الأسد استسلم لأمريكا
صحافة غربية | arabic.rt
٠٩:
٠٢
م +02:00 EET
الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٨
تحت العنوان أعلاه، كتب زاؤور كاراييف، في "سفوبودنايا بريسا"، حول مفاوضات بين وفد حكومي أرسله الرئيس بشار الأسد والسياسيين الأكراد، ومخاطر ذلك على نفوذ روسيا في الشرق الأوسط.
وجاء في المقال: من عدة أيام، أرسل الأسد وفداً رسمياً إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، مكلفا بالتفاوض مع السياسيين الأكراد.
وكان يمكن القول إن هذه العملية إيجابية، لولا أنها تهدد روسيا بخسائر فادحة في منطقة الشرق الأوسط. الحقيقة هي أن السلام المقترح في سوريا مبني على الشروط الأمريكية.
أي أن دمشق مدعوة لقبول جميع شروط الجانب الكردي، والذي في جميع مساعيه الدبلوماسية يعتمد بشكل كامل على الرعاة الأميركيين.
بالطبع، لا أحد ينوي الاعتراف بسيادة الكيان الكردي، ولا حتى الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن أحدا لم يلغ الحكم الذاتي، وعلى الأرجح، هذا ما تريد الولايات المتحدة تحقيقه على المدى القصير. ففي المستقبل، سيؤدي هذا بالضرورة إلى تنفيذ السيناريو العراقي. فالحكم الذاتي الكردي سيعلن عاجلاً أم آجلاً استقلالاً كاملاً وسيظهر رغبة في التوحد مع كردستان العراق.
سيشكل ذلك كارثة جيوسياسية عظيمة على المستوى الإقليمي، الأمر الذي سيجعل العملية العسكرية الروسية في سوريا بلا معنى. ما يناسب روسيا خيار مختلف تماماً، هو أن تبقى سوريا موحدة تحت قيادة الأسد أو سياسيين مؤيدين للأسد، والأكراد كأحد أكبر القوى في سوريا يحصلون على تمثيل حقيقي في السلطة وبذلك يمكنهم التأثير على الوضع في جميع البلاد وفي المناطق ذات الغالبية الكردية. لكن كل شيء يجري الآن في طريق آخر.
وفي الصدد، التقت "سفوبودنايا بريسا" الخبير الأسترالي ريتشارد فرانك، فبدا واثقا من أن أطرافا عدة تشارك في هذه المفاوضات. فالولايات المتحدة وحلفاؤها في الفترة الأخيرة يميلون إلى الإجراءات الدبلوماسية. وعند سؤاله على أية شروط يمكن أن تبدأ التسوية السلمية؟
أجاب: يجب على الأسد أن يحترم المبادئ الديمقراطية للمعارضة. تريد الأحزاب السياسية في شمال سوريا أن يتم الاعتراف بحقوق الأكراد والآخرين من قبل النظام. سياسيا، وهذا يفترض تغييرات كبيرة، سوف تصبح سوريا إما فدرالية، أو سيكون على الأسد أن يعترف بالاستقلال العملي لروجافا. إذا تم استيفاء هذه الشروط، ولم يحاول الأسد التدخل في شؤون المنطقة، فمن المرجح أن يحل دبلوماسيون قريبا محل العسكريين، وتتوقف القوات الأجنبية عن المشاركة في القتال في سوريا. حسب علمي، بعض السياسيين في الولايات المتحدة دعوا منذ فترة طويلة لمثل هذه الفكرة، ويبدو الآن أنهم بدأوا ينجحون، بدأوا يعملون. هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن توقف هذه العملية. ولكن إذا اتبع الأسد استراتيجية تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة وبلدان التحالف، فإنه يمكن أن يحقق نجاحا.
الكلمات المتعلقة