هكذا اركضوا لكى تنالوا
سامية عياد
الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٨
24/5/2018
عرض/ سامية عياد
"خرجتا سريعا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه" هذا عن المريمتين ، "وكان الاثنان يركضان معا" اشارة الى الرسولين يوحنا وبطرس ، لقد كان رد فعل المريمات والتلاميذ لخبر القيامة هو الركض ، ولكن ما مدلالوت الركض عند تلقى خبر القيامة ؟ ..
نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس فى مقاله "وكان الاثنان يركضان معا" حدثنا عن مدلالوت الركض عند تلقى خبر القيامة أولا : يدل الركض على الفرح الشديد الممزوج بالحب ، وهذا هو جوهر الكرازة فى المسيحية ، نذكر فى قصة الابن الضال كيف كان رد فعل الأب لقيامة ابنه من موت الخطية "وإذا كان لم يزل بعيدا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله" فالنفوس التى ترجع وتتوب لها فرح عظيم ، ثانيا : يدل الركض على سرعة انتشار خبر القيامة على يد مبشرين غيورين لا يعرفون الكسل ، وهو ما يعلمنا كيف نحمل بشرى القيامة المفرحة للجميع بكل غيرة .
ثالثا: يدل الركض على السعى الجاد والجهاد الشاق ، إذ توجد رابطة وثيقة بين القيامة والجهاد ، يقول معلمنا بولس الرسول "..ألستم تعلمون أن الذين يركضون فى الميدان جميعهم يركضون ولكن واحدا يأخذ العجالة ، هكذا اركضوا لكى تنالوا.." ، فخبر القيامة ليس مجرد خبر مبهج يحرك المشاعر والانفعالات البشرية ، بل هو يضع على عاتقنا مسئولية الجدية فى الجهاد الشخصى حتى تصير هذه القيامة مفعلة فى حياتنا .
علمنا يا رب ، نركض بفرح منتظرين الخلاص وهذا الركوض يصحبه الجدية والجهاد الروحى المستمر والعمل على جذب النفوس التائهة لكى تعود إليك ، ويصحبه أيضا الفرح الممزوج بالحب والاشتياق للحياة الأبدية..