الأقباط متحدون | شريعتكم لكم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٢٩ | السبت ١٨ يونيو ٢٠١١ | ١١ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

شريعتكم لكم

السبت ١٨ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: زكريا رمزي
الشرائع السماوية هى دعائم قوية تدفع الانسان الى الأمام فى طريق الحياة . ولقد خلق الله ( تبارك اسمه ) الإنسان حر فى كل تصرفاته ، حتى أننا نجد من يكفر بوجود الله . من هنا يتضح أن لكل إنسان الحرية الكاملة والشخصية عن أفعاله الدينية ولا يحاسبه عليها إلا الله ، لأن الأفعال العقائدية لا يمكن ادراجها للقياس أى أننى لا يمكن أن أقدر كمية إيمان الفرد أو عدم إيمانه ، فمن هنا يتضح لنا أن الله أنزل الشرائع السماوية للفرد فقط وليس لأى شىء آخر هذا الفرد لا يفرضها على غيره فالأولى أن يطبقها على نفسه أولا . فمثلاً الشريعة المسيحية تقوم على المحبة والتسامح والعفو عن المذنب ، هنا نجد أنه لا يمكن أن نقيم قانون على هذه الأسس لأننا لا يمكن أن نأتى بالقاتل ونقول له أننا سامحناك هذه المرة إذهب ولا تفعل هذا مرة أخرى . فمثل هذه الشرائع والوصايا يطبقها الانسان فى تعامله مع الناس . فهنا لابد وأن يظهر القانون الذى يكون حدوده الشريعة الإلهية ولكنه ينظم حياة البشر كما تعودوا أن يعيشوا لأن القاعدة القانونية قاعدة ملزمة أى أننى ليس لدى الإختيار أن أسير عليها أو أرفضها ، لكن القاعدة الدينية من القواعد التى وضعها الله للإنسان وأعطاه الحرية فى تطبيقها على نفسه أو عدم تطبيقها والانسان فى هذا يخطىء ويصيب والثواب لدى الله فقط . ومن ينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر وإقامة الحدود فأقول لهم ، فلتجعلوا شريعتكم لكم فى داخل نفوسكم ، طبقوها على ذواتكم ولا تطبقوها على الأخرين لأن المجتمع لديه من القوانين التى تستطيع أن تردع الخارجين عليه , فمن يسرق ستقطع يده أى أنه لن يمد يده للسرقة مرة أخرى وهذا قطع يد عن السرقة فقط وليس عن الحياة ، قطع اليد هنا سيتم بالقانون الرادع الذى سيطبق على الجميع بدون استثناء . وفى هذا صلاح للمجتمع والقانون لا يعتبر كفرا بالله لأنه ينظم والله يحب النظام والدليل النظام الكونى البديع ، والقواعد القانونية تستطيع ضبط ايقاع المجتمع وتنظمه ، فمن يريدون تطبيق قوانين الشريعة الاسلامية إنما يفرضون على غيرهم ما لا يطبقونه على أنفسهم ، وإنظروا من حولنا وإحكموا بأنفسكم أنظروا على السودان والصومال والسعودية وإيران إنهم يطبقون أحكام الشرع على الناس فقط والفقراء منهم لكن عندما يصل الأمر اليهم يتغير كل شىء ، لنحتكم الى القانون المدنى الذى يرضى الجميع ومن يريد تطبيق شريعته السماوية فليطبقها عليه وعلى أهل بيته ، لكن أن يفرضها على الناس فرضا فهذه هى الديكتاتورية بكل أشكالها ، كيف وأنا مسيحى تطبق على أحكام شريعة أخرى غير شريعتى ، فالمسلم والمسيحى واليهودى واللادينى ما يجمعهما هو القانون , ككل بلاد العالم المتقدم التى يعيش فيها الاسلاميون فى منتهى الحرية ولم نسمع أنهم يريدون تطبيق الشريعة هناك أو أن هذه الدول أجبرتهم على تطبيق الشريعة المسيحية عليهم ، ولو خيرت هؤلاء على البقاء فى الدول العلمانية أو العودة الى الدول الإسلامية سيصرون على البقاء ، إنه تناقض غريب يدعنا الى البحث عن ما هو الدافع وراء الذين ينادون بمثل هذه الدعوات ، من رأيى أن الدافع هو أن الديمقراطية ستعطل أمثال هؤلاء من القيام بأدوارهم والتأثير على الناس بفكرة الدين ، فمن ثم سوف يخبو بريقهم وهم الذين يجاهدون ليكونوا أولى الأمر والا وصفوا كل شىء بالكفر والإلحاد ، فدائما يقوم هؤلاء بمحاربة فكرة فصل الدين عن السياسة حتى يضمنوا الصعود الى السياسة بسلم الدين ، فالحل الوحيد هنا هو قيام دولة القانون التى تساوى بين الناس وتجنب الدين جانبا فالسياسة والدين لا يجتمعا اطلاقا




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :