الأقباط متحدون - أنــــا مصـــــــــــري أصيـــــــــــل !
  • ٠٤:٣٦
  • الثلاثاء , ٢٩ مايو ٢٠١٨
English version

أنــــا مصـــــــــــري أصيـــــــــــل !

نبيل المقدس

مساحة رأي

٣٦: ٠٧ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
  نبيل المقدس  
     سوف استبعد تاريخ مصر ما قبل عصور الفراعنة بالرغم أنه من اهم العصور خدمت العالم .. في وضع تنظيم الحكم ورُتب وعمل الأشخاص الذين يديرون التخصصات مثل الطب والهندسة وعلوم الزراعة والري وتسيير المراكب وصيد الأسماك , والأمن الداخلي والخارجي .. كل نوع تخصص كان له رئيس متخصص في هذا العمل .. والذي نسميه الأن وزيرا له وزارة يعمل فيها وبها . ولا ننسي ان مصر القديمة هي اول من وضعت قوانين الأحكام , وتدرج العاملين بها من أول قاضي القضاة حتي وكيل النيابة والمحامي. 
 
 يرجع تاريخ مصر إلى نحو عام 3100 ق.م، حين شهدت مصر ميلاد إحدى أقدم الحضارات في تاريخ البشرية وكانت نشأتها على ضفاف نهر النيل، واستمرت لأكثر من ألفي عام. وهي تُعَدُّ بذلك من أطول الحضارات البشرية عمرًا وأكثرها امتدادًا عبر تواصل وإلتحام  أهل مصر القديمة مع بلادهم التي كانت تُسمي باسم كيميت، وتعني الأرض السوداء كناية عن وفرة الرواسب الطينية التي يلقيها النيل على جانبي مجراه وفي دلتاه خلال مواسم فيضانه، والتي أسهمت في خصوبة التربة وتجددها كل عام. وأضافت الحضارة المصرية القديمة الكثير إلى التراث الإنساني العالمي؛ فقد شهد وادي النيل إنشاء أول سلطة مركزية في التاريخ، وقد تحدثنا عنها من قبل  بالإضافة إلى معرفة الكتابة والمساهمة في ابتكار عديد من العلوم منها الحساب والهندسة والطب والفلك، ومعرفة التقويم، والتفكير في البعث بعد الموت والثواب والعقاب. وهو ما دفع ملوكهم إلى بناء المعابد والمقابر المذهلة ومنها الأهرامات، إلى جانب معرفة طرق تحنيط جثث الموتى والتي مازالت أسرارها غير معروفة حتى الآن. ومرت على مصر مراحل تاريخية متباينة بعد ذلك، خضعت خلالها لحكم الإغريق والفرس والرومان . 
 
        كنت لا استطيع أن اتعرض لمثل هذا المقال في اي عصر من عصور مرت علينا .. فكان النفي والسحل الجسدي أو النفسي هي الأحكام الصارمة لمجرد ذكر مثل هذه الحقائق .. فتح الله باب الحديث لنوعية مثل هذه المواضيع في عهد الرئيس السيسي و الذي نعيش فيه في حرية كاملة , وهذا ما يجعلني ان اقتنص هذه الفرصة التي ربما لا تتكرر في عهود ما بعده .. 
 
      تواكبت على مصر العديد من العصور والحقب التاريخية، مروراً بالفرس ثم قدوم الإسكندر الأكبر والذي تأسست بعده الدولة البطلمية، وبعدها غزاها الرومان وظلت تحت حكمهم 600 عام وفي هذه الفترة شهدت ظهور المسيحية في مصر، وبعدها جاء  الغزو الإسلامي والذي دعوه بالفتح الإسلامي فيما بعد وتحولت مصر إلى دولة إسلامية دينية حسب عدد من تم تحولهم إلي الإسلام عفويا او غير عفويا .. بالإضافة ان كل مَنْ حكمها بعد ذلك كان عربيا من بلاد الجزيرة العربية .. لكنها ظلت هي مصر .. جذورها مصرية ولا يستطيع أحد ان يقول غير هذه الحقيقية . حتي عندما تأسست في مصر العديد من الدول مثل: الدولة الطولونية ثم الإخشيدية ثم الفاطمية ثم الأيوبية ثم المماليك، وبعدها أصبحت تحت حكم العثمانيين حتى عام 1914 كانت ايضا مصرية ولم يُذكر لها مرة أنها عربية .. 
 
      قبل قيام ثورة يوليو 52 كان اسم مصر " سلطنة مصر " ثم تحول الإسم إلي  المملكة المصرية " والغريب ان من يوم اقامة جامعة الدول العربية حتي قبل قيام ثورة 52 لم يتغير اسمها بالرغم أنها من الأعضاء المؤسسين لجامعة الدول العربية ويوجد بها المقر الرئيسي لها، كذلك تعد من الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة حيث انضمت لها عام 1945. اثناء كل هذه المراحل لم يتم اطلاق او وصف ان مصر عربية .. إلا في عهد مابعد ثورة يوليو 52. 
   اشاهد في هذه الأيام اعلانا عن برنامج سوف ياتي تقريبا فيه حوارات عن هوية مصر عربية ام غير عربية بل مصرية فرعونية .
      لماذا لم اجد اي نوع من الحماس الوطني من هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يملأون صفحات الفيس بوك واوراق الصحف والجرائد .. لماذا اختفي اللك والعجن وخصوصا من مَنْ ملأوا صفحات الفيس بتنويهات مستترة او غير مستترة عن نوعية هوية مصر الحقيقية ؟؟ . اين اقباط مصر الذين تولوا هذا الموضوع من قبل ؟؟؟ هذا يظهر ان هذه الجماعات ما إلا مجموعات تحاول تهدم عصر السيسي .. لو تم التكتم ومنع الحديث عن هذا الموضوع .. كنا نجد حرائق تجلب الخراب . 
 
      كنت اتمني ان اجد ولو بوست واحد لكي اعرف فكر هؤلاء الذين يضادون النظام ... احب اقول لهم فكروا في مَنْ يأتي حاكما المرحلة القادمة . 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد