زيارة النعمة
أوليفر
الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٨
Oliverكتبها
- للرب تدابيره العجيبة,هو صانع الوقت و الأحداث و ضابط الكل.السيد الذى وضع عينيه تجاهنا ليخدمنا نحن الهباء.يعتني بالكل بكثرة مراحمه كمحب للبشر.يقف مقابلنا هذا الجبار المهوب و يستأذن لنسمح له بالدخول إلى حياتنا و لا يقتحمنا و ما نحن إلا غبار و بخار. يدخل مبتهجاً لمن يفتح باب حياته و يرحب بتدخلات الرب العجيبة, بل و يزيد حبه أكثر جداً حين يفتقدنا بزيارات غير متوقعة لم نطلبها لكننا نحتاجها بشدة ,يستجيب لإحتياجنا الصامت و يأتينا في زيارة روحية دسمة يسميها القديسون زيارة نعمة.
- زيارة النعمة هي عمل من أعمال الروح القدس سواء للمؤمنين كما زيارة الرب لإبينا إبراهيم و أمنا سارة و كذلك زكريا الكاهن و أليصابات القديسة أو حتي غير المؤمنين مثلما حدث مع شاول الطرسوسى,هي نشاط غير عادى للروح القدس يجلب للإنسان حياة أبدية لو إغتنم الفرصة.هي نفخة جديدة تعط إنتعاشة حتي لمن قد هلك كما مع شاول الملك و آخاب الملك.هي مخاطبة مباشرة بين الروح و الكيان الداخلي للإنسان لا يملك أن ينكرها بل يتفاعل معها مستجيباً للغرض من زيارة النعمة دون أن يحتاج أن يرشده أحد.فالروح يرشده.زيارة النعمة هي قنص إلهي لنفس يرغب الله أن تربح سكني الملكوت معه لو تجاوبت. زيارات النعمة هي عمل إستثنائى فوق عمل الروح القدس الساكن فينا.لكي نؤمن أن قدرات الله الذى فينا أكثر مما نسأل أو نفهم.زيارات تهدف خلاصنا و ليكون لنا أفضل وهي أحد الطرق التي يؤكد بها الرب له المجد أنه يريد أن الجميع يخلصون و إلي معرفة الحق يقبلون فيجول و سيظل يجول في زيارات نعمة لا حصر لها و يصنع خيراً.
- لزيارات النعمة صور لا نهائية تعلمناها من الكتاب المقدس و سير القديسين و معاملات الرب للكنيسة عبر التاريخ. قد تأتي زيارة النعمة كرؤية كما حدث مع يوحنا الحبيب.أو بولس الرسول أو بطرس الرسول هذه الرؤي غيرت العالم كله و لم تكتف بالتأثير في الثلاثة القديسين.في الأولي علمتنا سفر النبوة سفر الرؤيا.و في الثانية دخل الأمم في الإيمان و في الثالثة صار رجل كارز لمعظم بلاد العالم القديم..قد تأتي زيارة النعمة من صوت صديق روحي كما كان ناثان البار لداود النبي و جلبت معها مشاعر توبة لجد المسيح أو روحين من إيليا النبى لإليشع تلميذه فأكمل قيادة الشعب بقوة عظيمة و كان إناء لله عشرات السنوات يتكلم به و يقود.قد تكون زيارة النعمة حديث مباشر من الله كما كلم يونان النبي و كذلك حديثه للسامرية و جعلهما كارزين مؤثرين لبلاد كبيرة و عنيدة.و قد تكون مجرد كلمة عابرة كما في حياة أنبا أنطونيوس الذى دخل إلي البرية الجوانية بإرشاد صوت الله بكلمة عابرة من إمرأة و تأسست الرهبنة في البرية بهذه الزيارة .و مثلها
فعلت إمرأة أخري بمار إفرام السرياني و تأسست شخصية ما إفرام فصار قيثارة الروح القدس.العجيب أن زيارة النعمة قد تكون ضيقة غير معروف أسبابها ,حالة ظلم مثل سجب يوسف الصديق أو حالة إضطهاد مثل عصر دقلديانوس في القديم الذى أفرز قديسين و شهداء نعيش علي شفاعتهم و معونتهم و نتعلم منهم حتي اليوم و كذلك الإضطهاد الحاصل اليوم في الشرق الأوسط بطرق إجرامية أو تكتيكات سياسية عنصرية أو قوانين مقيدة مكبلة أو حالة إختطاف فتاة تجعل كل الشعب منسحق لأجلها منتبه لبناته يعود للخدمة بروح نارية و ليس كالسابق. قد تكون زيارة النعمة معجزة تقود النفس و مَن حولها إلي تغيير كامل في علاقتهم بالله كما حدث مع المولود أعمي و مع إقامة لعازر التي بسبب المعجزة آمن كثيرون و كذلك معجزة نقل المقطم كانت زيارة نعمة كشفت عن قديس مجهول هو سمعان الخراز.قد تكون زيارة النعمة تبكيت مفاجئ و دموع توبة ليست من طبيعة الإنسان كما حدث مع بطرس الرسول بعدما أنكر و هو الرجل الحماسي الذى لم نسمع عنه باكيا أبداً إلا مرة واحدة.قد تكون حالة فرح تطغى علي النفس تقود للتسبيح و التهليل كما حدث مع مريم النبية و هي لم تكن نبية قبل هذه الزيارة من النعمة لكنها فرحت و تنبأت و قالت نشيد الخيل و ركاب الخيل طرحهما في البحر الأحمر النشيد الذى صار تسبحة للكنيسة حتي اليوم بل في الأبدية نشيد شبيه به سماه الكتاب ترنيمة موسى.على أنه للحقيقة كانت ولادة العذراء مريم هي زيارة نعمة للبشرية إذ جاء معها ملء الزمان و خلصنا مولودها القدوس يسوع.وجود أناس أبرار حولنا هو زيارة نعمة طويلة أو قصيرة الأجل.
- متي أتت زيارة النعمة أسرع للشكر.لا شيء يقود للتسبيح بعمل الثالوث مثل زيارة النعمة.حين تجد عينيك منفتحتين علي معان عميقة في نفس الصلاة التي تكررها كل يوم لا تغادر المعاني .قف قدام الكلمة فهذه زيارة لك.أشكر و تأمل عمق ما إنكشف قصادك.كما فعل الخصى إذ إنكشفت المعاني قدامه بزيارة نعمة بواسطة فيلبس الرسول.إذا رأيت الكتاب المقدس شهوة تغلبك لا تبارحه.قف مقابله و دع روحك تقرأ أو دع روح الله يقرأ له وحيه و هذا هو الأعظم.ستفهم ما لم يأت بخاطرك.و تتعجب كيف إختفت المعاني طيلة هذه السنوات.تغذى تغذى فهذا الدسم لك.لا تترك هذه المائدة.كل منها حتي التخمة و خذ لأسرتك و اصدقاءك.
-جميل أنت يا رب العطايا.أحلي ما سكبته فينا يسكب فينا أحلي ما فينا.روحك الذى سكبته يكشف أحلي أعمالك .يفسر لنا أسرارك.يمنحنا دموع و أفراح و نحن متعزين في الحالتين و شاكرين.يباركنا و كنا نحسب أنفسنا أننا سنجوع في موضع قفر و ليس هناك سوي خمس خبزات لا يشبعون إنسانا واحداً.حلو أنت يا رب بكل الطرق.كل تدابيرك عجيبة.تأخذنا إليك و نحن علي الأرض بعد.تصنع من أجسادنا آلات مقدسة و من أرواحنا أراوحاً كالملائكة مع أننا لسنا سوى حفنة تراب فما أعجبك.