بعد رحيله.. من هو برنارد لويس المتهم بالتخطيط لتقسيم المنطقة؟
نعيم يوسف
الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٨
"لويس" باحث في دراسات الشرق الأوسط والإسلام.. وإدوارد سعيد رآه غير محايد
كتب - نعيم يوسف
اسم كثير التردد
سواء كنت باحثا، أم لا، وسواء كنت تهتم بحفظ أسماء الشخصيات المؤثرة أم لا، فإذا كنت تعيش في العالم العربي، وخاصة مصر، فقد سمعت اسم "برنارد لويس" يتردد على شاشات التلفزيون، وصفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية، كواحد من المشاركين والمؤسسين لنظرية مؤامرة تقسيم الشرق الأوسط.
من هو برنارد لويس؟
برنارد لويس، الذي توفى منذ أيام بعد أن قضى قرنا من الزمان وعامين على وجه الأرض، ولد من أسرة يهودية من الطبقة الوسطى في لندن، وأتقن العديد من اللغات، واهتم بدراسة التاريخ، وتخصص في الشرق الأدنى والأوسط، وتاريخ الإسلام، وانضم للجيش البريطاني، وشارك في الحرب العالمية الثانية.
أمريكي صهيوني
انتقل للولايات المتحدة الأمريكية حيث أصبح يعمل كأستاذ محاضر بجامعة برنستون وجامعة كورنل في السبعينات، ثم حصل على الجنسية الأمريكية سنة 1982 كما حاز على العديد من الجوائز من قبل مؤسسات تعليمية أمريكية لكتبه ومقالاته، ومن المعروف عليه أنه كان صهيونيًا.
باحث في التاريخ والإسلام
يعتبر "لويس" باحثا في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي الشرق أوسطي، ومعروف ببحوثه الشاملة في الأرشيف العثماني، وألف عدة كتب وله عدة مقالات صحفية "جريدة The New Yorker" حيث تتمحور أغلب كتاباته حول الإسلام والشرق الأوسط وكذا المجتمعات الإسلامية وعلاقاتها بالغرب وأيضا تم ترجمة أغلب مؤلفاته إلى 20 لغة منها العربية، الفارسية، التركية والأندونيسية.
الاستشراق.. والعنصرية
من أشهر المناهضين لأفكار ورؤى "لويس" السياسية، هو المفكر الفلسطيني إداورد سعيد، والذي اعتبر مجال الدراسات الاستشراقية كان ممارسات ثقافية ليست حيادية وزاد عليه أن اعتبرها ضرباً من ضروب العنصرية وأداةً للهيمنة الاستعمارية، مشككا في الحيادية العلمية إزاء العالم العربي لبعض وليس جميع الباحثين المختصين بمنطقة الشرق الأوسط وكان منهم لويس.
قربه لإدارة بوش
من الأشياء التي يستند لها بعض المحللين العرب كونه عدوا لهم، أنه كان ذا حظوة عند ادارة بوش الإبن خاصة نائب الرئيس ريتشارد تشيني ووزير الدفاع آنذاك دونالد روسفيلد وآخرين، وقال عنه إن صانعي السياسة والدبلوماسيين وأقرانه من الأكاديميين والإعلام الجديد يسعون يومياً إلى حكمته في هذا القرن الجديد.
لويس.. والعرب
رغم كونه "صهيونيا"، ويعتبره البعض بأنه عدوا للعرب من الدرجة الأولى، وأنه صهيوني متطرف، ومتورط في مؤامرات لتقسيم دول عربية، إلا أن البعض يرى أنه لا يوجد دليل أو سند على كونه متورطا في غزو العراق، ورغم انتماءاته الصهيونية المعروفة، يعد أحد أبرز منكري الإبادة الجماعية الأرمنية حيث تغير موقفا جذريا من الاعتراف بوقوع المجازر التي أودت بحياة أكثر من مليون ونصف إنسان على يد العثمانيين.
وفاته
توفي يوم السبت الماضي الموافق 19 مايو 2018م عن عمر ناهز 102 سنة في نيوجيرسي في الولايات المتحدة، ليعود اسمه لإثارة الجدل مرة أخرى، كونه باحثا بارزًا، أم عدو للعرب.