هنري كيسنجر.. تاريخ من المعارك الطاحنة

مازالت شخصية الرئيس الأمريكي الأسبق، هينري كيسنجر، تثير الجدل، ونشر موقع "إيلاف"، تقريرا عن كتاب  "هنري كيسنجر المثالي 1923-1968"، والذي يتناول سيرة وشخصية الرئيس الأمريكي هنري كيسنجر.

 

الكتاب يغطي حقبة مهمة تبدأ بولادة الدبلوماسي الأميركي الشهير في ألمانيا في عام 1923 وتنتهي في عام 1969 ويمكن تقسيمه إلى خمسة كتب أولها عن فترة الطفولة في ألمانيا خلال فترة ما بين الحربين العالميتين ثم الهجرة إلى الولايات المتحدة وبعدها العودة إلى ألمانيا من جديد بالبزة العسكرية الأميركية.

يشير الكتاب إلى هانز ألفريد كيسنجر المولود في مايو 1923 في ألمانيا، ولد منطقة بافاريا في أسرة يهودية هاجرت واستقرت في الولايات المتحدة في عام 1938، وهو شخص يقترح الكاتب النظر إليه بشكل إيجابي لكونه واحدًا من جيل كان في مرحلة المراهقة خلال سنوات الكساد العظيم، وشارك في الحرب العالمية الثانية، وتكونت شخصية كيسنجر بتجارب حياتية خاصة لأنه ولد يهوديًا في ألمانيا نازية، وكان جنديًا ذكيًا، وليس ضابطًا، وقد خاض معارك طاحنة في الجبهة الغربية بين منتصف 1944 وربيع 1945.

 

ويرى الكاتب أن كيسنجر ينتمي إلى فئة المهاجر من الطراز الأول، وأنه لا يعتبر مفكرًا أوروبيًا مهاجرًا، بل هو أميركي حتى العظام في ولاءاته وفي ثقافته وبنيته الفكرية وحتى في طريقة تفكيره في ما يتعلق بالشؤون الدولية والعسكرية، وعرف عن كيسنجر إيمانه بالواقعية في مجال السياسة، وهو من دعاة التوصل إلى حلول تقوم على التفاوض، ويعتقد بأن من واجب رجل الدولة اختيار أقل السبل سوءًا. 

 

ويرى الكاتب أن الاستراتيجي المخضرم تأثر فكريًا بكانت أكثر من تأثره بميترنش وبسمارك، وقد ركز في كتابه على مسار كيسنجر المهني، وتطرق إلى سبب اختيار رتشارد نكسون كيسنجر مستشارًا للأمن القومي، بينما كان الأخير يشرف على فريق بحث في جامعة هارفارد كان ينظر في مفهوم الرئاسة والسياسة الخارجية، ويعتقد بأن من حق الدولة أن تقود سياسة الولايات المتحدة الخارجية، لكن من الضروري أن يكون هناك مجلس أمن قومي يساعدها على ذلك.