الأقباط متحدون - عدت سنة واتنين
  • ١٣:٥٩
  • الأحد , ٢٧ مايو ٢٠١٨
English version

عدت سنة واتنين

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٨: ١٢ م +02:00 EET

الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٨

 حادث إرهابى دير الأنبا صموئيل المعترف
حادث إرهابى دير الأنبا صموئيل المعترف

 د. مينا ملاك عازر

 
إن كان قد  مر منذ أيام قلائل سنة على ذكرى استشهاد مسيحيون متجهون في رحلة لدير الأنبا صامويل حينها ارتوت أرض المدق بدماء طاهرة وطنية محبة لإلهها، فقد مر عامين على تعرية جسد مصرية مسيحية بسبب دينها ولم تزل القضية بين أروقة المحاكم.
 
إن كانت الدولة المصرية قد اقتصت لشهداء المسيحية في مدق دير الأنبا صامويل فلم يقتص القضاء للسيدة التي تم تعريتها، هذا لا ينتقص من القضاء ولا يدينه لكن يدين القانون الذي يحتكم له في هذه الأمور، ويدين الشرطة التي قدمت القضية بشكل يسمح لتداولهاطيلة هذه الفترة المملة والمحزنة، ويدين النيابة التي أحالت أوراق القضية للمحكمة دون إحكامها لتكون سهلة، ويدين الدولة التي لم تحيل قضية كهذه لها بعد طائفي مؤسف ومخزي للقضاء العسكري بتهمة الخيانة العظمى وتكدير السلم العام.
 
عدت سنة على احتفال السماء بوصول أرواح بريئة لباريها، وعدت سنتين على حزنالسماء لإحساسها بظلم السيدة العظيمة سيدة المنيا المحترمة التي أهانها كارهي الوطن ومحبي الشقاق والاختلاف والصراعات، ومبغضي الآخر أياً من كان.
 
تمر السنين، وإن كان البشر ينسون فالله لا ينسى صرخات المظلوم والمكلوم والمرأة الثكلى وابن اليتيم والزوجة  المترملة وزوج  الأرملة، هنا فقط في مصر يبقى القضاء صامت وينتظر الله الفرصة للقصاص، والجيش يقتص على الفور فيرتاح الشهداء وأهلهم، ويندى جبين المظلومين والمقهورين بسبب قلة حيلة القانون وضعف قدرة القضاء على الإتيان بالحق للمظلوم لتواطؤ الشرطة التي تربى رجالها على كلمات الداعية الأخواني ومن شابهه مصطفى حسني في أكاديميةالشرطة وتسألون بعدها لماذا الشرطة لا يحتكم لها ولا يؤمن جانبها.
 
وبرغم دم الشهداء وعار المتعريينوغضب  تاركي منازلهم والمهجرين من قراهم والمحرومين من كنائسهم أو من كنائس جوار بيوتهم لحكم السلفيين عليهم وبرضا الشرطة والدولة على هذا الحكم برغم هذا كله تبقى مصر اجملالدول وأحلاها في عيوننا وقلوبنا ويبقى الوطن رغم مرارته ذو حلاوة على ألسنة من يحترمونه ويقرونه ويهابونه ويصونوه.
 
عدت سنة واتنين على جرح الوطن الذي جراحه كثيرة، ودمائه غزيرة دماء تشهد على محبة المسيحيين وكره الكافرون بالوطن، عدت سنة واتنين على رحيل الرجولة من قلوب ذكور استخدموا قوتهم ليغتالوا الوطنية، فبقت الوطنية وغطت جسم عاري لست عجوز، هنا وهنا فقط تعرت مصر لتغطي بنت من بناتها ولتكشف عن بغضة كبيرة في  قلوب الآخرين، وسالت الدماء لتسطر تاريخ مفتوح بلا نهاية للأسف من محبة المسيحيين لدينهم ووطنهم والحياة الأفضلمع المسيح.
المختصر المفيد مصر فوق الجميع.