قصة جندي أصيب بدفعة رشاش في حرب أكتوبر: ظل 200 يوم بالصحراء ولم يخضع لأي تدخل جراحي
أخبار مصرية | المصري اليوم
السبت ٢٦ مايو ٢٠١٨
في الثانية من ظهر يوم الـ6 من أكتوبر بدأت القوات المصرية في شن هجومها على الضفة الشرقية لقناة السويس، وهي المرة الأولى التي عبر فيها المصريون إلى تلك الجهة بعد 6 أعوام من النكسة.
وبعد الضربات المباغتة التي شنتها القوات المصرية بدأت عمليات وقف الإمدادات الإسرائيلية، ومنع إقلاع أو هبوط أي طائرة للعدو بمطار أبورديس في عمق سيناء.
ولتنفيذ ما سبق تم تأسيس نقطة استطلاع متقدمة في سيناء، وكانت بقيادة اللوائين مجدي شحاتة وعبدالحميد خليفة ومكونة من 9 أفراد، وخاضوا معارك دامت لـ6 أيام.
ومع إنهائهم لمهامهم بنجاح فوجئوا بمواجهتهم لأحد أكمنة العدو، حينها تعرض 5 منهم للأسر، أما البقية فبدأوا في الانسحاب إلى أن أصيب الجندي عبدالرؤوف جمعة عمران بدفعة رشاش كاملة في فخذه وظهره، حسب روايته في برنامج «صباح الخير يا مصر».
حينها حاول زملاؤه أن يحملوا «عمران» نظرًا لإصابته الشديدة، لكنه رفض لاعتقاده بأن الموت بات قريبًا، وبدأ في السير على أقدامه 4 ساعات كاملة وهو ينزف الدماء دون مداواة.
بعد 3 أسابيع من غياب «عمران» أدرجه قادة القوات المسلحة المصرية ضمن عداد المفقودين في معركة العبور، رغم أنه كان يتقافز فوق كل شبر من أراضي سيناء بمنتهى البطولة، حسب المنشور بصفحة «ضباط من أجل الثورة» على «فيسبوك».
أثناء رحلة «عمران» في صحراء سيناء كان يمده بالطعام والشراب أحد البدو كل 3 أيام، طيلة 200 يوم، وخلال تلك الفترة غيرت أشعة الشمس لون بشرته وشعثت خصلات شعره وتمزق حذائه العسكري.
وبعد طول انتظار وصل «عمران» في أواخر شهر أبريل 1974، بعد مرور 7 أشهر على إنزاله وإصاباته القاتلة، حينها وقف أمامه المشير أحمد إسماعيل مؤديًا له التحية العسكرية لبطولته الكبيرة، وكان الجندي حينها ماثلًا أمامه بتراب المعركة دون أن يغير حتى حذائه، حتى أنه شُفي من جروحه دون أي تدخل جراحي.
وحسب المذكور بالصفحة لم يتم تكريم «عمران» ولم يتم ذكره في بانوراما أكتوبر، وعمل فراشًا في مدرسة بسوهاج.