الأقباط متحدون | على الأقباط والعلمانيين والمثقفين الكف عن البكاء والشكوى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٥ | الجمعة ١٧ يونيو ٢٠١١ | ١٠ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

على الأقباط والعلمانيين والمثقفين الكف عن البكاء والشكوى

الجمعة ١٧ يونيو ٢٠١١ - ٠٢: ٠٤ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: صبحي فؤاد

أعرف مقدمًا أن كلمتي سوف توجع البعض من الأقباط والعلمانيين والمثقفين في مصر، ولكني وجدت أنه لابد أن أقولها وأمري لله، حتى لو انهال فوق رأسي طوب الأرض كله وحجارته أيضًا.
منذ سقوط حكم الرئيس السابق "حسني مبارك" رأينا الأخوان المسلمين في مصر يخرجون من معتقلاتهم وسجونهم ومخابئهم وأماكنهم السرية إلى العلن، بعد أن كانوا ممنوعين من ممارسة أي نشاط سياسي حتى قيام ثورة 25 يناير من هذا العام، لكي ينظموا صفوفهم، ويفرضوا أنفسهم على المجلس العسكري الذي في يده السلطة الحقيقة الآن، وليس كما يتصور البعض حكومة الدكتور عصام.

ومنذ قيام ثورة 25 يناير وحتى اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور، استطاعوا فرض توجهاتهم وأفكارهم ورغباتهم على أصحاب القرار الحاليين في مصر وكانت النتيجة إجراء استفتاء - عرفوا كيف يكسبوه بشوية زيت وسكر وقمح وعشرين جنيه - مهد الطريق لهم لتحقيق مكاسب هائلة في الانتخابات البرلمانية القادمة.

ورغم أن ملايين الأصوات التي تطالب المجلس العسكري الحاكم بكتابة دستور جديد أولًا قبل الذهاب إلى صناديق الانتخابات، إلا أن المجلس لم يعط آذانًا صاغية لهذه الأصوات، وقرر المضي قدمًا في عقد الانتخابات بعد شهور قليلة، وهو موقف يتفق مع أو يعكس رغبة الأخوان في عمل انتخابات برلمانية أولًا ثم الدستور.
وخلال هذا الأسبوع نجح الأخوان المسلمون في ضم عدد من الأحزاب الأخرى، في مقدمتهم حزب الوفد، وتكوين ائتلاف معهم من أجل ضمان حصولهم على أكبر عدد ممكن من المقاعد البرلمانية.

بالإضافة إلى تحركهم المكثف السريع داخل مصر، وجدناهم أيضًا يفرضون أنفسهم على الإدارة الأمريكية والأمريكان، من خلال المفاوضات السرية، ويقنعوهم بأنهم في حالة وصولهم إلى الحكم، لن يعلنوا الحرب على إسرائيل وأنهم سوف يحترمون حقوق الأقليات الدينية، ولن يضروا المصالح الأمريكية في مصر.. ولذلك وجدنا أكثر من مسئول أمريكي يصرحون علنًا أنهم لا يعارضون تولي الأخوان المسلمون حكم مصر، طالما احترموا حقوق الأقليات وحقوق الإنسان المصري، وضمنوا الحريات الدينية لجميع أبناء مصر.

من ناحية أخرى إذا نظرنا إلى الأقباط والعلمانيين والمثقفين المصريين، وحاولنا مقارنة ما قاموا به منذ قيام الثورة وحتى الآن، فلن نجد لهم إنجازات ضخمة أو أعمال كبيرة، تؤهلهم أو تضمن لهم المشاركة السياسية عبر البرلمان في بناء الوطن الجديد، باستثناء المواقف البطولية العظيمة لبعض الأقباط المصريين للدفاع عن حقوقهم الشرعية والإنسانية، وخروج الشباب القبطي بقوة خارج أسوار الكنائس للمشاركة في العمل السياسي، وطرح مطالبهم العادلة على أصحاب القرار نيابة عن 18 أو 20 مليون قبطيًا يعيشون على أرض مصر.

يؤسفنى أن أقول أنه باستثناء شباب الأقباط الشجعان، وعدد قليل من العلمانيين والمثقفين المصريين، الذين كتبوا بشجاعة في الصحف مطالبين بدولة عصرية مدنية، وقالوا آراءهم بلا خوف أو تردد في اللقاءات التي أجريت معهم على شاشات الفضائيات والتلفزيون، معربين عن خوفهم من تحول مصر إلى سودان أو صومال أو أفغانستان أو غزة أخرى، في حالة وصول الأخوان المسلمون إلى الحكم.. باستثناء هذه القلة الشجاعة التي ذكرتها، فإنني أرى غالبية المصريين تركوا الساحة شبه خالية إلى الأخوان يأسًا وليس حبًا فيهم، لكي يفرضوا إرداتهم ونفوذهم ووجودهم على أكثر من 80 مليون مصريًا بدون مسائلة أو محاسبة على الإطلاق.

لقد اكتفى معظم الأقباط والعلمانيين والمثقفين والمسلمين المعتدلين بندب حظهم ولطم خدوهم، والبكاء والشكوى المرة، رغم أنهم لو اتحدوا معًا ونظموا صفوفهم وشكلوا جميعًا جبهة وطنية واحدة، تضع الهوية المصرية والمصلحة الوطنية فوق الهوية الدينية والطائفية والتعصب، لما وجد الأخوان أو غيرهم من المتاجرين بالإسلام مكانًا سياسيًا لهم على أرض مصر، ولما كان هناك قلق مشروع وخوف على مستقبل مصر.

على أي حال إنني على ثقة مطلقة أن الوقت لم يعد متأخرًا أمام الأقباط والعلمانيين والمثقفين، وجميع المحبين لمصر من أجل توحيد جهودهم معًا قبل الانتخابات البرلمانية القادمة والرئاسية، للتصدي عبر صناديق الانتخابات لطموحات ومخططات الأخوان المسلمين في الوصول إلى الحكم، وإعادة مصر إلى الوراء 1500 عامًا.
أستراليا
sobhy@iprimus.com.au




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :