الواقع كما أثبت التاريخ أنها جماعة سياسية برجماتية من الدرجة الأولى تستخدم كل الاليات للوصول للحكم لتطبيق الشرع حسب فكرهم.
شغلت جماعة الإخوان المسلمين الرأي العام المحلي والدولي لأنهم يظهرون عكس ما يبطنون واستطاعت التعامل مع كل التيارات السياسية لتحقيق هدفها الأوحد الوصول (لحكم مصر) فمنذ ثورة 25 يناير وإنقضاء النظام الاستبدادي حاولت الجماعة السطو على الثورة إلى أن تم بحمد الله إظهار قوتهم الحقيقية يوم الجمعة 27 مايو وما زالت تشغل الرأي العام ونجحت في إحداث شروخ بين القوى الوطنية بل بين الأقباط أنفسهم بظهور سؤال هام نتحاور مع الأخوان؟ أم لا؟..
وللإجابة على هذا السؤال يجب سرد جزء من تاريخ الإخوان وأعمالهم وهنا سيتغير السؤال من هل نتحاور إلى هل نثق؟..
أولاً أعمال الإغتيال:
شملت أعمال الإغتيال نشاطاً واسعاً لدى الجماعة ووصل عدد الشخصيات إلى 25 شخصية أُغتيلت على يد الجماعة ونظامها السري، فكل من عارضهم في الفكر تم اغتياله مثل أمين عثمان وزير المالية، والمستشار أحمد الخازندار بك، ومحمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء، وسليم زكي باشا حكمدار شرطة القاهرة، ما يقرب من خمسة وعشرين حادثة اغتيال لرموز مصرية تمت على يد الجماعة.
ثانياً في التلون السياسي:
تتلون الجماعة منذ نشاتها وهي ادًّعت أنها جماعة دعوية لا تهدف للحكم ولكن أثبت التاريخ عكس ذلك فحسن البنا الذي كان رافضاً الديموقراطية رشح نفسه عام 1942 لمجلس النواب فعقد صفقة التنازل عن الترشيح مع النحاس باشا، وتعاون الأخوان مع الإنجليز في محاولة القضاء على عبد الناصر كما صرح الكاتب البريطاني مارك كورتيس في صفحة الرأي بصحيفة الجارديان عن وجود علاقة بين الإخوان وبريطانيا، وأن الأخيرة دعمت الإخوان المسلمين للإطاحة بعبد الناصر، والتعاون مع الأمريكان وزيارة الكتاتني للسفيرة الامريكية ... علاوة على التعامل مع نظام مبارك الرئيس المخلوع أثناء انتخابات عام 2005 من فم المرشد السابق مهدي عاكف حينما صرح أثناء زيارة مسؤول كبير (واتفقنا على ترشيح عدداً من النواب الأخوان بمجلس الشعب) ووصل تعدادهم إلى 88 عضوا بعد الإتفاق.
ثالثاً في الوطنية: بعد حدث المنشية عام 1954 (محاولة اغتيال عبد الناصر) احتضنت السعودية الأخوان ووفرت لهم الدعم المادي للعمل ضد مصر نكاية في عبد الناصر أيضاً والتصريح الصادق للسيد مهدي عاكف (طز في مصر وأبو مصر واللي في مصر) وتفضيل حاكم ماليزي لمصر أفضل من قبطي... ووثيقة فتح مصر والتمكين...
رابعاً في خيانة الثورة: منذ نشأتها يلعب الإخوان مع كل التيارات فها هي عقدت صفقات مع النظام السابق وها هي تغازل المجلس العسكرى مع التيارات الدينية الأخرى بعدم المشاركة في مظاهرات يوم 27 مايو بشعارات غير صادقة مما أدى إلى نفور القوى الوطنية وإظهارها على حقيقتها العارية ألا وهي مغازلة السلطة... علاوة على محاولتها السطو على الثورة من خلال حضور الشيخ القرضاوي المفتي القطري الجنسية ليؤم الأخوة المسلمين يوم جمعة النصر.. واخيرا ظهرت الحقيقة الدامغة على لسان احد شباب الإخوان إسلام لطفي قد قال في لقائه مع المذيعة دينا عبد الرحمن في برنامج صباح دريم ” أنه كان هناك قرار من مكتب الإرشاد بالانسحاب من الميدان يوم 28 يناير من الساعة الخامسة حتى الساعة السابعة.
خامساً التمويل الخارجي: أموال الإخوان من أين أتت؟!! هل من إيران أم السعودية أم تركيا؟ أسئلة عديدة تطرح نفسها بقوة خاصة أثناء فترة النظام السابق وبعد الثورة أيضاً من أين تأتي أموال الأخوان مليارات من الدولارات تصرف قبل الإستفتاء سؤال يطرح نفسه بقوة؟!
سادساً في المسائل الأخلاقية: (شراء النفوس بالفلوس) أسلوب يُتبع من الإخوان وكل الجماعات الدينية ففي إستفتاء شهر مارس من هذا العام وزع الأخوان شنطة بها 20 جنيهاً مصرياً وأكياس مكرونة وأرز وهنا يكمن الخطر ليس لفقر لشعب فقط ولكن لإنعدام السمة الأخلاقية والتنافس الأمين بين القوى الوطنية...
أخيراً هذا موجز لأعمال الإخوان بكل تأكيد سيتغير السؤال من هل نتحاور مع الإخوان ؟ إلى هل هناك من يثق بالإخوان؟!
من أقوال شاعر عربي
لا خير في ود امرئ متلون إذا الريح مالت، مال حيث تميل
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :