الأقباط متحدون - المفتي: الرسول أول من أرسى مبدأ المواطنة على عكس ما يدعي الإرهابيون بأن لا قيمة لها
  • ٠٧:٢٨
  • الثلاثاء , ١٢ يونيو ٢٠١٨
English version

المفتي: الرسول أول من أرسى مبدأ المواطنة على عكس ما يدعي الإرهابيون بأن لا قيمة لها

أماني موسى

برامج دينية

٤٥: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٨

فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام،
فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام،

 - شعب مصر على مدارِ تاريخه، لم يعرف أيًّا من مظاهر النزاع الطائفي؛ لأنه أهل اعتدال وسماحة واحترام للآخر.

- المجموعات الإرهابية تسعى إلى ضرب التعايش بين المسلمين وغير المسلمين.
- المجموعات الإرهابية تنزع معنى المواطنة من سياقها، مدِّعين خطأً أن لا قيمة لها.
 
كتبت – أماني موسى
أكد فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، أن المجموعات الإرهابية تنزع معنى المواطنة من سياقها، مدِّعين خطأً وزورًا أن لا قيمة لها متغافلين عن كون المواطنة مبدأً إسلاميًّا أقرَّته الشريعة الإسلامية، وأصبحت نواة أساسية للدساتير القانونية على مر العصور داخل مصر وخارجها.
 
جاء ذلك في الحوار اليومي الرمضاني في برنامج "مع المفتي" المُذاع على "قناة الناس" الذي يقدِّمه الإعلامي شريف فؤاد، مضيفًا فضيلته أن الإسلام رسَّخ قيم التعايش ومبدأ المواطنة منذ أربعة عشر قرنًا‏،‏ وتجسد ذلك فيما قام به الرسول في وثيقة المدينة المنورة، التي نَصَّت على التعايش والمشاركة، والمساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد دون النظر إلى الانتماء الديني، أو العرقي، أو المذهبي، أو أي اعتبارات أخرى‏.
 
وأضاف فضيلته أن المجموعات الإرهابية باستهدافها المساجد والكنائس فإنما تريد إسقاط مصر وليس دينًا بعينه، بل تسعى إلى ضرب التعايش بين المسلمين وغير المسلمين.
 
وأشار فضيلة المفتي إلى أن المصريين -مسلمين ومسيحيين- عاشوا على أرض مصر عبر التاريخ جنبًا إلى جنب؛ بيوتًا متجاورة، ومصالح مشتركة، وأهدافًا واحدة، متضامنين متحابين في سبيل الوطن، رخاءً وأمانًا، حربًا وسلامًا، حتى يئست منهم كل محاولات الوقيعة التي تتعمد نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، فهؤلاء المغرر بهم لم يقرءوا التاريخ جيِّدًا ولم يعرفوا تلاحم هذا الشعب الصامد عبر العصور ضد الوقيعة.
 
ولفت فضيلته النظر إلى أن نبي الإسلام طبَّق هو وأصحابُه الكرام مبادئ العيش السلمي المشترك في أرقى صوره، تنظيرًا وتطبيقًا في نماذج حياتهم كلها، مظهرين عدالة الإسلام وسماحته في التعامل مع المخالف في كل حال، وهذا يبرهن على رغبتهم في التعايش والحوار مع الآخر وليس الصدام والتضاد، فقد تفاعلوا مع المجتمع من غير المسلمين برغم تعرض بعض الصحابة للأذى.
 
وأكد فضيلته على أن التجربة المصرية رائدة في تحقيق وإرساء مبادئ وقواعد المواطنة والعيش المشترك، حيث نجد الشعب المصري بجناحيه مسلميه ومسيحييه عاش ويعيش المواطنة الحقيقية دون تفرقة بين المواطن المسلم وأخيه المسيحي.
 
ونوَّه فضيلة المفتي بمصر صاحبة أعمقِ تجربة تاريخية ناجحةٍ في التعايشِ، فأهلُها على مدارِ تاريخهم، لم يعرفوا أيًّا من مظاهر النزاع الطائفي؛ لأنهم أهل اعتدال وسماحة واحترام للخصوصيات الثقافية والاجتماعية والحضارية، وهي سمات نبيلة وقيم راقية.
 
ولا ريب أن مشاركتنا لشركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم وتبادل الفرحة معهم هي من قبيل السلام والتحية وحسن الجوار، وذلك مظهر من مظاهر البر والرحمة والتعامل بالرقي الإنساني الذي كان يفعله الرسول مع من جاوره أو تعامل معه منهم.