الأقباط متحدون | في رثاء أبناء الشهداء
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٤ | الخميس ١٦ يونيو ٢٠١١ | ٩ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

في رثاء أبناء الشهداء

الخميس ١٦ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : بيتر مريس
( رسالة إلي قادة الكنيسة )

أعروس الفادى القبطية وضياء بلادي المصرية
بمحبة قلبـــــــي النارية أهواك يـــــا أرثوذكسية

حينما أرتل هذه الترتيلة الشجية , يضيق نفسي و لا أستطيع تكملتها و تغرق عينيا في بحر دموعي .

سؤال أساله لنفسي باستمرار ,,,,
ما هو حال أبناء الشهداء في القرن الحادي و العشرين ؟

و دائما تصيبني الإجابة بصداع لا أجد له علاج إلا محاولة النسيان !!! . نسيان حالتي و حالة كثير من جيلي نشأنا و تربينا و اعتقدنا أننا امتداد حي حقيقي لفكر آبائنا العظام , عظام ليس فقط في تعليمهم و لكن أيضا في تقواهم و اكرر في تقواهم أيضا .

استقامة الفكر و التقوى هما وجهان لعملة واحده. لا غني عن احديهما , إن أردت الحصول علي الأخرى , كما يقول معلمنا القديس بولس الرسول في رسالته الأولي إلي تلميذه التقي تيموثاؤس " إن كان احد يعلّم تعليما آخر ولا يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح الصحيحة والتعليم الذي هو حسب التقوى فقد تصلف وهو لا يفهم شيئا " (1 تي 6: 3)

هل تتذكرون معي تلك العبارة التي تقال عن قديسينا في السنكسار ؟ " كان إنسانا تقيا " . نعم كان إنسانا تقيا , زاهدا , ناسكا , ....... و مملوءا من الروح القدس . هكذا تقول الكنيسة عن آبائنا العظام أمثال اثناسيوس و كيرلس و مكاريوس و انطونيوس ( أبو الرهبان ).

نعم هي تلك التقوى , التي هي تجارة عظيمة ( 1تي 6: 6) . و التي من يعيشون بها يضطهدون ( 2تي 3: 12 ) و التي هي نافعة لكل شيء ( 1تي 4: 8 ) و التي من اجلها نصلي أن يحفظ الرب ملوكنا و كل من هم في منصب ( 1تي 2: 2 ) . و هي نفس التقوى التي وصف بها سر التجسد " و بالإجماع عظيم هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد " (1تي 3: 16)

و هي أيضا تلك التقوى التي قال معلمنا القديس بولس الرسول عن منكري قوتها أن " لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوّتها. فاعرض عن هؤلاء " (2تي 3: 5).

مرة أخري أقول , فساد التعليم يعني و يؤكد عدم وجود تقوي لدي المعلمين . و العكس صحيح أيضا فعدم وجود التقوى لدي المعلمين يعني و يؤكد أيضا بما لا يدع مجالا للشك فساد تعليمهم . بالطبع أنا لا أتكلم هنا عن شاب يتصرف تصرفا مشينا , أو مراهقا لا يستطيع ضبط انفعالاته أو غرائزه , أو موظفا لا يمنع يده من اخذ رشوة لتمرير أمر يخالف قواعد عمله , بل أتكلم عن تلك الفئة المسئولة عن التعليم في الكنيسة !

انظر حولي فأجد انحرافات من كل لون , و لا داعي هنا لتعدادها أو تذكير قادتنا و معلمينا بها , فهم ادري بها منا . وسط خضم هذه الانحرافات , كيف نشم رائحة التعليم السليم ؟!!! فقد اختلطت رائحة التعليم الغير سليم بروائح كريهة اخري ..

أنا لا أدين أحدا فأرثوذكسيتي تجعلني أصون كرامة المخطئ لا أن افضح أفعاله المشينة . فلست بقاض أو جلاد و مازلت أؤمن أن باب التوبة مفتوح علي مصراعيه و ما زالت يدا يسوع المصلوب ممدودة علي عود الصليب فاتحا حضنه لكل عائد إلي حضن أبيه , تائب نادم علي خطاياه .

أوجهه كلامي هذا إلي المعلمين في جيلنا الحاضر طالبا إياهم بالتزام التقوى كوسيلة فعالة و مضمونة للوصول للتعليم السليم الذي هو لا غني عنه في هذه الأيام وسط أمواج الانحرافات البعيدة كل البعد عن تعيلم كنيستنا و آبائها العظام . أقول لهؤلاء المعلمين " التاريخ لا يرحم " و أرجو لهم ومنهم أن يتركوا لنا ذكري عطرة كما قال الكتاب عن داود " ومات بشيبة صالحة وقد شبع أياما وغنى وكرامة. وملك سليمان ابنه مكانه." (1اخ 29: 28)

كما أوجه كلامي هذا إلي الشعب المسكين و إلي نفسي أولا . لنا ميراث لا يقدر بثمن , و ثروة يصعب حصرها مما سطرته أقلام آباؤنا العظام ليس بحبر رخيص , بل بدم ذكي نفيس . لا تفرطوا يا إخوتي في ميراثكم , بل انفضوا عنه أكوام التراب التي انهالت عليه . أعيدوا إحياء آبائنا في كلماتهم التي تركوها لنا " كي لا نكون فيما بعد أطفالا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال . " (أف 4: 14)




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :