الأقباط متحدون - المفتي: لا إجبار على دخول الإسلام ومن حق الدول شرعًا رد اعتداء الإرهابيين بكافة الوسائل
  • ٠٠:٠٩
  • السبت , ٢٦ مايو ٢٠١٨
English version

المفتي: لا إجبار على دخول الإسلام ومن حق الدول شرعًا رد اعتداء الإرهابيين بكافة الوسائل

أماني موسى

برامج دينية

٠٢: ١٢ م +02:00 EET

السبت ٢٦ مايو ٢٠١٨

 فضيلة مفتي الديار المصرية د. شوقي علام
فضيلة مفتي الديار المصرية د. شوقي علام

- من يعتدي على المال والعرض والدم هو من يستحق المقاتلة وما عدا ذلك فهو في حالة سلام.
- من حق الدول شرعًا دفع اعتداءات الإرهابيين عليها ومواجهتهم بكل الوسائل الفكرية والأمنية.
- لم يكن فعل المجموعات الإرهابية دفاعًا بل إجرام ينبغي أن يُجتث.
- الأصل هو السلام والتعايش وأن يُترك الناس وما يدينون ولا إجبار على دخول الإسلام

كتبت – أماني موسى

استكمل فضيلة مفتي الديار المصرية د. شوقي علام، تفكيكه للفكر المتطرف، وتوضيح النصوص الشرعية، قائلاً: "إن هؤلاء الإرهابيِّين انطلقوا من قاعدة الحاكمية التي فهموها خطأً من بعض الآيات القرآنية، كقوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ} و {فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، فكان من لوازم الحاكمية عندهم إطلاق القول بتكفير الأمة والتأسيس للخروج بالسلاح على بَرِّها وفاجرها، فأصبحوا لا يقبلون التعايش ولا يؤمنون بالحوار.

جاء ذلك في الحوار اليومي الرمضاني في برنامج "مع المفتي" المُذاع على "قناة الناس" الذي يقدِّمه الإعلامي شريف فؤاد، مؤكدًا على أن هذه المجموعات الإرهابية انطلقت تعيث في الأرض فسادًا، من خلال فهمهم السقيم لحديث "أُمرت أن أقاتل الناس" بحيث لا تعصم الدماء، بل يظل الأمر بالقتال في نظر هؤلاء مستمرًّا.

وأوضح فضيلته الفرق بين "أمرت أن أقتل" وبين "أمرت أن أقاتل"، قائلًا: "أقتل هو الأمر بالقتل، أما أقاتل فهو من المقاتلة الحاصلة بين طرفين، فالذي يبدأ منهما هو قاتل والثاني هو المقاتل وهو الذي يدفع عن نفسه الاعتداء، فالحديث يشير إلى دفع الاعتداء لا إلى الاعتداء بداية، وهذا الفرق ملموس في استعمالات الناس كأمر المحكمة لمنفذ حكم الإعدام بقتل فلان وليس قتال أو مقاتلة فلان، وكذلك الفرق بين القتل والمقاتلة معروف في استعمالات الجيش المصري بوصف الجندي بأنه مقاتل وليس قاتلًا؛ أي إنه يدفع كل اعتداء على وطنه وحدوده.

وأكد فضيلته مرة أخرى على ضرورة الرجوع إلى قواعد اللغة العربية وإلى السياق لمعرفة ما المقصود بالناس الواردة في الحديث، فقال: نجد أن "الـــ" للعهد يعني لأناس مخصوصين ومعهودين وهم الذين ناصبوا النبي العداءَ، وليست لكل الناس وأل هنا لا تفيد العموم أو الاستغراق ولا تفيد الجنس بل تفيد العهد.
ونبَّه مفتي الجمهورية على أن الذي يعتدي على المال والعرض والدم هو مَن يستحق المقاتلة، وما عدا ذلك فهو في حالة سلام، حيث إن الأصل هو التعايش والسلام وأن يترك الناس وما يدينون، ولا إجبار على دخول الإسلام.

واختتم فضيلة المفتي حواره بقوله: "من حق الدول دفع الاعتداء عليها من هؤلاء الإرهابيين، ومحاربتهم ومكافحتهم بكل الوسائل الفكرية والأمنية؛ لأن هذه المجموعات الإرهابية افتأتت على حق الدولة واختصاصها في هذا الأمر، ومنحوا هذا الحق لأنفسهم زورًا وبهتانًا، ولم يكن فعلهم دفاعًا بل إجرام يجب أن يُجتث".