الأقباط متحدون - انهيار تاريخي للليرة التركية أمام الدولار
  • ١٩:٢٥
  • الاربعاء , ٣٠ مايو ٢٠١٨
English version

انهيار تاريخي للليرة التركية أمام الدولار

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٧: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
شهدت الأيام القليلة الأخيرة انهيار تاريخي لليرة التركية ووصولها لأدنى مستوى لها مقابل الدولار الأمريكي، وقد غطت العديد من وسائل الإعلام العالمية ذلك الحدث، وإللي عايز يفهم طبيعة الأزمة الاقتصادية التركية باختصار وأسبابها يتابع هذه السطور.

أردوغان علشان عايز يعمل نمو اقتصادي اقترض خارجيا بكثافة، وباع القطاع العام كله تقريبا، وسمح للبنوك التركية بالاقتراض من الخارج لتمويل مشاريع محلية، السياسة دي أدخلت فلوس كثيرة لتركيا مئات المليارات من الدولارات في صورة قروض خارجية، وثمن بيع القطاع العام الفلوس دي دارت في البلد فعملت انتعاش اقتصادي لعدة سنوات، وحدث النمو إللي كانوا بيقولوا أنه نهضة وإللي كلنا كنا مبهورين بيه في وقت من الأوقات، واللي حاولت تتاجر بيه جماعة الإخوان والتي ينتمي لها أردوغان،  لكن في الحقيقة هو كان انتعاش اقتصادي مؤقت نتيجة دخول أموال بيع القطاع العام وأموال القروض إلى الاقتصاد التركي، الحكومة اقترضت من بره وصرفت على مشاريع بنية تحتية والبنوك اقترضت من بره بأسعار فائدة منخفضة وأعطت قروض لرجال أعمال وشركات، المشكلة أن بسبب الرواج ده الناس اتجهت للاستهلاك، والاستهلاك أصبح أكثر من الإنتاج والتصدير وأغلب الصناعات التركية والشركات العامة التركية اشتراها أجانب فأصبحت تحول أرباحها للخارج، ده أدى الى حدوث عجز في ميزان المدفوعات بأكثر من  47  مليار دولار سنوياً، يعني الفلوس إللي خارجة من تركيا كل سنة أكثر من إللي داخلة ب 47  مليار دولار فزاد الطلب على الدولار وبيع الليرة فانهار سعر الليرة ده سيتسبب في ان الحكومة والبنوك والشركات مش هتعرف تسدد لأنها بتحصل ايراداتها بالليرة لكن الديون عليها بالدولار فستجد نفسها مضطرة لأن تعلن إفلاسها وهي دي الأزمة حالياً.  تركيا عملت بالضبط زي واحد باع أملاكه واستلف من البنك وبقى يصرف كثير على أولاده ويشتري لهم حاجات كثيرة ويجدد البيت، فالناس تفتكر أن عنده انتعاش ونهضة لكن هو في الحقيقة باع ممتلكاته ومديون وبيصرف من فلوس بيع الأملاك وفلوس الديون، ووصل للحظة أنه مش عارف يسدد فسيضطر يعلن إفلاسه والدائنون يستولون على بيته ويعيش هو وعياله في فقر.

 باختصار ده إللي حصل في تركيا انتعاش كاذب مجرد فقاعة بسبب القروض وبيع القطاع العام وحالياً بيواجهوا الحقيقة المرة وحايفلسوا !!

واللي عملته تركيا بتعمله دول كتيرة بتستدين من الصندوق والبنك الدوليين وقروض من هنا وهناك وما بتعملشي مشاريع منتجة نهائياً بل بتبني بيوت وعواصم ومشاريع استهلاكية بناء وأكل وغيره، وفي يوم من الأيام مش حايلاقوا يدفعوا ديونهم ورد قيمة الودائع وربنا يستر على الدول دي.

المختصر المفيد من لا يتعظ من مصيبة عدوه فلا عظة له.