الأقباط متحدون - قصة خدعة أنقذت الإسكندرية من القصف: استدعت بريطانيا ساحرًا لتنفيذها فأخفى المدينة بأكملها
  • ٠٧:٤٨
  • الأحد , ١٠ يونيو ٢٠١٨
English version

قصة خدعة أنقذت الإسكندرية من القصف: استدعت بريطانيا ساحرًا لتنفيذها فأخفى المدينة بأكملها

١٨: ٠٩ م +02:00 EET

الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٨

صورة أرشفية
صورة أرشفية

 على أنغام أغنية My Own بصوت آل بولي، المطرب البريطاني الشهير في الثلاثينات، كانت بريطانيا تعيش أيامها الأخيرة في السلام، وكان هو يقف على مسرحه يقدم عروضًا تخطف الأنظار والقلوب، ساحرًا عظيمًا ينحدر من عائلة احترفت المهنة وقدرتها، مهنة الخداع، كان والده نيفيل ساحرًا بدوره ولم تختلف مهنة الجد جون، لكنه كان واضحًا أنه في طريقه للتفوق على سالفيه، سيحمل اسم العائلة إلى آفاق أخرى، ومستوى لم يصل إليه أي من عائلته، مستوى جعل الناس تنسى والده وجده أصبح هو أول من يخطر للبال حين ينطق الاسم «ماسكيلين»، فيما كان اسمه هو «جاسبر» كفيل لمليء المسرح بأكمله، لكن اسمه الذي حفره في التاريخ لم يكن أبدًا فوق المسرح بل في أرض المعركة وتحديدًا على أرض مصر.

 
طبول الحرب تدق في بريطانيا، المجنون هتلر يتحدى أوروبا وهدفه أن يركع الجميع تحت قدميه في قلب ألمانيا النازية، ما هذا الجنون الذي أصاب العالم، كما لو أن لعنة قد حلت عليه فحولته إلى كومة من الخراب، الألمان يخترقون حدود بعد أخرى، ولا نية للتوقف، على الكل أن يقف معًا جنبًا إلى جنب لإيقاف الزحف الألماني، كلٍ بما يعرف وبعلمه وخبراته، وكم سيكون عظميًا إذا كانت قدراتك خارقة، وكم سيكون عظيمًا لو كنت ساحرًا بإمكانك أن تخدع العالم بأكمله والعدو أولهم، وكم سيكون عظيمًا لو كنت جاسبر ماسكيلين.
انضم «ماسكيلين» إلى سلاح المهندسين في الجيش البريطاني مؤمنًا أن قدراته في الخداع تستطيع أن تساعد بلاده في خداع العدو وعمليات التمويه وهو ما قدره قادته بالفعل، ليجد نفسه يومًا على أرض مصر، وتحديدًا صحراءها، قائد لفريق كونه بنفسه من الفنانين والسحرة والنجارين والكهربائيين، بالإضافة إلى المجرمين، حمل اسم رسمي هو «القوة-أ» أما اسمها الحركي فكان «عصابة السحر»، كما يروي موقع «كراكد» ويشرح الفيلم الوثائقي «نورماندي – النجاة من عملية دي-داي» الذي أذاعته قناة «ديسكوفري» الأمريكية، وكانت مهمتهم ابتكار خطط خداع للعدو وتنفيذها.
 
وفي الإسكندرية كانت المعلومات تصل للقوات البريطانية المتمركزة في ميناء المدينة عن قصف محتمل قريبًا، وكان على بريطانيا أن تجد حلًا قبل أن تدمر الطائرات الألمانية أسطولها البحري وقواتها الكامنة في ميناء الإسكندرية، وأتى القرار باستدعاء الرجل الأقدر على خداع الألمان، كان «ماسكيلين» هو الحل.
 
يمكنك أن تفكر بشكل تقليدي، كيف تصد غارة جوية؟ ربما يفكر رجل عسكري في استخدام مدافع مضادة للطائرات أو أيقافها بمعركة جوية، لكن حين تستدعي رجل احترف الخداع لا تتوقع أن يفكر بهذا الشكل أبدًا فما اقترحه كان خارج الصندوق بل مزق الصندوق تمزيقًا من الإبداع، سنجعل الألمان يطلقون قنابلهم وستصيب هدفها وسيفرحون ويحتفلون ولن يعلموا أبدًا أن الهدف الذي أصابوه لم يكن ما أرادوا، الفكرة ببساطة يا سادة أننا سننقل المدينة بأكلمها، فكرة ربما تركت قادته في حالة ذهول.
 
وتلخصت فكرة الساحر المحترف في إنشاء نموذج بالحجم الطبيعي للميناء مكون كامل من من الدُمي على بعد قرابة كيلومترًا ونصف فقط من الميناء، وتحديدًا عند بحيرة ماريوط التي لا يفصلها عن الميناء إلا جزءً صغيرًا من اليابس، والتي لن يستطيع الطيارين التفرقة بينها وبين الميناء ليلًا ومن على ارتفاع حوالي 12 ألف كيلومتر إذا ما استخدمت الخدع المثالية.
 
ولأنه آمن أن الألمان أذكياء، كان على الساحر البريطاني أن يجعلهم يصدقون حين يحضرون لقصف الميناء أنهم دخلوا بالفعل في معركة وفازوا بها، وإلا سيعودا في اليوم التالي ويقصفون الهدف الحقيقي، لذا قرر «ماسكيلين» بناء ساحة معركة كاملة ليلتقطها طياري الاستطلاع الألمان، وطوال الأسابيع التي سبقت القصف، والذي أكدت لهم المخابرات البريطانية تأكد حدوثه، قامت «عصابة السحرة» ببناء ميناء كامل مطابق لميناء الإسكندرية مستخدمين خشب رقائقي لبناء مبانٍ وقماش لصنع هياكل سفن، ولم ينس بناء فنار مشابه لذلك الذي في الميناء بنفس أسلوب إضاءته.
هل كان هذا كفيل بخداع الألمان، ليس بعد، بل قام برسم حفر كتلك التي يحتمي فيها الجنود من القنابل على قطعة قماش عملاقة، وكذلك رسم حواجز بجانب شاحنات التحميل، وبقى أخر فصل في الخداع، عليه أن يخفي الإسكندرية حين يحضر الألمان.
 
ليلة القصف حلت، اليوم يوجه الألمان ضربة قاسمة للبريطانيين في مصر، أو هكذا ظنوا، أما سكان الإسكندرية ففوجئوا بانقطاع الكهرباء تمامًا عن المدينة، ماذا يحدث ولماذا انقطعت الكهرباء عن المدينة بأكملها؟ سؤال ربما دار في الشوارع، ولم يعرف إجابته سوى «ماسكيلين» وزملاءه، اللذين قطعوا التيار الكهربائي عن المدينة قبل وصول الألمان بدقائق، وأضاءوا الميناء المزيف، لتختفي تمامًا مدينة الإسكندرية من أعين الطيارين، أو بالأحرى تنتقل من مكانها في أعينهم مسافة كيلومتر ونصف ليوجه الألمان الضربة للميناء المزيف، ويعودوا ويحتفلون، ثم يكرروا الضربة الجوية اليوم التالي، ولمدة ثمان أيام كاملة، تكرر فيها السيناريو يوميًا، الألمان يحتفلون بنجاح ضرباتهم الجوية والبريطانيون يضحكون على ضحايا خداع ساحرهم الأسطوري، لتدخل خدعة «ماسكيلين» ضمن أعظم الخدع العسكرية في التاريخ الحربي للعالم بأكمله، خدعة كانت كفيلة بإنقاذ قوات الحلفاء من قصف وإنقاذ الإسكندرية من الدمار.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.