في مثل هذا اليوم..ميلاد الاديب يوسف السباعى
سامح جميل
٣٢:
٠٩
ص +02:00 EET
الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٨
فى مثل هذااليوم 10 يونيو 1917 م..
سامح جميل
يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي (10 يونيو 1917 - 18 فبراير 1978)، أديب وعسكري ووزير مصري سابق، تولى السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها ونذكر من هذه المناصب: عمل كمدرس في الكلية الحربية، وفي عام 1952م عمل كمديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها: سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام 1959م، ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "أخر ساعة" في عام 1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.
يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي (10 يونيو 1917 - 18 فبراير 1978)، أديب وعسكري ووزير مصري سابق، تولى السباعي العديد من المناصب والتي تدرج بها حتى وصل لأعلاها ونذكر من هذه المناصب: عمل كمدرس في الكلية الحربية، وفي عام 1952م عمل كمديراً للمتحف الحربي، وتدرج في المناصب حتى وصل لرتبة عميد، وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية تقلد عدد من المناصب منها: سكرتير عام المحكمة العليا للفنون والسكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروأسيوية وذلك في عام 1959م، ثم عمل كرئيس تحرير مجلة "أخر ساعة" في عام 1965م، وعضوا في نادي القصة، ورئيساً لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، وفي عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.
صدر للسباعي العديد من الأعمال الرائعة والتي زخرت بها المكتبات الأدبية، كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم.
من الروايات نذكر نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له أخر، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، أثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، أثنتا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، مبكى العشاق، شارع الحب، اذكريني، ومن المسرحيات قدم أقوى من الزمن، أم رتيبة، ومن القصص نذكر بين أبو الريش وجنينة ناميش، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب وآخرون.
من قتل يوسف السباعى؟..
فى يوم الجمعة الـ17 من فبراير 1978، وصل يوسف السباعى وزير الثقافة المصرى آنذاك، إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، على رأس الوفد المصرى المشارك فى مؤتمر التضامن "الأفروآسيوى" السادس، وبصفته أمين عام منظمة التضامن الإفريقى الآسيوى، لكن السباعى لم يعلم ماذا تخبأ له الأقدار هناك.
متطرفان عربيان قتلا الأديب المصرى فى قبرص أثناء مشاركته فى مؤتمر التضامن «الأفرو آسيوى»
عملية الصاعقة المصرية فى مطار لارنكا من أجل تحرير الرهائن المختطفين من المؤتمر
فى صباح يوم السبت التالى، نزل يوسف السباعى من غرفته بفندق هيلتون، متوجهًا إلى قاعة المؤتمر بالطابق الأرضى، وكان المؤتمر قد بدأ بالفعل برئاسة الدكتور فاسوس ليساريدس، نائب سكرتير المنظمة، ورئيس الحزب الاشتراكى القبرصى، توقف السباعى فى تلك الأثناء أمام منفذ بيع الكتب والجرائد المجاور لقاعة المؤتمر، وحينها أطلقت عليه 3 رصاصات أصابته فى مقتل. فارق يوسف السباعى الحياة وسرعان ما تناقلت وكالات الأنباء الخبر ولكن ظل السؤال معلقا "مَن قتل يوسف السباعي؟ ولماذا؟".
فى 10 يونيو عام 1917، وتحديدًا فى منطقة الدرب الأحمر فى القاهرة، ولد يوسف السباعى، الذى التحق بالكلية الحربية فى نوفمبر عام 1935، وتم ترقيته إلى درجة الجاويش وهو فى السنة الثالثة، وبعد تخرجه من الحربية تم تعيينه فى سلاح السوارى، وأصبح قائدًا لفرقة من فرق الفروسية.
السباعى ضابطًا
بدأ السباعى منذ منتصف الأربعينات فى التركيز على الأدب، وليؤكد وجوده كقصاص، فقد نشر عددا من المجموعات القصصية، وأعقبها بكتابة عددا من الروايات، كان السباعى فى تلك الأثناء يجمع ما بين عالم الأدب والحياة العسكرية، حيث كان له الفضل فى إنشاء سلاح المدرعات، وقد بدأ السباعى مسيرته فى العمل العام، بإنشاء نادى القصة، ثم تولى مجلس إدارة ورئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف منها "روز اليوسف" و"آخر ساعة" و"دار الهلال" و"الأهرام"، وفى عام 1977 أصبح يوسف السباعى نقيبًا للصحفيين، كما تولى وزارة الثقافة المصرية.
السباعى أديبًا
سافر السادات إلى القدس فى نوفمبر عام 1977، مما جعل العديد من الدول العربية تقطع علاقاتها مع مصر، ورافق السباعى الرئيس السادات فى رحلته بصفته رئيسًا لتحرير جريدة الأهرام، وبعد حوالى 3 أشهر سافر السباعى إلى قبرص رغم كل التحذيرات ليقوم 2 من المتطرفين العرب باغتياله.
يقول محمد صبيح، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، "طلبنا وأنا كنت من المصرين أن يكون هذا الاجتماع إما فى موسكو أو فى برلين لأن هناك تتوفر حماية، ولم تستجب هذه الدول".
وقال حسن شاش، سفير مصر الأسبق فى قبرص، "أنا دهشت جدًا لأن قبرص فى ذلك الوقت، كانت جزيرة مخترقة من جميع أجهزة المخابرات، الموساد، والمخابرات الإنجليزية، وكان المرحوم يوسف السباعى قد زار إسرائيل مع الرئيس السادات".
السباعى فى مطار لارنكا
تلقت مصر نبأ اغتيال السباعى بصدمة بالغة، وثارت الأسئلة المبكرة عن هوية مرتكب الجريمة، وشرعت التكهنات تشير إلى تورط السلطات القبرصية وتواطئها من أجل أن ينجح المتطرفان فى تنفيذ جريمتهما، وخاصة فى ظل غياب الأمن اللازم لحماية المؤتمر.
ادعا قاتلا السباعى إنهما قد ارتكبا فعلهما لأنه ذهب إلى القدس برفقة الرئيس السادات، ولأنه بحسب رأيهما كانت له مواقف معادية للقضية الفلسطينية، وتناقضت الأنباء، إذ أعلن فى البداية أن القاتلين فلسطينيان، واتضح فيما بعد أن أحدهما فلسطينى والآخر عراقى، وما لبثت منظمة التحرير الفلسطينية أن نفت علاقاتها بالحادث، بينما أصرت الصحافة المصرية على اتهام المنظمة بتدبير الحادث.
عبدالقادر ياسين، كاتب ومؤرخ فى الشؤون الفلسطينية يقول، "تابعنا الأنباء واتضح أن هناك مؤتمرًا لصالح فلسطين يعقد فى دولة صديقة لفلسطين هى قبرص تنظمه منظمة صديقة لفلسطين هى منظمة التضامن الآفرو آسيوى يرأسها رجل صديق لفلسطين هو يوسف السباعى، وما كان لفلسطينيين أن يقتلوا هذا الرجل ووراءه كل هذا السجل الحافل".
ويضيف عبدالقادر، "كنت مديرًا للأمانة العامة للاتحاد الكاتب والصحافيين الفلسطينيين، وعمدت إلى إصدار بيان أدنت فيه الحادث بشدة، ولم يعترض أحد بل قوبل البيان بترحاب كبير من الساحة السياسية الفلسطينية".
الكاتب والمؤرخ صلاح عيسى يقول، "النظام أيضًا استغل اغتيال يوسف السباعى والتعاطف الشعبى، معه لأنه رجل برىء اغتيل دون ذنب، واستغل هذا لكى يكثف الهجوم على الفلسطينيين، وبالذات المتطرفين منهم فى الصحافة المصرية".
أعلنت منظمة أبو نضال مسؤولياتها عن الحادث، فأثيرت الأسئلة مرة أخرى عن هوية أبو نضال وهوية مَن يعمل لحسابهم.
أبو نضال
وُلد صبرى البنا، الشهير بأبى نضال، فى 16 مايو عام 1937، وانضم مبكرًا إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ثم عينه أبو إياد عام 1968 كممثل لمنظمة التحرير فى الخرطوم ثم فى العراق، وفى عام 1974 انشق صبرى البنا عن حركة فتح، وأسس ما عرف باسم حركة فتح المجلس الثورى، مما دفع ياسر عرفات إلى إصدار حكم بالإعدام ضده.
تنقل أبو نضال بين العراق وسوريا وليبيا وقضى آخر أيام حياته فى العراق ووجدت جثته بشقته فى بغداد فى صيف عام 2002 بها رصاصة فى الرأس، وقالت السلطات العراقية آنذاك إنه انتحر بينما أكد الكثيرون أنه تم التخلص منه بأيد مجهولة.
بعد اغتيال السباعى، أخذ القاتلان نحو 30 من أعضاء الوفود المشاركين فى مؤتمر التضامن كرهائن، واحتجزوهم فى كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية فى قتل الرهائن، ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوًا إلى خارج البلاد.
الكاتب والأديب إدوارد الخراط، أحد المتواجدين فى الحادث يقول، "ظهر رجل فى آخر القاعة يمسك مسدسًا وقال لى "تعالى يا أخى"، والمسدس موجه لى، ووجدت السباعى ممددا على الأرض، ومغطى بالجرائد فى نفس الممر، فمشيت طبعًا كالمغيب إلى عنده، وأدخلنى القاعة حيث وجدت فيها الكثير جدًا من مندوبين وأعضاء المؤتمر معتقلين، ووجدت آخر يمسك قنبلة بيده ويهدد بتفجيرها عند أى طارئ يحدث، وبالتالى أصبحنا فى الرهائن". ويضيف الخراط "طلبوا منا أن كل واحد يربط يد زميله بالكرافتة، وخرجنا بهذا الشكل من قاعة الطعام تحت تهديد المسدس والقنبلة إلى أتوبيس كانوا أحضروه لهم أو أعدّ لهم من السلطات القبرصية".
استجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية من طراز "DC8" وذلك من مطار لارنكا، أطلق القاتلان سراح معظم الرهائن بينما واصلوا احتجاز 11 رهينة من بينهم 4 رهائن مصريين، ثم أقلعت بهم الطائرة من قبرص لكن عدة دول رفضت أن تهبط بها طائرة الرهائن من بينها ليبيا وسوريا واليمن الجنوبية، وبعد هبوط اضطرارى فى جيبوتى تقرر عودة الطائرة إلى مطار لارنكا.
وهنا يقول إدوارد الخراط، "جلسنا فى الطائرة لنعرف ماذا يحدث، فقالوا "يا إخوان كل واحد يكتب اسمه ووظيفته"، فكتبت اسمى ولم أقل طبعًا، لا سكرتير عام مساعد ولا كاتب ولا روائى ولا أى شىء آخر، فقط قلت مترجم، وبشىء من تقدير الموقف شعرت أنه يحتاجون إلى مترجم دقيق، وبالفعل عندما جمعوا الأوراق، قالوا "فين الأخ المترجم تعال"، فبدأنا نتكلم مع الطيار ومع السلطات فى المطار إلى آخره".
ويكمل الخراط، "المهم أن الطائرة أقلعت متجهة فى البداية إلى طرابلس، فالمتوقع أن القذافى كان سيرحب بـ"النضال في سبيل فلسطين"، ولكن القذافى رفض النزول، فتوجهنا إلى دمشق، حيث رفضت سوريا النزول، وبعد دمشق قرروا التوجه إلى عدن، ولكنها بدورها رفضت نزول الطائرة، ثم أخذ وقود الطائرة فى النفاذ، وقال الطيار، سنضطر للهبوط اضطراريًا، ولكن عدن وضعت عوائق على مدارج المطار، لكى لا تستطيع الطائرة أن تهبط".
ويتابع الخراط، "نزلنا مطار جيبوتى وليس فى الطائرة إلا دقيقة واحدة من الوقود، ولو تأخرنا دقيقة كانت سقطت الطائرة، أنزلونا طبعًا فى آخر المطار، وتمت مفاوضات كثيرة وشاقة جدًا بيننا وبين مطار جيبوتى وبين لارنكا وبين قبرص وإلى آخره، وانتهى الأمر بعودة الطائرة إلى مطار لارنكا، لكن مرة ثانية بعد موافقة القبارصة ورئاسة الجمهورية القبرصية".
فى الـ19 من فبراير عام 1978، أقيمت المراسم الجنائزية لدفن يوسف السباعى، ولم يحضر الرئيس السادات الجنازة، لكنه أناب عنه نائب رئيس الجمهورية محمد حسنى مبارك، ووزير الدفاع عبدالغنى الجمسى، وقد شهدت مراسم الجنازة ردود أفعال شعبية ورسمية غاضبة.
لم يتأخر السادت فى الرد على جريمة اغتيال السباعى، فأرسل فى اليوم التالى طائرة تقل مجموعة من رجال الصاعقة إلى قبرص بغرض القبض على القاتلين وتحرير الرهائن المحتجزين على متن الطائرة القبرصية، وفى السادسة مساء طلب قائد الطائرة العسكرية المصرية رخصة للهبوط فى مطار لارنكا مدعيًا أنه على متن الطائرة وزيرًا مصريًا حضر خصيصًا للتفاوض مع القاتلين.
ويقول حسن شاش، سفير مصر الأسبق فى قبرص، "أخذت السيارة وذهبت إلى المطار، فوجدت كابريانو، الرئيس القبرصى، واقفًا فى برج المراقبة وحوله وزراء، ووصلتنى برقية من مصر، تفيد بأن وزير الإعلام أتى لكى يتفاوض فى موضوع الرهائن والمختطفين، فأبلغت رئيس الجمهورية كابريانو، فقال لى عندما تأتى الطائرة، خذ معك وزير لكى تستقبلوا الوزير المصرى، فوجدنا طائرة غريبة جدًا "C130" عسكرية أوقفوها فى آخر المطار.
هبط أحد جنود الصاعقة للاستطلاع وسرعان ما تأكد للقبارصة أن على متن الطائرة وحدة قوات خاصة مصرية مجهزة بالأسلحة فحذرت الحكومة القبرصية القوات المصرية من مهاجمة طائرة الرهائن.
وهنا يقول حسن شاش، "ذهبت مع الوزير القبرصى ودخلنا الطائرة، ووجدت شخصًا يرتدى زى الصاعقة، ونزل يركض ويقول لى "فين الملحق العسكرى؟"، قلت له "أنا السفير"، قال لى "بصراحة أنا جاى أعمل عملية فدائية لتخليص الرهائن من المختطفين".
ويضيف شاش، "كانت طائرة المتختطفين بعيدة عن الطائرة المصرية، فذهبت إلى الرئيس القبرصى، فوجدته منزعجًا جدًا وقابلنى بعاصفة، وقال لى "أنتم جايين تحتلوا قبرص. أنتم إيه يا مصريين. حد قال لكم أنتم تيجوا؟"، فقلت له "مصر جاية عشان خاطر تساعدك إنك تتخلص من المختطفين"، قال لى "أنا دولة محترمة. إزاي أنكم أنتم تعملوا كده؟" فقلت له "أنا أعطيك وعد شرف أن محدش هينزل من الطيارة إلا بإذنك وأن دول جايين تحت أمرك يخدموك ومش عايزين حاجة غير فك الرهائن وإيقاف المختطفين والقبض عليهم".
كان القبارصة قد توصلوا فى تلك الأثناء إلى اتفاق مع القاتلين على إطلاق سراح الرهائن مقابل الحصول على جوازات سفر قبرصية. ولكن ما لبث قائد قوات الصاعقة المصرية بإعطاء أوامره بالهجوم الشامل على الطائرة القبرصية، ومع بدء الهجوم المصرى، هاجمت قوات الحرس الوطنى القبرصى قوات الصاعقة المصرية، ودارت بينهم معركة استمرت قرابة 50 دقيقة وأسفرت عن تدمير الطائرة العسكرية المصرية، وقتل 15 من رجال الصاعقة المصريين وجرح على ما يزيد على 80 مصابًا من الطرفين، وتم القبض على من تبقى من قوات الصاعقة المصرية.
سيبروس كابرينو، رئيس جمهورية قبرص الأسبق قال فى رسالة له، "أود أن يصل ندائى إلى الرئيس السادات أو إلى حكام جميع الدول العربية ورؤساء جميع المنظمات العربية، لا تحولوا قبرص إلى ساحة للخلافات الدائرة بينكم، قبرص ليست المكان الخاص بهم ليحلوا خلافاتهم أيا كانت الطريقة، قبرص هى صديقة كل الدول العربية".
فى اليوم التالى لمعركة مطار لارنكا، طلب رئيس الوزراء ممدوح سالم، من الدكتور بطرس غالى وزير الدولة للشئون الخارجية آنذاك، أن يسافر إلى قبرص ليتفاوض مع السلطات القبرصية من أجل استعادة رجال الصاعقة المعتقلين هناك وأيضًا العودة بجثث الضحايا.
فى 20 فبراير عام 1978، وبعد أن تحركت الطائرة التى استقلها بطرس غالى ورجال الصاعقة المصريون بدقائق معدودة، أعلنت مصر قطع علاقاتها مع قبرص وسحب اعترافها بالرئيس القبرصى كابرينو، واستدعاء بعثتها الدبلوماسية من نيقوسيا كما طالبت الحكومة القبرصية بسحب بعثتها الدبلوماسية من القاهرة.
فى مطار القاهرة تم استقبال رجال الصاعقة استقبال الأبطال، وتم تكريمهم ومنحهم الأوسمة، وأقيمت جنازة شعبية لضحايا الحادث شارك فيها الرئيس السادات.
فى 9 مارس عام 1978، بدأت محاكمة قاتلى السباعى، زيد حسين على، وسمير محمد خضير، أمام المحكمة القبرصية، ورأس الجلسة المدعى العام القبرصى، وحضرها فريق من المراقبين المصريين رأسه النائب العام المصرى، عدلى حسين، وفى 4 من أبريل عام 1978، حكمت المحكمة القبرصية على قاتلى السباعى بعقوبة الإعدام، وبعد عدة أشهر أصدر الرئيس القبرصى سيبروس كابرينو، قرارًا رئاسيًا بتخفيف الحكم عليهما من الإعدام إلى السجن مدى الحياة وذلك لأسباب غير معروفة قيل إنها تتعلق بأمن قبرص.
وقتها أعلنت قبرص أنها تلقت تهديدات من منظمات إرهابية عربية قد تقوم بعمليات على أراضيها إذا لم تطلق سراح المتهمين بقتل السباعى، وترددت بعد ذلك أنباء تفيد بأن قاتلى السباعى قد رحلا من قبرص دون أن يتما الحكم الصادر بشأنيهما.
"ماذا سيكون تأثير الموت علي؟
وعلى الآخرين؟ لا شيء..
ستنشر الصحافة نبأ موتى
كخبر مثير ليس لأني مت
بل لأن موتي سيقترن
بحادثة مثيرة."..
يوسف السباعى..
من رواية طائر بين المحيطين 1971........................!!
الكلمات المتعلقة