الأقباط متحدون - قصة جملة «أستك منه فيه» في مسرحية «هاللو شلبي»: عم عبده الغفير السبب
  • ٠٩:٤١
  • الاثنين , ٤ يونيو ٢٠١٨
English version

قصة جملة «أستك منه فيه» في مسرحية «هاللو شلبي»: عم عبده الغفير السبب

فن | القاهرة 30

٤٢: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ٤ يونيو ٢٠١٨

هاللو شلبي
هاللو شلبي

«روحت اشتريت جزمة كريب، وجوز شراب من الحلوين أم أستك منه فيه.. أنا لبست الشراب من هنا والبنات اتهبلت في البلد من هنا»، بهذه الجملة استطاع الفنان الراحل سعيد صالح إضحاك الحضور في العرض الأول لمسرحية «هاللو شلبي»، بعد ساعة كاملة لم يبتسم فيها أي منهم، حسب روايته.

في أغسطس 1969، كان العرض الأول للمسرحية، المشارك فيها النجوم عبدالمنعم مدبولي، وعبدالله فرغلي، ونظيم شعراوي، بجانب سعيد صالح، الذي قرأ تفاصيل شخصيته قبلها بأشهر وأبدى تحفظه على بعض النقاط.

بعد سنوات، أجرت الإعلامية نهال كمال حوارًا مع «سعيد»، ضمن حلقات برنامج «لسه فاكر»، المذاع آنذاك عبر التليفزيون المصري، وسألته عن كواليس «هاللو شلبي»، وما السر وراء جملة «أستك منه فيه»، ليشرع الفنان الراحل حكيه: «الرواية كان مكتوب فيها جملة بكرهها ومعرفلهاش بديل، بقول للممثلة اللي قدامي: (طردوني.. أصل عم الشيخ سالم طردني)، فا بتقول لي: (طردك ليه؟)، وبرد: (عشان بألِّف)، فا أنا مش مقتنع إن الشخصية تقول كده من الفلاحين».

يقول «سعيد» إن الجملة المدونة بالورق لم ترُق له وسعى إلى تغييرها، أمر تحقق له قبل العرض الأول بشهرين، حينما قضى أسبوعًا في قرية البراشية بمحافظة دمياط، هناك وجد غفيرًا يُدعى «عم عبده»، وتابع: «بقول له كلمني، قال لي أكلمك في إيه؟، قلت له عملت إيه العيد اللي فات ده روحت فين؟، قال لي روحت السوق، اشتريت جزمة كريب وجوز شربات حلوين من أم أستك منه فيه.. فا أنا ضحكت على الجملة ونسيتها».



مرت الأيام وبدأ العرض الأول للمسرحية، ساعة كاملة لم يضحك فيها الحضور، حسب رواية «سعيد»، ظرف زاد من توتره بشكل أكبر لمحاولة كسر الجو الثقيل، ليتذكر جملة «عم عبده» قبل ظهوره على الخشبة.

ببداية تمثيله سألته الفنانة ميرفت أمين، قبل أن تحل مكانها الراحلة مديحة كامل، كما هو منصوص: «طردوك ليه؟»، ليرد بجملة الغفير، وبعد أن أنهاها لم يدرك رد فعل الجمهور عليها: «أنا ما سمعتش الناس بتضحك، أنا ف الـ 10 دقايق الأولانيين من الرواية ببقى متوتر جدًا».



أوضح «سعيد» أن «ميرفت» لم تستطع فهم جملته في المرة الأولى، وطلبت منه تكرارها، نظرًا لأن والدتها أسكتلندية، وفق روايته، ليقول جملته مجددًا لتضحك أمامه، مردفًا: «لقيتها بتضحك، فا اختبرت في ذهني الجملة، فا اتمشيت في المسرح من الأول لآخره، ولقيت نفسي قعدت على المكتب، وروحت طالع على المكتب وحطيت رجل على رجل وطلعت الشراب»، ونوّه: «كان أول يوم في الرواية ومكنتش محضّر ده».

تميز «سعيد» بسرعة بديهة في تلك الأثناء، مشيرًا إلى أنه كوّن رؤية لشخصيته عقب أن قال جملة «أستك منه فيه»، ليفكر في ظرف ثوانٍ على أنه سيغزو القاهرة بجواربه، نظرًا لقدومه حديثًا من القرى الريفية، منهيًا حديثه: «وكانت النكتة.. وكانت الرواية».